تركيا في عين الحدث هذا الاسبوع
بقلم د. سمير مسلم الددا
[email protected]
جدة – المملكة العربية السعودية
لقد كان هذا الاسبوع اسبوعا تركيا بامتياز, اذ تصدرت الاخبار الواردة من انقرة نشرات الاخبار على معظم (ان لم يكن كل) وكالات الانباء العالمية والقنوات الفضائية الاخبارية. اذا ما استثنينا استفتاء الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد الاوروبي وتداعيات هذا الحدث الخطير على الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا وحتى امنيا والتي كان من ابرزها تصريحات شديدة الوضوح للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والتي دعا فيها زعماء الاتحاد الأوروبي لإبرام معاهدة اتحاد جديدة، وصياغة مصير جديد لأوروبا, واعتبر ساركوزي أن الاتحاد الأوروبي بات بحاجة للإصلاحات بعد انسحاب بريطانيا منه، مؤكداً ضرورة حمايته من الغرباء وذلك من خلال تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد وتعليق قبول أعضاء جدد في الاتحاد, وعن إمكانية التحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي قال ساركوزي: “حان الوقت للإفصاح لتركيا عن أنه لا محل لها في الاتحاد الأوروبي”, أي ببساطة على تركيا ان تنسى نهائيا حكاية انضمامها للاتحاد الاوروبي.
وقال ساركوزي مبررا موقفه, وحتى من الناحية الجغرافية تركيا لا تمثل سوى جزء صغير من أوروبا ، وأردف قائلا : " لا يمكن اعتبار تركيا تاريخيا وثقافيا واقتصاديا بلدا أوروبيا حقيقيا" ، وتابع أيضا : " كل من يقول إن تركيا بلد أوروبي إنما يريد إنهاء الاتحاد الأوروبي، وعند الحديث عن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي دعوني أذكركم أن روسيا أكثر أوروبية من تركيا وهي ليس عضو في الاتحاد الاوروبي.
نعم كان لتركيا مركز الصدارة في احداث الاسبوع الجاري, لقد انتشر بكثافة مطلع الاسبوع خبر توقيع اتفاق تطبيع وعودة العلاقات التركية الاسرائيلية الى سابق عهدها قبل حادثة السفينة مرمرة قبالة الشواطئ الفلسطينية في شهر مايو عام 2010 والذي اسفر عن مقتل 10 ناشطين اتراك كانوا على متن السفينة المنكوبة على يد قوات الكوماند وز الاسرائيلية ,وهذا هو الحادث الذي اسفر عن تأزيم العلاقات بين الطرفين وتخفيض التمثيل الدبلوماسي الى اقل درجاته وموجات شد وجذب شهدتها علاقات البلدين طيلة السنوات الستة الماضية.
حققت تركيا شرطين وثلث من اصل ثلاثة شروط كانت وضعتها للمصالحة اسرائيل, شرط الاعتذار حيث اعتذر رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو شخصيا للرئيس اردوغان عن حماقة مرمرة بالاضافة الى موافقة اسرائيل على دفع 2 مليون دولار لكل عائلة من عوائل الضحايا كتعويض, ووافقت اسرائيل كذلك على ايصال البضائع و المساعدات التركية الى غزة ولكن عن طريق ميناء اسدود الذي يخضع للسطات الامنية الاسرائيلية و بالاضافة الى موافقتها على قيام الحكومة التركية بإنشاء محطة توليد كهرباء ومحطة تحلية مياه جديدتين وكذلك مستشفى, وبهذا تم طي صفحة كانت متوترة في مسيرة العلاقات التركية الاسرائيلية.
وكذلك شهدت تركيا حدثا مهما هذا الاسبوع تمثل في سماح القوات الروسية لطائرات عسكرية تركيا بالتحليق فوق مناطق روسية متاخمة للحدود بين البلدين الجارين مما يعد سابقة ملفتة بعد سبع أشهر من القطيعة شبة الكاملة اثر اسقاط المقاتلات التركية لطائرة عسكرية روسية في شهر نوفمبر الماضي, والشاهد في هذا الامر التقاط الاتراك لهذه اللفتة فبادر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالاعتذار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي بدوره قبل هذا الاعتذار ووجه برفع الحذر عن السياح الروس للتوجه الى تركيا وكذلك امر برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها روسيا على تركيا اثر حادث اسقاط الطائرة منذ 7 اشهر تقريبا, اثر ذلك سارع الرئيس أردوغان بالاتصال بالرئيس بوتين وتبادلا وجهات النظر واتفقا على الالتقاء خلال قمة العشرين في الصين في سبتمبر القادم, وبهذا انطوى ملف الخلاف الروسي التركي.
هذا الاسبوع التركي الطويل ابى ان ينجلي الا معمدا بالدماء فكان يوم اول امس الثلاثاء 28/06/2016 الحادث المؤلم الذي تعرض له مطار اتاتورك وهو المطار الرئيسي في مدينة اسطنبول, هو الحدث التركي الابرز هذا الاسبوع, اذ خلف اكثر من 40 ضحية ومئات الجرحى.
والسؤال المطروح هو هل صدفة ان تتواتر كل هذه الاحداث المتتالية وفي فترة زمنية قصيرة جدا مداها اسبوع, ويكون ختامها دم, سؤال برسم التأمل...!!!
بقلم د. سمير مسلم الددا
[email protected]
جدة – المملكة العربية السعودية
لقد كان هذا الاسبوع اسبوعا تركيا بامتياز, اذ تصدرت الاخبار الواردة من انقرة نشرات الاخبار على معظم (ان لم يكن كل) وكالات الانباء العالمية والقنوات الفضائية الاخبارية. اذا ما استثنينا استفتاء الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد الاوروبي وتداعيات هذا الحدث الخطير على الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا وحتى امنيا والتي كان من ابرزها تصريحات شديدة الوضوح للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والتي دعا فيها زعماء الاتحاد الأوروبي لإبرام معاهدة اتحاد جديدة، وصياغة مصير جديد لأوروبا, واعتبر ساركوزي أن الاتحاد الأوروبي بات بحاجة للإصلاحات بعد انسحاب بريطانيا منه، مؤكداً ضرورة حمايته من الغرباء وذلك من خلال تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد وتعليق قبول أعضاء جدد في الاتحاد, وعن إمكانية التحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي قال ساركوزي: “حان الوقت للإفصاح لتركيا عن أنه لا محل لها في الاتحاد الأوروبي”, أي ببساطة على تركيا ان تنسى نهائيا حكاية انضمامها للاتحاد الاوروبي.
وقال ساركوزي مبررا موقفه, وحتى من الناحية الجغرافية تركيا لا تمثل سوى جزء صغير من أوروبا ، وأردف قائلا : " لا يمكن اعتبار تركيا تاريخيا وثقافيا واقتصاديا بلدا أوروبيا حقيقيا" ، وتابع أيضا : " كل من يقول إن تركيا بلد أوروبي إنما يريد إنهاء الاتحاد الأوروبي، وعند الحديث عن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي دعوني أذكركم أن روسيا أكثر أوروبية من تركيا وهي ليس عضو في الاتحاد الاوروبي.
نعم كان لتركيا مركز الصدارة في احداث الاسبوع الجاري, لقد انتشر بكثافة مطلع الاسبوع خبر توقيع اتفاق تطبيع وعودة العلاقات التركية الاسرائيلية الى سابق عهدها قبل حادثة السفينة مرمرة قبالة الشواطئ الفلسطينية في شهر مايو عام 2010 والذي اسفر عن مقتل 10 ناشطين اتراك كانوا على متن السفينة المنكوبة على يد قوات الكوماند وز الاسرائيلية ,وهذا هو الحادث الذي اسفر عن تأزيم العلاقات بين الطرفين وتخفيض التمثيل الدبلوماسي الى اقل درجاته وموجات شد وجذب شهدتها علاقات البلدين طيلة السنوات الستة الماضية.
حققت تركيا شرطين وثلث من اصل ثلاثة شروط كانت وضعتها للمصالحة اسرائيل, شرط الاعتذار حيث اعتذر رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو شخصيا للرئيس اردوغان عن حماقة مرمرة بالاضافة الى موافقة اسرائيل على دفع 2 مليون دولار لكل عائلة من عوائل الضحايا كتعويض, ووافقت اسرائيل كذلك على ايصال البضائع و المساعدات التركية الى غزة ولكن عن طريق ميناء اسدود الذي يخضع للسطات الامنية الاسرائيلية و بالاضافة الى موافقتها على قيام الحكومة التركية بإنشاء محطة توليد كهرباء ومحطة تحلية مياه جديدتين وكذلك مستشفى, وبهذا تم طي صفحة كانت متوترة في مسيرة العلاقات التركية الاسرائيلية.
وكذلك شهدت تركيا حدثا مهما هذا الاسبوع تمثل في سماح القوات الروسية لطائرات عسكرية تركيا بالتحليق فوق مناطق روسية متاخمة للحدود بين البلدين الجارين مما يعد سابقة ملفتة بعد سبع أشهر من القطيعة شبة الكاملة اثر اسقاط المقاتلات التركية لطائرة عسكرية روسية في شهر نوفمبر الماضي, والشاهد في هذا الامر التقاط الاتراك لهذه اللفتة فبادر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالاعتذار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي بدوره قبل هذا الاعتذار ووجه برفع الحذر عن السياح الروس للتوجه الى تركيا وكذلك امر برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها روسيا على تركيا اثر حادث اسقاط الطائرة منذ 7 اشهر تقريبا, اثر ذلك سارع الرئيس أردوغان بالاتصال بالرئيس بوتين وتبادلا وجهات النظر واتفقا على الالتقاء خلال قمة العشرين في الصين في سبتمبر القادم, وبهذا انطوى ملف الخلاف الروسي التركي.
هذا الاسبوع التركي الطويل ابى ان ينجلي الا معمدا بالدماء فكان يوم اول امس الثلاثاء 28/06/2016 الحادث المؤلم الذي تعرض له مطار اتاتورك وهو المطار الرئيسي في مدينة اسطنبول, هو الحدث التركي الابرز هذا الاسبوع, اذ خلف اكثر من 40 ضحية ومئات الجرحى.
والسؤال المطروح هو هل صدفة ان تتواتر كل هذه الاحداث المتتالية وفي فترة زمنية قصيرة جدا مداها اسبوع, ويكون ختامها دم, سؤال برسم التأمل...!!!