الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

همسات فكر(86) بقلم:عزيز الخزرجي

تاريخ النشر : 2016-07-21
همسات فكر(86) بقلم:عزيز الخزرجي
همسات فكر(86)
ليس كلّ من جدّ وجد؛ و لا كلّ من جَهَدَ وصل؛ و لا كلّ مَنْ فكّرَ أنتج؛ و لا كلّ مَنْ كتبَ أبدع؛ و ليسَ كلّ عالم مفكّر؛ كما ليس كلّ مفكرٍ بحكيم!

فقد يختصّ البعض بعلمٍ من العلوم و يُبدع في مجال إختصاصهِ, أو حتى في أكثر من علمٍ, و قد يحصل على درجة (الدكتوراه) و بعده (ألبوست دكتورين) و هي درجة علميّة تفوق الأختصاص, و تعتبر أعلى شهادة علمية أكاديمية في العالم يحصل الطالب فيه على لقب (فول بروفسور)(1), لكنهُ لا يرتقى لدرجة (المُفكر) كما ليس بـ (حكيم) أبداً!

لأنّ درجة المُفكر أو الحكيم إنْ وجد؛ لا ينالها إلاّ ذو حظٍّ عظيم بأمرٍ و توفيق من الله تعالى, حيث تتطلب من السّالك مسيرة طويلة في (الآفاق) و (الأنفس) معَ جهادٍ كبيرٍ و مريرٍ عِبرَ جبهات مختلفة أصعبها النّفس التي هي العقبة الكأداء لبلوغ درجة (آلآدمية) التي بلغها عليّ(ع) و ثلة قليلة من البشر بشهادة الرّسول(ص) الذي كنّاهُ بـ (أبي تراب).

هذا مع أنّ بعض العلوم كآللغة (العربية) و غيرها كما الأصول و الفقه و المنطق و آلبيان و البديع .. مجرّد وسائل لا أكثر لأهداف كبيرة لم يصلها حتى الصّحابيّ الكبير (أبو الأسود الدؤلي) الذي تتلمذ على يدّ آلأمام المعصوم(ع), أو أقرانه من بعده كعبد الله بن روزبه و سيبويه و إبن عربي و الفيروز آبادي و طه حسين رغم كونهم من أبرز علماء و رواد اللغة العربيّة والعلوم الأسلامية, لكنهم مع كلّ ذلك لم يكونوا من المفكريين, و هكذا مراجع الدِّين و الفقهاء و الشّعراء و الفنانيين و آلرّوائيين و النّحاتين, فهم و إنْ أبدعوا في إختصاصهم و علومهم إلا أنّهم لم يصلوا درجة المفكريّن, و هكذا لم يكونوا بحكماء إطلاقا!

و محنة الجميع .. حتى (المفكرين) و (الحكماء)؛ هي أنّهم سيفنون و لا يبقى بعدهم شيئ سوى عملهم, و لهذا ترى (العِلِم) الحقيقي يتناسب عكسياً مع (التكبر) الحقيقي,  و قد لخّصه الأمام الباقر(ع) بحديث جسّد الحكمة كلّها فيه و بإمتياز, حيث قال:
[العلم ثلاث درجات؛ أوّله تكبّر و ثانيه تواضع, و ثالثه عَلِمَ أنّهُ لا يعلم شيئ].

فآلمرحلة الأولى التي اشار لها الأمام(ع) : هي درجة (الماجستير) ثم (الدكتوراه) و حتى (البوست دكتورين), حيث يتكبر معها الأنسان و يطغى  لشعوره بأنه إمتلك كرسي الأستاذية في  إختصاصه في العالم, بينما هذه الحالة في حقيقتها لا  تُعبّر إلّا عن الجّهل الأكبر كما سمّيتهُ في مقالاتٍ سابقة!

 و لكن هذا (المتكبر) حين يتعمقّ أكثر في العلوم المرتبطة بإختصاصه, و هي قد لا تُعدّ و لا تُحصى بسبب (وحدة الوجود)؛ فأنه يشعر بصُغر حجمه و تضائله أمام الحقيقة العظمى لهذا الوجود .. فيتواضع بشكل طبيعي و بلا إختيار أمامها!

و لكن هذا (المتواضع) .. حين يُحاول ربط تلك العلوم و التخصصات العديدة مع بعضها البعض في المرحلة الثالثة التي أشار لها المعصوم(ع) للوصول إلى سرّ الوجود؛ فأنّهُ يشعر تماماً بأنّهُ لا يعلم شيئ عن هذا الوجود المرموز إطلاقاً,  لكثرة آلأسرار و التعقيدات و الظواهر و اللطائف التي لا تقوم إلا بلطف الله و بحكمته, عندها يصل المحطة السابعة وهي الأخيرة من مدن العشق الألهي التي أشرنا لها في همسات سابقة تفصيلاً.
و في الختام .. تذكر أيها السالك العالم المختص؛ بأن كل شيئ سيفنى عاجلاً أو آجلاُ كرمشة عين, و لا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال و الأكرام.
 

و ما مِنْ عالمٍ إلاَّ سَيَفنَـى و يُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ

فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك في القيـامةِ أنْ تــراهُ

عزيز الخزرجي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف