الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تحليل لظاهرة الطوش والمشاجرات التي تجتاح المجتمع الفلسطيني بقلم:د. خالد ربايعة

تاريخ النشر : 2016-07-01
حليل لظاهرة الطوش والمشاجرات التي تجتاح المجتمع الفلسطيني

د. خالد ربايعة – الجامعه العربية الامريكية 

ما حدث في شهر رمضان من مشاجرات وحالات قتل وحرق للبيوت هي ظاهرة ليست جديده على المجتمع الفلسطيني ذي النزعه القبلية ولكن الجديد في الموضوع هو الوتيره والمستوى التي تحدث به تلك المشاجرات والحوادث والتي فاقت كل التوقعات. اعتقد ان حجم تلك الظاهرة يعبر عن مدي الانحطاط القيمي الذي وصل اليه المجتمع الفلسطيني بحيث وصل الى مستوى بات فيه المواطن الفلسطيني يعيش حاله من الخوف والقلق وعدم الثقه بالمحيط تجعله يبادر الى استخدام القوه لحمايه مصالحه ضد اي شيء قد يبدو أنه تهديد. 
حسب تحليلي المتواضع، اعتقد ان الاسباب التي ادت الى تفاقم تلك الظاهرة هي ما يلي:
• نحن المجتمع الفلسطيني وجزء من المجتمع العربي نعبد صنم يقال له الكرامه او الشرف. وانا هنا اعني ما اقول عندما اقول صنم هذا الصنم اذا تعرض للمس ولو في الاحلام تثور ثائرتنا ولا نهدأ حتى نثأر له. هذا الصنم المسمى الكرامه يمتد ليشمل ليس فقط كرامة الشخص نفسه وانما عائلته (اعنى اخوته وخواته وابيه وامه) والعائلة الممتده كالاعمام والاخوال الى العشيرة الى البلد وحتى تصل الى ابناء الوطن الواحد وابناء الدين الواحد. والغريب ان الرغبه بالثأر لتلك الكرامه اشد بكثير من الرغبه للثأر للدين او حتى لله. فالله سبحانه وتعالى يشتم ليل نهار في الشارع الفلسطيني وقلما تجد من يتحرك للثأر لشتم الذات الالهيه. وللاسف في كثير من الحالات يكون الثأر للكرامه الشخصيه سببا رئيسيا لشتم الذات اللاهيه. طبعا هذه الكرامه او كما يسميها البعض الشرف او العزة او الكبيرياء هي المحرك الاساسي وراء اغلب المشاجرات التي تحصل الان في المجتمع الفلسطيني. طبعا هنا انا لا ادعو ان يعيش الانسان بلا كرامه وان لا يدافع عن كرامته اذا مست، ما ادعو اليه هو عدم المبالغه في التعاطي مع هذا الموضوع. فمثلا اغلب حوادث السير التي تحدث في البلاد سببها هو ان السائق الذي تم تجاوز مركبته يشعر بان كرامته قد اهينت عندما يسبقه شخص أخر وبالتالي يحاول بكل قوة ان يغلق عليه الشارع حتى لا يسبقه حتى لو ادى ذلك الى حادث. عندنا في الجامعه اغلب الطوش التي تحدث تحدث بسبب ان شاب يطيل النظر الى شاب أخر "اتطلع فيي". فيبدأ الاشتباك بين الاثنين وينتهي بإخلاء الجامعه وإغلاقها. ويدخل تحت بند الكرامه ذلك عدم انتشار ثقافة الاعتذار بين الناس. فحتى وان كان الشخص مرتكب الخطأ يعلم علم اليقين انه السبب في الاشكال الا انه يكابر ولا يعترف بخطأه مخافة ان تمس كرامته. 
• السبب الاخر الذي يؤدي الى المشاجرات وهو الى حد ما مرتبط بالاول هو شخصنة الامور كلها وكأن الشخص الذي فعل امر معين قصد به اهانتي او المس بكرامتى. نحن شعب لا نفهم الامور بشكل موضوعي مجرد بدون شخصنتها. فمثلا اذا قام شخص بمعارضة رأي شخص أخر فان الشخص صاحب الرأي يفهم ذلك على اساس ان السبب الرئيسي هو كرهه لذلك الشخص وليس لان رأيه غير مناسب. كل الامور في حياتنا يتم شخصنتها او فهمها ضمن سياق معين وليس بشكل مجرد. فمثلا في المساجد عندما يصعد الامام على المنبر يحكم المصليين على خطبته قبل ان يتكلم باي كلمه. فمثلا أذا كان الخطيب ذا ميول حمساويه سيغلق الفتحاويون أذانهم حتى لو كانت كل خطبته آيات قرآنيه واحاديث نبويه، والعكس صحيح. 
• إنفلات المجتمع الفلسطيني من منظومة القيم الاخلاقيه والدينيه واستبدالها بقيم ذات طابع مادي رأسمالي أساسه المصالح الشخصية والجري وراء اشباع الرغبات والمتع. للاسف يبتعد المجتمع الفلسطيني بكافة أطيافة عن قيم الحب والـتآلف والتسامح والتعاون والصدق والعدل ويستبدلها بقيم مادية بحته اساسها تحقيق الرغبات الشخصية الماديه البحته ظنا منه ان تلك تحقق تلك الرغبات وتجلب له السعاده والاستقرار. إن إستقرار ايه امه من الامم الاساس فيه هو سيادة تلك القيم التي بنيت عليها الحضارات المدنية والتي عمرت طويلا. ان غياب منظومة القيم من اي مجتمع تجعله ساحة للمنازعات والخصومات وتؤدي الى تفككه وضياعه. القيم بمعناها الاعم هي تعبير عن الضمير – والضمير هو المانع الاقوى من ان يتحول الانسان الى كائن يبحث ان اشباع متعه ورغباته. بقي ان اشير الى ان احد اهم اسباب سيادة القيم المادية هو وسائل الاعلام وادوات الدعاية الرخيصه التي تعيد برمجة العقل البشري على ثقافة الاستهلاك واشباع الرغبات فيضطر في ظل هذا التيار الجارف من وسائل الدعاية التي لا يقوى على مقاومتها الى التنازل عن قيمه في سبيل تحقيق واشباع رغباته. 
• شعور الانسان الفلسطيني بحاله من الضياع وانسداد الافق السياسي وغياب الروح الوطنية التي كانت تجمع الشعب الفلسطيني نحو هدف التحرير والاستقلال. ان النزاع على السلطه وتجاوزه كل حدود اللياقه والمروئه وسيادة الكذب في التعامل بين السياسيين على الساحه الفلسطينيه والاستمرار في نهج تبادل الاتهامات والشتائم بين القاده السياسيين اصابت منظومة القيم الفلسطينية في مقتل بحيث سادت صفة انعدام الثقه بين الناس فيما بينهم بعدما شاهدوا قادتهم السياسيين يمارسون الكذب والتضليل ضد بعض لسنوات طويله بدون اي رادع. كيف يمكننا ان نطلب من مواطن فلسطيني عادي ان يكون صادقا في تعامله ويثق بالاخرين وهو يري ان قادته وسياسييه يمارسون ابشع انواع الخداع والتضليل ضد بعص. اعتقد ان المجتمع الفلسطيني تجتاحه ازمة ثقه انعكست على تصرفاته وردود افعاله مما دفعه الى عدم الثقه بالانظمه والقوانين ومحاولة اخذ زمام المبادرة بيده. 
• ضعف سيادة القانون: على الرغم من وجود عدد كبير من الاجهزة الامنية ووجود المحاكم والجهاز القضائي برمته الا ان المواطن العادي ليس لديه ثقه بالجهاز القضائي على الاطلاق وذلك لقناعته التامه بعدم وجود فصل بين السلطات المختلفه. ففي هذه الاونه يتبع الجهاز القضائي والتشريعي الى الجهاز التنفيذي مما يفقده مصداقيته فبالتالي يبادر المواطن العادي الى اخذ زمام المبادرة بيده وعدم اللجوء الى المحاكم. هنالك طبعا اسبابا ثقافية تسمي من يلجأ الى القضاء بالانسان الضعيف غير القادر على اخذ حقه بيده.
• وفوق ذلك كله اعتقد ان اجهزة الاعلام في خضم بحثها عن الاثارة تحاول ان تظهر تلك الحوادث بشكل ملفت للنظر وتبالغ في صياغتها بحثا عن المتابعيين والمعلقيين. ومما زاد من حدة الموضوع هو وجود الاجهزة الذكية المزوده بأحدث الكميرات لالتقاط الصور والفيديو وتحميلها على الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا النوع من الاخبار الذي يحوي عنصر إثارة يتم تداوله بين الناس بشكل اسرع من الاخبار التي لا تحوي اي عنصر اثاره. إن انتشار تلك الاخبار بهذا الشكل الجنوني يعطي الناس انطباعا ان هنالك موجه من العنف تجتاح البلاد فيبدا الانسان بالقلق والخوف على نفسه واطفاله وامواله. وبالتالي هو نفسه يصاب بالعدوى ويصبح يبالغ في ردود أفعاله مما يخلق حاله من التوتر والهلع بين الناس تزيد من حدة المشاكل ووتيرتها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف