الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العقل الوعائي بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2016-06-29
العقل  الوعائي بقلم : محمود حسونة
الجهل يتواقح ويتمادى ، والجهلة الجاهلون يظنون وإلى حد بعيد أنهم وحدهم يملكون الحق والحقيقة المطلقة،والأشنع من ذلك هو أنه واجب عليك أن تخضع لهم وتؤيدهم؛ وإلا فأنت مبطل، تستحق العقاب الذي يختارونه لك، فيكون بحز الرقبة، أو تقطيع الأوصال، أو الحرق، أو. .. أعوذ بالله من الجهل وأصحابه، إنه منبت الشرور وجذر البلاء .
إن الجهل الذي يخيم علينا بجنونه، هو نتيجة تربية فاشلة مارسنها من عشرات السنين، وتعليم مسطح ضحل طبقناه من أيام الكتاتيب مرورا بعهد رياض الأطفال وحتى الجامعة العصرية، إنه التعليم البنكي التراكمي، أو التعليم المسطح الواسع الضحل ، أو التعليم المألوف القالبي النمطي، باعتبار العقل وعاء تكدس فيه المعلومات والتعليمات والأوامر والنواهي كما هي، دون محاكمة أو مساجلات أو إعادة نظر أو نقاش ، إنها معلومات مقدسة لا تنعش العقل أو تستفزه ، يتحول فيها المعلم والمربي إلى كاهن والمتعلم إلى متلقي إمعي تابع مقموع بلا رأي ضمن نص مقدس أعد مسبقاً ، وإطار تعليمي متحجر أساسه الحفظ والاستظهار والتكرار الممل، حفظ وتلقين لمعلومات طحنت وعجنت وأكلت مرات ومرات ومن ثم ترديد كالببغاء دون نقد ،أي المراوحة والاحتراق في المكان، والكل محكوم بالنص القالبي، كل شيء مرسوم ومعد سلفاً . وأن عليك تقليد الخبيرين والواعين الأوصياء عليك ،وأن تكون تابعا امتثاليا مسلماً مبرمجا ً بلا رأي !!هل نخاف من تفعيل ملكات العقل؟ ؟هل نخاف من السؤال؟ ؟هل نخاف من الحوار؟؟
التعليم البنكي يصادر العقل، إنه يعامل المتعلم كغبي وسجين معتقل و مكبل وكأن لسان حاله يقول للمتعلم : أنت لست مفكرا ،أنت لاتسطيع التفكير ،أنا وصي عليك ، أنا أفكر عنك!!1
والخطير أن الكل يمارس الوصاية على المتعلم !! الأب، الأم، الأخ الكبير، المعلم التقليدي ،الشيخ ،العم، الخال، الجيران، يضعون العربة أمام الحصان، الكل يتفلسف ويمارس التشريط عليه ، إنهم يفكرون بالنيابة عنه، ويرسمون الخطوط العريضة وربما الدقيقة لحياته من الروضة حتى الجامعة، كل شيء مرسوم ومعد له ،و لا نقاش، ولا حوار، هناك من يفكر عنك!! هناك من يخطط لحياتك الخاصة (نحن نكفيك ) !!وبالتالي إنتاج شخصية باهتة فقيرة، ليست فقرا فكريا فحسب ، بل فقرا في مجمل الشخصية ،فهناك تجسير بين الأفكار والمشاعر ،فالإنسان ليس شذرات ومتفرقات، إنه مجمل أفكار ومشاعر ومن ثم سلوكا.
ثمّ حديث عن الطاعة العمياء في كل شيء، من باب احترام وتوقير الكبار ،ليصبح المتعلم مشبع بالطاعة حتى القهر، دون هامش ولو ضئيل من الاستقلالية، حتى أصبحت الطاعة نكتة تربوية.
أين تربية الاستقلال؟ ؟أين إبراز الشخصية والمواهب؟ ؟
يقول جون ستوارت مل :(منطق الأبوية يليق بالأطفال والأشخاص غير الناضجين في الأمم المتوحشة )
إن الإنسان بطبيعته يميل إلى القصور الذاتي ،فهو يميل إلى الأسهل والأقصر، إن عملية التلقين سهلة، لكنها تضر بوعيه، ليس في الحركة الميكانيكية بل وفي حركة الذهن وملكاته، يعود الذهن على الخمول والاستسلام لما يطرح عليه من عبارات و نصوص وتعابير وجمل ملقنة تحفر في الذهن مسارات محددة ومؤطرة تقيد الذهن وتعيق حركته الطبيعية، فيصبح الفرد مبرمجا آليا، فهو لا يتحدث بفكره الأصيل بل بفكر من لقنه وبرمجه، ويفشل بالاستدارة أو الالتفاف فهو مبرمج ضمن مسارات لا حياد عنها.
إن عملية التلقين تغطي مساحة واسعة من الذهن، لكنها ضحلة مسطحة لا عمق فيها حتى ولو تحصل صاحبها على شهادات عليا، فهو في حالة موات استاتيكية ،حالة الاحتراق والمراوحة في نفس المكان ،لا إبداع، لا جدة، الذهن معطل ومقموع ومؤطر وفقير يخضع لتشريط قاس ،إنها عملية طحن وعجن ، دون التقدم ولو خطوة.
إنها علمية تلقين وإملاء، سأملي عليك ألقنك من أجل مصلحتك، فكر لكن ضمن المعطى! ! لا تحيد عن النص ، سأعطل قواك وإمكاناتك وإبداعك، سأجعلك إنسان أشل باهت تفكر بعقلي وتتحرك وتتكلم كما رسمت لك ،تعبر وفق تعليماتي فأنت غير موجود،لا تتكلم عن أي شيء منك! ! أنا أحتل عقلك، أنت تساوي صفر، أنت لا شيء !!
الكل يتسلط عليك، ويمارس سلطة التغييب، ممنوع الانتخاب أو النقاش، والنتيجة فقر فكري، ضحالة، عقول جامدة مبرمجة، مثل هذه التربية وهذا التعليم لن تعطي سوى إنسان أشل ،عطل،و باهت يساق بسهولة ليس حسب فكره إنما بحسب فكر من برمجه.
كن شجاعا وأسأل ثم اسأل،ناقش، عبر برأيك، لاتستسلم لطواغيت الفكر، حاكم ما تسمعه وتقرأه، لا تدع من كان، ومها كان أن يملي عليك ويصادر عقلك، ويعاملك كغبي.
بقلم : محمود حسونة (أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف