الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بريطانيا والاتحاد الاوروبي وخصوصية قومية وراء الانفصال ..بقلم: محمد جبر الريفي

تاريخ النشر : 2016-06-28
بريطانيا والاتحاد الاوروبي وخصوصية قومية وراء الانفصال ..بقلم: محمد جبر الريفي
اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي بناء على نتيجة الاستفتاء إلذي جرى وفق إجراء عملية ديموقراطية جرت في عموم المملكة المتحدة أي يريطانيا وعلى اثر ذلك قدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقالته وقد حاول جهده هو وحزبه السياسي أن تكون نتيجة التصويت في الاستفتاء لصالح البقاء في الاتحاد لاعتقاده بالخسارة الاقتصادية لبلاده التي تسببها هذه الخطوة وبذلك أصبح بعد إتضاح نتيجة هذه العملية هو الخاسر الأول فيها ... قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي هو حدث سياسي واقتصادي كبير أشبه وقعه على الدوائر المالية بإلزلزال الاقتصادي أن صح التعبير لأنه يشكل إنعطافة كبيرة في مسيرة الاتحاد الأوروبي الطويلة التي بدأت تقريبا في الستينات من القرن الماضي على شكل سوق أوروبية مشتركة ببعض الدول الأوروبية التي تعد على الأصابع ولكنه أصبح يضم في عضويته الآن بعد تفكك وانفراط عقد منظومة المعسكر الاشتراكي غالبية دول اوربا وقد يدلل هذا القرار البريطاني بالانفصال على وجود تعارضات سياسية واقتصادية هامة في البلدان الأوروبية الراسمالية فالنظام الرأسمالي العالمي الذي صمد حتى الآن في مواجهة تنبؤات النظرية الاشتراكية العلمية رغم تعرضه لازمات اقتصادية حادة لا يخلو من التناقضات الثانوية المحكومة بقانون التنافس بين الشركات والاحتكارات الراسمالية العالمية والمؤكد ان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وبهذا الأسلوب الديمقراطي السائد في البلدان الراسمالية ووفق متغيرات فعلت فعلها كمحددات لسياسة القارة الاوربية هذا الخروج جرى بناء على بروز للعامل القومي من جديد في القارة الأوروبية وهو العامل الذي تراجع تأثيره على مستوى اتخاد القرارات السياسية والاقتصادية في كل دولة على حدة حيث شكل الاتحاد الأوروبي الذي أصبح قطبا سياسيا واقتصاديا هاما على المستوى الدولي شكل هوية قارية واحدة وجامعة تلاشت بها الخصوصية القطرية وكان ذلك على حساب الهويات القومية العريقة للدول الأوروبية التي دائما تنظر بأهمية كبرى لمسألة الاستقلالية في اتخاذ القرار الوطني ... بريطانيا اذن كان تبحث من وراء التصويت في الاستفتاء لصالح الخروج من الاتحاد عن الاستقلالية في اتخاذ القرار وهي مسألة سياسية هامة تتعلق بمكانة الدولة في المنظومة الإقليمية فبخروجها يعود الدور السياسي البريطاني ليؤدي وظيفة الدولة العظمى في مجلس الأمن وهو دور سياسي كان دائما تاريخيا أقرب للدور السياسي الأمريكي حيث التنسيق الكامل في السياسات الدولية بين واشنطن ولندن فالعلاقة التاريخية بين الجزر البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية نظرا للرابطة اللغوية والثقافية (اللغة الانجليزية ) أكثر أهمية من العلاقة السياسية مع دول اوروبا التي تسودها دائما نزعة التعصب العرقي والقومي والصراع على الهيمنة على القارة ..الخشية بعد الآن أن تحذو دول أخرى في الاتحاد الأوروبي ما قررته بريطانيا خاصة أن هناك دول قومية كبيرة في الاتحاد الاوروبي كالمانيا وفرنسا وايطاليا تبحث كلا منها عن استقلالية منفردة في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي وتتطلع إلى ممارسة دورا أكبر في حل المشاكل والأزمات الدولية كمشكلة الهجرة الوافدة التي زادت حدتها بسبب الأزمة السورية وشعوب هذه الدول تتطلع دائما إلى تعزيز هويتها القومية وهكذا فالعامل القومي يبرز من جديد في أوروبا كخطوة معاكسة لظاهرة العولمة وهو العامل الذي كان ايضا وراء تفكك الاتحاد السوفييتي السابق والاتحاد اليوغسلافي بالإضافة طبعا للعامل الاقتصادي والخطورة في الحقيقة تكمن في انتعاش هذا العامل القومي في الدول الراسمالية الصناعية الكبرى لأن في انتعاشه سيشكل سببا أساسيا في تقوية الاتجاهات والاحزاب اليمينية العنصرية المتطرفة كالجبهة الوطنية في فرنسا و الحركة النازية في ألمانيا وكذلك سيعزز هذا الانتعاش للعامل القومي من نزعة الهيمنة السياسية والاقتصادية على دول العالم الثالث النامية من خلال وضع العراقيل أمام مخططاتها الوطنية التنموية لتظل محكومة بعلاقة التبعية للنظام الرأسمالي العالمي كاطراف مهمشة . ..أخيرا بشيء من الاهمية والتخصيص فيما يتعلق بالمكونات السياسية للنظام السياسي البريطاني فإنه يمكن القول ايضا ان من شأن بقاء بريطانيا في اطار الاتحاد الأوربي وهي الدولة الأوربية الغربية الكبرى الأقرب إلى نظام الحكم الفيدرالي ..من شأن البقاء في هياكله أن تتوفر القدرة على المحافظة على وحدة المملكة المتحدة وعدم تفكك جزرها إلى دول مستقلة وفي هذا الصدد فجزيرة اسكتلندا البريطانية بسبب خصوصيتها الذاتية قد تكون أول جزيرة من الجزر البريطانية قد تتطلع اخيرا للانفصال عن لندن ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف