الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفــاتـــورة بقلم: لاله مولي زاده

تاريخ النشر : 2016-07-01
الفــاتـــورة
قصة قصیرة / لاله مولی زاده
تسمّرعند الباب حین سلمه مأمور الکهرباء الفاتورة الجدیدة المختومة بطابع الإنذارالأخیر .
کان الختم أحمراً مخیفاً کالخطوط الحُمر التي نخاف منها انا وانت ویسخر منها من کان متخماً بالفلوس او یحتمي بظل هذا الشیخ او ذاک المتشیخ.
ماذا یفعل بهذین الیومین المتبقیین؟ وکیف یدبر ما یدفع به الفاتوره؟
ما الحل وماذا یعمل ؟ کیف یمکن تحمل الحرارة في هذا الصیف الملتهب المُغبر دون کهرباء؟
کلا ...لا یمکن ابداً...
فکر في حل ... سیبحث عن ما یمکن الاستغناء عنه لبیعه في السوق وتسدید الفاتورة .
فکر للحضات في ما یفکر فیه ای رجل عندما یواجه هکذا أزمات .... سیلجأ الی زوجته لتبیع أسورتها الثلاث لکن تذکر انه باع تلک الأسورة حین مرضت وادخلها المستشفی العام الماضی للعلاج .
عاد داخل البیت وأخذ یبحث عن شیء ما... لکنه لم یجد.
لا یحتوی البیت من الملابس الا الأسمال و من المکیفات الا واحدا متهالکاً وکیف یمکن الاستغناء عنه في هذه الاجواء الصعبة ؟
أم یبیع المروحة التي اصابها الدوار فبدات تتغیا انیناً من کثرة الدوران ؟
أم ینتظر الدعم الحکومی (یارانه) لکن لایمکنه الانتظار فهناک خمسة عشر یوما تفصله عن تحویل ذلک الدعم المشوؤم الذي غوض اقتصادیات الطبقات الفقیرة اکثر فاکثر؟
لکنه... وجد الحل ؟ سیبیع التلفزیون ویسدد الفاتورة اللعینة هذه.
فربما التلفزیون هو الوحید الذي یمکن الاستغناء عنه و لو لفترة قصیرة.
نعم بامکانه الاستغناء عن برامجه ومسلسلاته وافلامه واخباره فمن ناحیة الاخبار یمکنه إستماعها من افواه زملائة العاملین في قسم التنظیف للبلدیة .
هذا إن کانت الاخبار فیها ما یفیده وما فائدة متابعة الاخبار؟
ها هو یتابع الاخبار منذ أن کان صغیراً حدثا وها هو قد شاب ودب البیاض في راسه والحال هو هو الا انها تزیده الماً وقنوطاً .
ما الفرق ان فاز هذا في الانتخابات او ذاک ؟
ما الفرق لو صار هذا وزیراً او ذاک سفیراً ؟
ما ذا سینفعه إن ازداد سعر النفط أو هبط الی الحضیض؟
واما بالنسبة للافلام والمسلسلات التي یتابعها في ایام رمضان فانها عادة یتم اعادتها فيما بعد فیمکنه مشاهدتها... فالله کریم رحیم.
نعم انه الشیءالوحید الذي یمکن الاستغناء عنه ... لکن هل یسد مبلغ الفاتورة ؟ وهل هناک متسعا من الوقت لبیعه؟
تألم حین تذکر أنه دفع اقساطه بصعوبة خلال عشرة شهور مضت وکان مبلغ القسط الواحد یعادل نصف راتبه الشهري.
لکن رغم کل هذا ... لابد من الاستغناء عن التلفزيون وبیعه .... فحر الاهواز لایطاق.
مازال محتفظاً بغلاف التلفزیون کانه یعلم أن یوماً ما سیضطر لبیعه .
وضعه بداخله وسط زحام حسرات إبنته الصغیرة التي کانت تتابع الرسوم المتحرکة من علی شاشته فذهب به الی السوق فجلس علی حافة الرصیف بعد ما أخرج التلفزیون من غلافه ووضعه امامه یتطلع في وجوه المارة کانما یتنظر ذبذبات تدله علی من سیشتریه.
قرر أن یتخذ طریقة الصیاح لترویج بضاعته کما یفعل الباعة المتجولون من علی یمینه ویساره.
نفخ نفسه کالدیک فقذف بقوة تحولت الی صوت متحشرج في صدره ستکون کفیلة باسکات الباعة ولفت إنتباه الماره جمیعاً.
فاذا بلغط حل بین الباعة فجأة کانما زلزال سیبعثر ما في السوق جمیعاً.
هجمت أزلام البلدیة علی الباعة المتواجدین علی حافة الرصیف ترافقهم قوات من الأمن المسلحین.
فاخذوا یضبطون کل ما طالته أیدیهم من بضاعة بسّط بها الباعة علی الرصیف.
لم یصدق ما یحصل .
التفت الی یمینه فأحضر الغلاف ..... لکن فات الاوان ، بیع التلفزیون بالمجان !!!
في طریق عودته وهو مثقل بالأوجاع والالام یجر خطی متثاقلة مرّ من محل لبیع الأدوات المنزلیة والالکترونیة .
تناهی إلی سمعه حوار حي مع أحد المسئولین یبث من علی شاشات التلفاز هناک حیث یقول:
بلدنا هوالبلد الوحید في العالم الذي لایوجد فیه عارٍ ولا فقیر، الکل في رخاء !!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف