الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إحنا فيها ولا لاء؟ بقلم: د. سـائـد الكـونـي

تاريخ النشر : 2016-07-01
  إحنا فيها ولا لاء؟

بقلم: د. سـائـد الكـونـي

بعد منتصف نهار الأربعاء المنصرم بتاريخ 29/6/2016، ذهبت لشراء بعض حاجيات البيت، وصادف وقوف سيارة شرطة أمام المحل التجاري الذي قصدته يركبها رجلَي أمن، لم أُعر لها إهتماماً ودخلت المحل التجاري وما هي إلا لحظات حتى لفت إنتباه من في المحل صوت ضوضاء في الخارج وسماع صوت محرك سيارة الشرطة يعمل وتنطلق بسرعة يقودها أحد رجلَي الأمن، والآخر يركض في الشارع، وهنالك جمهرة من المارة، ودب بي الفضول لمعرفة ما الذي يجري، وفي الأثناء خرج صاحب المحل يتفقد أبناءه ويسأل: "إحنا فيها؟" وينادي عليهم بضرورة دخولهم المحل.

أتفهم بكل تأكيد حرص صاحب المحل على سلامة أبناءه، وهو من عائلة كريمة ومشهود له ولهم بطيب الخُلق والمعشر، ولكن لا أدري لم خطر ببالي لحظتها عبارة غوار الطوشة المشهورة "حارة كل مين إيدو إلو"، وبإعتقادي أن هذه الخاطرة لم تكن فقط وليدة تلك اللحظة بل هي نتيجة تراكم لحالات يومية متكررة أصبحنا نشاهدها في مجتمعنا الفلسطيني، وتجسد الإهتمام بالذات والدائرة المقربة ويمكن أن تتسع لتصل مفهوم الشللية.

في مساء ذات اليوم سمعت إطلاق رصاص كثيف في المنطقة الشرقية بنابلس التي أقطنها، ولكني لم أتبين مصدره، وما هي إلا لحظات قليلة تخبرني فيها إبنتي عن قرائتها لخبر إستشهاد رجلي الأمن الفلسطينيين عنان الطبوق وعدي الصيفي، وسارعت في إستقصاء التفاصيل التي أمسى الجميع ملمٌ بها، لأصاب بحالة شديدة من الإحباط والكآبة، ليس فقط لمعرفتي الشخصية بأحد الشهيدين، إبن حركة الشبيبة الطلابية عنان الطبوق، ولكن للسماع عن هذا الحدث الجلل المتمثل في الإعتداء على رجال أمن فلسطينيين وعوائلهم بأيدي فلسطينية، وهي حالةٌ للآسف أخذت تتكرر، فإذا استوقف شرطي فلسطيني مواطن وطلب منه رخصة القيادة أو السيارة وتأمينها، تثور ثائرة الأخير ويتدفق الدم إلى رأسه، وتدب به حمية الجاهلية ويعربد ويرحم "وجاي هالناس جاي"، والحال يتكرر بظواهر سلبية كثيرة مشابهة هنا وهناك، وكأن رجل الأمن الفلسطيني هو العدو والخصم اللدود، في حين نرى الأمتثال والخنوع على حواجز الذل والمهانة!!!!، فهل العنتريات مقتصرة على أبناء جلدتنا ودمنا الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تحقيق الحياة الآمنة لنا ولأبنائنا، وتصويب الكثير من الممارسات السلبية في مجتمعاتنا بالنيابة عنا، فيومياً نشاهد ونحيى تجاوزات وتعديات وإعتداءات، ونصيح وننادى أين المسؤولين وصناع القرار من تلك الممارسات، وتبدأ حملات التشكيك واللعن والشتم والترحيم عليهم، ولكن عندما يجد الجد وتقع "الفاس بالراس"، معلش خليهم يدبروا حالهم فالمهم أن لا نكون نحن طرفاً في المشكلة وذلك رداً على السؤال "إحنا فيها ولا لاء؟"، والأسوأ أن تتجرأ شرذمة خارجة عن صفنا الوطني وأعرافنا المجتمعية باستهداف إخوتنا وأبنائنا وذويهم أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني بالإنابة عنا جميعاً، معرضين أنفسهم وعوائلهم لأخطار أخرى متعددة، فيما نحن نُنَظر ونتقد ونُراقب.

آن الأوان أن لا نكتفي فقط بمطالبة المسؤولين بإتخاذ إجراءاتهم الرادعة، وهو مطلبٌ مُحق لقوله صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته"، ولكن وبالتزامن المطلوب منا جميعاً أن لا نقف موقف المتفرج والمحوقل، فلا بد لنا من إصلاح أنفسنا وتدريبها على ممارسة مفاهيم المواطنة الصالحة لأن "الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"، والساكت عن الحق شيطانٌ أخرس، وإلى ذلك الحين وبعده أنا قلباً وقالباً مع حماة الديار لأنهم "وطنٌ يحمي وطن"، فهل أنتم كذلك؟.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف