الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2016-07-21
تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية بقلم:مروان صباح
تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية

مروان صباح / من والواضح ، أن واشنطن لها اليد الأطول ، في محاولة انقلاب الجيش التركي ، الأخيرة ، على حزب العدالة والتنمية ، ممثل الديمقراطية التركية ، المترنحة بالأصل ، وهنا ، يستوقف المرء ، عند هذا التورط ، لماذا تسعى الإدارة الأمريكية ، الآن ، قبل رحيلها ، إعادة الاستبداد إلى كامل المنطقة ، وهل شعرت الولايات المتحدة ، أن التعامل مع الديمقراطيات ، خارج حدودها ، يحد من استكمال مشاريعها ، خصوصاً ، في وجود الثقل الروسي ، وقد يكون أحد عناوين الكبيرة ، الذي مدًّ الاستخبارات التركية بمعلومة الانقلاب ، وأحدثت المعولة ، انقلاب في سياسة الرئيس أردوغان الخارجية ، يعني كما يبدو ، المعولة سبقت المصالحة الروسية التركية ، وبالطبع ، هذه التجربة الفاشلة ، التى تبحث منذ الآن عن فرصة أخرى تعالج الفشل وتعيد هيبة واشنطن ، حيث ، بعثرها الروسي ، إذا صحت معلومة ، أنه المزود بتفاصيل الانقلاب ، هنا أولاً ، لا بد من الايضاح دون ابطاء ، بأن الدولة الوطنية الحديثة ، على الأخص ، بعد مرور زمن كافي ، من ممارسة الهوية المستقلة ، كالنشيد الوطني وغيره ، أن تعيد النظر بفكرة الدولة ، وقد لا يبالغ المرء ، عندما يجزم بأن القتال الذي يدور في مربع العراق الشام ، ليس سوى ، فكرتين لا علاقة لهما بالدول الوطنية ، وهنا أيضاً ، لا يجد المرء ، صعوبة في تفكيك أهداف الفكرة التى قامت عليها دولة داعش ، فالتنظيم ، بالأصل ، يستقطب المنتسبين على أساس قيام وتوسيع دولة الخلافة التى لا يحدها جغرافيا ولا يعيقها عرق ، فداعش أو الجماعات المسلحة ، أعلنوا عن مشاريعهم بكل صراحة ووضوح ، إسقاط ، الدول الوطنية ومقاتلة إيران والخلاص من الهيمنة الأمريكية ، وبالتالي ، اتوماتيكياً ، إسقاط الدولة العبرية في فلسطين ، وفي الجانب الأخر ، وقد لا يكون الاختلاف كبير في الظاهر ، فالمشروع الإيراني ينحصر أيضاً ، في مقاتلة الجماعات الإرهابية ، التى تتبنى الفكر الوهابي ، أي يعني فقهياً ، محاربة مذهب الإمام احمد بن حنبل ، وهنا ، يعود بنا التاريخ إلى ذاك الخلاف ، الذي وقع بين ابن حنبل والمأمون ، حيث ، تبنى الأخير ، أفكار المعتزلة ، وهذا ، يحتاج إلى مقال خاص سنأتي عليه بشرح أوسع لاحقاً ، بالطبع ، مقاتلة الفكر الوهابي ، ينقسم إلى شقين ، الأول . قد ذكرناه للتو ، أما الجانب الأخر ، هو إسقاط ، دولة المذهب وإسقاط الدول المحيطة بها التى تنطوي تحت مجلس التعاون ، وأيضاً ، في الظاهر ، يسعى المشروع إلى محو إسرائيل عن الخارطة وكف هيمنة الشيطان الأكبر ، الولايات المتحدة الأمريكية ، عن المنطقة .

هذا صحيح بالطبع ، ما أسلفناه يُعتبر جزء من الحقيقة ، ليس أكثر ، فالولايات المتحدة ، تعتبر المرحلة القادمة ليس سوى هدنة بينها وبين حزب العدالة والتنمية ، وأي طراز من المحاولات الأخرى ، القادمة ، تعتبر ، أجزاء أخريات ، تندرج في المعادلة الكبرى التى تلتزم بها واشنطن بحماية إسرائيل وتأمين تفوقها ، فإسرائيل ، المستفيدة الأكبر ، ولها المصلحة العليا في تمدد هذين العدوين ، بصراحة ، تعلم تل ابيب جيداً قدرات الطرفين ، بل ، لديها معرفة بقدرات جميع الدول الفاشلة أو تلك المستباحة ، لكن ، أيضاً تعلم ، أن السيطرة على الجغرافيا ، كامل الجغرافيا ، يحتاج إلى صراع بين الطرفين في المنطقة ، وهنا ، لم يكن غائب عن إدارة العالم ، الجديدة ، انتشار الفكر الوهابي في الخليج خاصة ، والعالم الاسلامي عموماً ، تماماً كما هو الحال ، في إيران والعالم الشيعي عموماً ، انتشار ولاية الفقيه ، أي الإمامة ، التى لا تعترف بجغرافيا ، وتعتبر الانتماء ، يُسقط الحدود والهوية ، وهذا يفسر بشكل حاسم ، الأسباب الحقيقية ، وراء قرار الحرب على نظام البعث في العراق ، عندما ، شهدت الحدود بين العرب والإيرانيين ، نوع من الاستقرار ، بات المشروع الكولونيالي الأوسع ، يتراجع ، فكان لا بد ، من تنشيط الحدود عبر احتلاله ، الذي سمح ، لاحقاً ، للذراع الإيراني ، التمدد في العراق ومحيطه ، فبات العراق نموذج للصراع الطائفي ، وأيضاً ، ساحة للتناقضات والتقلبات بين المتصارعين ، سياسياً وعسكرياً ، وقد تكون هذه الوقائع ، بقدر ما هي حاضرة لدى الإسرائيليين والأمريكيين ، فهي ، غائبة لدى الأتراك ، حيث ، ينظر الأتراك ، لمسألة ، انيهار الوطن العربي ، بقياس الأرباحهم الاقتصادية ، الآنية ، وهذا ببساطة يفسر ، حركة الرئيس اردوغان السطحية في إعادة ترتيب السياسة الخارجية التركية ، مع دول لديها أطماع ، أولاً ، في جغرافية تحيط بتركيا ، مبدئياً ، ومن ثم تسعى للوصول إلى اسطنبول اليوم ، القسطنطينية البارحة ، فاليوم ، لم يعد الأمن القومي العربي مهدد ، بل هو في قلب العاصفة ، ومصيره مجهول ، أما ما يجري ، الآن ، يهدد الأمن القومي التركي بشكل مباشر ، لهذا ، إعادة ترتيب العلاقات الدبلوماسية وسلسلة الاعتذارات ، تفيد تركيا تكتيكياً ، وهنا لا شك ، أن اردوغان المنتصر ، يريد من هذا التحرك ، تجنيب تركيا الويلات ووقف مشروع تقسيم بلاده ، لكنه ، يبقى فعل ، في حقيقة واقعه ، لا يغير من استراتيجيات الدول ، مثل روسيا الاتحادية أو اسرائيل أو امريكا ، بل ، كل ما في الأمر ، يحول السيد ارودغان من رجل امتلك مشروع التصدي للمشاريع الروسية والإيرانية والإسرائيلية ، إلى تاجر شاطر في سوق عثمان بيك بإسطنبول ، لا أكثر ، وهنا للتذكير فقط ، فالاقتصاد ، لم يكن في التاريخ حامي الدولة ، بل ، الذي يحافظ على الاقتصاد ، قدرات الدولة الدفاعية والهجومية معاً ، لهذا ، من الخطاء الكبير ، حتى لو للحظة ، أن يظن الرئيس اردوغان ، عندما وقف في مربع المعارضة السورية ، كان يدافع عن قتل الأطفال الأبرياء ، أبداً ، فتركيا كانت تدافع عن أمنها القومي ، وليس شيء أخر ، ومازالت .

رغم الحملة الإعلامية الكبيرة التى تعمل على تغطية انتصارات حكومة العبادي في العراق وأقل شئناً مع حكومة الأسد في سوريا ، مازال المرء ، قادر على اختراق التضليل الحاصل ، فالمسألة أكبر من جيش العبادي والأسدي ، بل ، حسب تقارير حلفاء الطرفين ، يعتبران ، لا وجود لهما فعلياً ، إلا أن ، ما يعنينا الآن ، هو ما يجري في العراق ، لأنه ، يشكل أساس التغير القادم ، وهنا اتحد من هذه الزاوية ، العبادي ذاته ، أن يعلن قوائم أسماء الذين يقاتلون في صفوف ما يسمى بالحشد الشعبي ، أو أن يتم إدراجهم في مرتبات ما تبقى من الدولة العراقية ، لأن ، الحقيقة تختلف عما يروج لها ، فالحقيقة تقول ، أن أغلبية مقاتلين الحشد الشعبي ، إيرانيون ، وهذا الواقع ، يطيح بنظريات الساسة العراقيين أو ما يدعيه العبادي ، رئيس وزراء المنطقة الخضراء ، حول الوطنية العراقية ، لاحظ هنا ، من جانب آخر للمسالة الإقليمية ، إيران على استعداد تام بالمشاركة في القتال وعلى جهوزية دائمة في تحريك الحرس الثوري من أجل حسم المعارك في مناطق يغلب عليها الطابع السني ، لكن ، غير مستعدة أبداً ، في مساعدة العراق كي يستقر وطنياً ، ويكون جامع وصاهر لجميع المكونات ، وهذا ، كان أهم أسباب رفضها للسيد اياد علاوي ، بأن يتولى حكومة بغداد ، رغم فوزه بالانتخابات ومن زاوية أخر ، أنه شيعي .

الحقيقة هكذا ، شيعة العراق والعالم على موعد مع أهداف الثورة الإيرانية ، والثورة الإيرانية على موعد مع الإدارة الأمريكية القادمة ، لاستكمال الأجندة ، وفي الجانب الآخر ، بفترة قصيرة ، تحولت روسيا إلى شريك كامل في المنطقة ، تستوعب مصر ، والآن تركيا ، وتتفهم ، علاقتهما التاريخية مع واشنطن ، وتتقبل ، مواقف تركيا اتجاه نظام الأسدي ، لكن ، يبقى السؤال ، كيف يمكن لتركيا ، أن تواجه جملة تحديات باتت على خط التماس مع حدودها ، مشروع إيراني توسعي ينافسها على الجغرافيا العربية ، وآخر إسرائيلي ، يهددها داخل حدودها ، من خلال دعم الأحزاب الكردية المسلحة ، لمشروع الانفصال ، وأما ، خلاصة الحال ، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ، التى قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ، كما يبدو ، تشير تحركات الجيش التركي ، إلى تغير جذري دائم ، وليس علاجي مؤقت ، وهذا يعني ، أن الجيش ذاهب إلى تغيير في عقيدته الوطنية ، لكي ، تتناسب مع التدخلات القادمة خارج جغرافيته ، وقد تشهد الأيام القادمة ، أيضاً ، مزيد من الدعم العسكري لمجموعات مسلحة في سوريا وأخرى سيتم باعتقادي تشكيلها في العراق ، وظيفتها تأمين الموصل ، حيث ، ينطلق مجلس الأمن القومي وحزب العدالة والتنمية من قواعد ، فرضتها أجندات دولية وإقليمية ، كانت السبب في تغيير سياسات تركيا ، وقد يكون أهم أسباب التغيرات ، السريعة ، ليس هنا ، بل هناك ، في أمريكا ، من سيكون الرئيس القادم ، فتركيا تواجه بمفردها قوتين إقليميتين تمتلكان ، سلاح نووي ، ويتمددون في المنطقة بشكل واضح ، في الوقت ذاته ، تفتقد تركيا إلى السلاح النووي وخسرت الاخوان المسلمين ، كقوة وقاعدة داعمة لها ، وهذا يفسر على الأقل ، حجم الترحيب الإقليمي من قبل إيران وإسرائيل وأيضاً دولي روسي ، بفشل الانقلاب ، الترحيب يتطلع إلى مستوى ، قبول ، الرجل الأقوى في تركيا ، دون منازع ، لمشروع تقسيم الوطن العربي ورفع الدعم عن حلفائه العرب ، مقابل ذلك ، ترحيب متأخر وخجول من النظام العربي ، وعلى وجه الخصوص ، مصر ، بل ، قد يصح ما قاله لي صديق تركي ، أن الاستخبارات التركية لديها معلومات عن تورط بعض الجهات العربية ، داعمة للانقلاب ، هنا ، لا بد أن يدرك العرب جيداً ، إذا خسروا تركيا ، سيخسرون ما تبقى لهم من حضور في الإقليم ، لأنها ، ستبدأ مرحلة تقسيم الجغرافيا العربية لصالح دول ، تصنف بالمحورية ، والمحورية التى اقصد ، لها اعتبارات وقياسات دولية محددة ، وهنا أؤكد ، أن من يتوهم ، بأن الانقلاب في سياسات التركية ، اتجاه الأمريكي والأوروبي سيصب في صالح نظام الأسد ، العربي ، فهو بالفعل واهم ، لكن بالتأكيد ، هي بشرة فيها الكثير لحلفاء الأسد ، الإقليمين والدوليين ، وكارثة على المملكة العربية السعودية وحلفائها ، وبالطبع ، لكل عربي على اختلاف خندقه .
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف