الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوصفة السرية للحياة الصحية! بقلم:مهند النابلسي

تاريخ النشر : 2016-06-29
الوصفة السرية للحياة الصحية! بقلم:مهند النابلسي
الوصفة السرية للحياة الصحية! 

يقول المؤلف البريطاني الشهير داوكينز في كتابة الجينة الأنانية أن الميزات المكتسبة ليست متوارثة، فمهما بلغ الانسان من المعرفة و الحكمة خلال حياتة فلن لن يستطيع (من وجهة نظره) تمرير ذرة معرفة واحدة الى أولاده عن طريق الجينات! وأنا بتواضع لا اصدق هذا الكلام فالانسان يستطيع  أن يورث أولادة جينات الموهبة أو الغباء وطرق التفكير السببية،  فنحن مسيرون  بشكل ما عن طريق جيناتنا الوراثية، فالعلماء والاذكياء والموهوبين غالبا ما يورثون أبناءهم قدرات جينية تؤهلهم للسير قدما في الحياة، أما  ذرات المعرفة المكتسبة فلكل انسان حياتة ومعرفتة المكتسبة وخبراتة الخاصة بة وليس في حاجة لأن يرث ذلك، وخاصة وأن معظم الناس يكتسبون هذه الخبرات والحكمة متاخرا في مسيرة الحياة بعد أن يكونوا قد أنجبوا ذريتهم، ناهيك عن أن وراثة هذة الخصائص تحديدا سيؤدي للتكرار والملل وقلة الابداع! ونحن كبشر معرضون في هذه الحياة لضغوط عصبية ونفسية هائلة، واذا كان قدرنا ان نكون من فئة شعوب العالم الثالث او الثاني،  ناهيك عن ضغوط الحياة الهائلة والتغييرات والتداعيات الهائلة التي رافقت وما زالت أوضاعنا كعرب ومسلمين، وبالرغم من ذلك  فهذه ليست أسباب وجيهة لكي نبقى دوما متشنجين متوترين، فنوائب الدهر والحياة كثيرة ، وعلى الانسان أن يحافظ على التوازن بين قدراته الجسمية والعصبية والعقلية لكي ينجح باجتياز رحلة الحياة بالقليل من  المعاناة والتوتر والأمراض، ولنلاحظ ببساطة أننا شعوب " متجهمة ومكشرة " ونضغط احيانا على أعصابنا أحيانا اكثر من اللازم، كما اننا نفتقد في حالات كثيرة لروح "الدعابة والمرح والفكاهة " والتي ليست لها علاقة  " بالتهكم والتجريح والتهريج "، معتقدين خاطئين أنها تضر وجاهتنا العتيدة وقوة شخصيتنا والصورة الصارمة المطلوبة لمظهرنا ...

وهذا خطأ: فالمرح والفكاهة وحتى السخرية الطريفة والنقد البناء، قد تعتبر احيانا ادوات نفسية قد تساعد على مواجهة الاخفاقات والاحباطات المتتالية والوجاهات المزيفة، وقد تسمو بنا لآفاق رفيعة من السلوك الراقي البعيد عن التفاهات والابتذال...وهي كفيلة بتزويدنا بقدرات نقدية ذاتية تجعلنا نتامل مواطن العيب والتشنج في سلوكنا وتصرفاتنا، ونكشف عن مواطن الغرور والزيف والعظمة الوهمية! وقد قرأت كتابا عن الاسترخاء وفنونه، واريد ان يشاركني القارىء متعة الاطلاع على خفايا هذا الفن الرفيع، الذي نحن بأمس الحاجة لممارسته في حياتنا اليومية : يعرف الاسترخاء بأنه حالة نفسية وجسدية تؤمن للانسان طمأنينة كاملة، وهو نوعان متكاملان، الاسترخاء الجسدي التدريجي  والاسترخاء النفسي او العقلي.

يعتقد معظم الناس أن الاسترخاء يكون بسماع الموسيقى والأغاني او في مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية أوالقراءة الهادئة، وهذه وسائل لتمرير الوقت وقد تساعد على الاسترخاء أحيانا ولكنها ليست فعالة كفاية، ولواستعرضنا قائمة الأشخاص  اللذين يلزمهم الاسترخاء لوجدنا أنفسنا بشكل او بآخر ضمن أحد البنود التالية :

ü    الشخص الذي لا يستغني عن التقدير والمكافأة

ü    الشخص الذي يفعل امورا كثيرة في الوقت ذاته

ü    الشخص الذي يحتاج دوما للربح والتحفيز

ü    الشخص الذي يحمل يومه فوق المستطاع

ü    الشخص الذي يميل  بشكل مفرط للمزاحمة

ü    الشخص الذي يعمل أكثر من اللازم وساعات اضافية

ü    الشخص الذي يكون هاجسه العجلة

ü    الشخص الذي يلتزم بمشاريع عديدة ذات مهل محددة

ü    الشخص الذي يفقد صبره اذا كان هناك تأخير

ü    الشخص الذي يشعر بأهميته ويعاني من تضخم "الأنا"

ü   

ونلاحظ أن التوتر العصبي يظهر في السلوكيات التالية : صرالأسنان وقضم الأظافر واللعب بالشعر واغلاق الفم بقوة، العزلة وعدم الاطمئنان للناس وفقدان الثقة بالأصدقاء، عدم الارتياح لمسرات الحياة، الشعور بالتعب المزمن  والغضب لأسباب تافهة لا تستحق الانفعال، كما نلاحظ تفشي مظاهر الحساسية المرضية، وليس هناك أسهل من اثارة شخص متوتر الأعصاب! وعلى عكس الاعتقاد السائد  فكثرة النوم لا تزيل الارهاق  والتعب، أما من ينام عميقا ست لسبع ساعات يوميا ، فسيشعر  بقدر كاف  من القوة والنشاط. يؤدي الاجهاد العصبي والتوتر الدائم  للذبحة القلبية والقرحة الهضمية، وهناك تقنيات سهلة يمكن تبنيها لمقاومة الاجهاد والتوتر  منها: اسلوب  استرخاء الأطراف واسلوب التمطي  المعروف ( كالقطة )، الاستقامة في الوقوف والجلوس،  وليكن شعارنا اليومي: العقل سيد الحواس، والتنفس يسيطر على العقل، فلماذا لا نزيد من فاعلية تنفسنا العميق؟! ثم يتطرق الكتاب  لثلاثة عومل رخيصة ومتوفرة تساعدنا على الاسترخاء وتقوية الجسم وهي  الضوء والهواء والشمس، فالحمامات الهوائيةالصباحية القصيرة لا تتطلب منا الا التنفس العميق، وكذلك المشي في الربيع والخريف صباحا وعصرا، واستغلال النسمات المسائية الرائعة قي أجواء الصيف للمشي بدلا من الجلوس في المقاهي وتدخين الأرجيلة او السجائر ... وهناك سلوكيات استرخاء بسيطة تكمن بالصمت والتأمل والتنزه في المناطق الخضراء وعلى الكورنيش، ولن ننسى دور الاستحمام البارد او الفاتر والساخن، رفع الرجلين لأعلى اثناء الجلوس على الأرائك في المنازل والتدليك والتعرق، تربية بعض الحيوانات المنزلية الأليفة ومحاولة التواصل معها.

 هناك جملة عناصر اخرى تقصر من حياتنا مثل المخدرات والمهدئات ومختلف أنواع التلوث البيئي والتدخين والتوتر والفشل والاحباط وقلة التعليم والوزن الزائد والارهاق واكثر من خمسة أكواب من القهوة يوميا ومن ثم النوم القليل وأمراض كالسكري والقلب والسرطان، وكلها عادات وممارسات وأمراض نتعرض لها في رحلة الحياة وقد لا نستطيع تجنبها، وبالمقابل فالعمر الطويل قد يكون سمة وراثية أساسا ولكن تشغيل الدماغ باستمرار وتناول الاسبرين يوميا وخمس حصص من الفواكة والخضروات والماء النقي وبعض المكسرات وتنظيف الاسنان يوميا حيث ثبت علميا واحصائيا ان هذه الممارسات والعادات الايجابية تساعد في التحايل على الموت وقد تضيف لعمرك عدة سنوات، كذلك لا تنسى أن تكون متزوجا وسعيدا وأن تنعم بالاستقرار العائلي وان تمارس العبادة والصلاة بانتظام......هكذا لا توجد ضمانات مؤكدة  في معادلة الحياة والموت ولا يستطيع انسان ما أن يعيش حياة مثالية بدون أن يتعرض للتوتر والقلق والمشاكل الاسرية وقلة النوم والتي قد تجبره على ممارسة عادات رديئة كتناول الطعام الغني بالدهون والحلويات،  وكذلك المهدئات والمسكنات بكثرة، أو كتدخين السجائر والأراجيل وكثرة تناول أنواع العصائر المحلاة والصودا والمشروبات الغازية الفوارة وربما الكحول بأنواعه!

 وأود بنهاية هذه المقالة التركيز على نوعين من الاسترخاء نظرا للفوائد الجمة التي يمكن ان تجنى من تطبيقهما :

·       الايحاء الذاتي ويعني طلب  الهدؤ والاحساس  بالثقل والدفء ، ويتمثل في حالاته المتطورة بادراك دقات القلب والتنفس بالشهيق والزفير ، وقد يتوصل الانسان بعد ممارسته لفترة معينة لاسترخاء تام واستعادة للسلام الذاتي والهدؤ الداخلي وللسيطرة على النفس .

·       العلاج بالموسيقى، وهو يختلف عن مجرد السماع اليومي للموسيقى والأغاني، وتشمل مجالات العلاج بالموسيقى والسيطرة على الانفعالات والمشاعر، وتتطور لتتجاوز الشعور بالألم، وقد أثبت العلاج الموسيقي نجاعته في الوقاية من الاضرابات النفسية والعاطفية .
    
لقد اقتبسنا من الغرب على مدى العقود " موسيقى وأغاني الديسكو الزاعقة "  التي تصم الآذان وتوتر الأبدان ، وحولناها لضجيج وزعيق محلي ، يسمح لكل مدعي غناء او موسيقى أن يصول ويجول ساعات وهو يصرخ ويطبل امام اجهزة الصوت الألكترونية، حتى يزعج الخلق والعباد المساكين ويصيب الجميع بالصداع والتوتر، وبدا احيانا وكان عامة الناس لا يملكون بمعظمهم ذائقة موسيقية راقية، وانتشرت كذلك أصناف الأغاني الشعبية الهابطة وأنواع الموسيقى "المعدنية " الشيطانية وكذلك صنوف موسيقى وأغاني "الراب" ( الغربية والعربية )، ونسينا الموشحات الاندلسية الراقية والأغاني الطربية والفولوكلورية الوطنية الجميلة، وكلاسيكيات الغناء العربي الساحرة الشجية ( كعبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش ...الخ )، ولم نقتبس من الغرب حبه وشغفه بألوان الموسيقى الكلاسيكية الرائعة ( كسينفونيات باخ وبتهوفن  وفاجنر وموسارت وشايكوفسكي وغيرهم )، وكادت الموسيقى في غمرة انحسار الذائقة الموسيقة الراقية (التي أصبحت حكرا للنخبة) أن تتحول  كوسيلة ازعاج وارهاق عصبي!

مهند النابلسي

[email protected]

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف