الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مجرد بصمة بقلم سليم عوض عيشان " علاونة "

تاريخ النشر : 2016-06-27
مجرد بصمة بقلم سليم عوض عيشان " علاونة "
"مجرد بصمة "
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان " علاونة "
====================


تنويه :
الشخصيات والأحداث التي وردت في النص هي حقيقية .. حدثت على أرض الواقع بالفعل ..
وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
------------------------------------

" إن ربك لبالمرصاد " صدق الله العظيم .

" مجرد بصمة "

.. هي " مجرد بصمة " يا أمي .. الأمر بسيط للغاية .. بل إن الأمر في منتهى البساطة والسهولة واليسر .. فهي " مجرد بصمة " تضعينها على هذه الورقة وينتهي كل شيء ..
رفضت " المرأة العجوز " وبشدة طلب ابنها الشاب المتكرر والذي كان يلحف بالطلب باستماتة .
الابن الشاب كان يريد من أمه العجوز أن تقوم بالتوقيع – بالبصمة – على سند تنازلها عن كامل حصتها وما تمتلكه في البيت الكبير والميراث الذي ورثاه عن والده المرحوم .
الأم العجوز وبدورها كانت ترفض وبشدة هذا الطب الغريب من الابن .. ولم يكن ذلك الرفض الشديد إلا ليزيده عناداً وإصراراً على طلبه .
الابن لم يكل ولم يمل .. ولم تعيه الحيل وبكل الوسائل والطرق عن الإلحاح بالطلب من الأم ..
أخيراً .. بل أخيراً جدا .. وجد بأن الفرصة المواتية قد حانت بالفعل .. فها هي أمه العجوز .. قد انتقلت إلى جوار بارئها .. وقد فارقتها الروح بعد أن حطمها المرض والقهر ..
كانت الابتسامة العريضة قد غطت محيا ابنها الشاب وبشكل غريب .. رغم أن الموقف المحزن يتطلب عكس هذا تماماً .. فها هو يرى بأم عينه أمه على فراش الموت .. وقد فارقت الحياة إلى الأبد ... وقد كان من الأجدر به أن يبكي كثيرا .. لا أن يضحك كثيراً .
الشيطان كان قد صور له الأمر على غير واقعه .. فلقد وجد بوفاة الأم الحل الأمثل لمعضلته التي اعتقدها بعد أن رفضت الأم بشدة أن تقوم بالتوقيع له بالبصمة على تلك الورقة اللعينة التي كان يطلب منها التوقيع عليها طويلاً .
كان قد أعد الخطة المحكمة لتنفيذ الأمر كما رسمها له الشيطان بدقة ومهارة ..
فمما لا شك فيه بأنه من سيقوم ( بلحد )الأم العجوز في قبرها .. فهو الابن الوحيد لها .. والذي سوف يقع اختيار الجميع عليه من بين كل المحارم لكي يقوم بمهمة لحد الأم .. ووضعها في القبر .
كل شيء كان أُعد بشكل دقيق .. وبخطة محكمة ... كما رسمها له الشيطان .
بعد أن قام الجميع بحمل التابوت والنعش الذي يحوي جثمان المرأة العجوز .. وبعد أن شاركوا جميعا في الموكب الجنائزي .. وحتى الوصول إلى المقابر .. كان الجميع يقومون بالأمور الأخيرة من المهمة .. حيث طلبوا من الابن أن يقوم بلحد أمه العجوز في قبرها .. والقيام بما يلزم في الأمر .
اندفع الابن بحماسة لتنفيذ المهمة .. فهي سوف تكون الخطوة الحاسمة لتنفيذ الخطة الشيطانية التي رسمها له الشيطان .
تم إنزال جثمان المرأة العجوز إلى القبر .. وهبط الابن إلى القبر لكي يقوم بما تبقى من المهمة .
كانت الخطة تتطلب السرعة في إنجاز المهمة حتى لا يتنبه أحد لما سوف يفعله الابن داخل القبر ..
بسرعة البرق .. أخرج الابن - من بين طيات ثيابه – تلك الورقة التي كان قد طلب طويلاً من أمه التوقيع عليها بالبصمة خاصتها .. ولم يلبث أن أخرج من جانب خفي من طيات ملابسه " بصامة " .. - وهي تلك العلبة المعدنية التي تحتوي على الحبر الخاص بعمليات " البصمة " التي كان يقوم باستعمالها عادة من لا يعرفون الكتابة أو التوقيع – والتي كان قد أعدها سلفاً للقيام بالمهمة الشيطانية وإنجازها بشكل دقيق ..
بسرعة البرق .. كان يقوم بفتح تلك العلبة " البصامة " .. وبسرعة البرق .. كان يقوم بإمساك أصبع الإبهام لأمه المتوفاة ... وبسرعة البرق كان يقوم بتوجيه أصبع الإبهام الملوث بحبر البصامة نحو الورقة لكي يضع بصمتها عليها .. وبسرعة البرق أيضا .. كان ...
طال مكوث الابن داخل القبر .. حيث أن عملية الإنهاء من القيام بالأمور الأخيرة من مهمة إلحاد الأم داخل القبر .. لم تكن لتستحق كل هذا الوقت الطويل ..
قام بعض المعارف والأقارب من خارج القبر بالنداء المتواصل على الابن ... ولم يتلق أحداً منهم أي رد من داخل القبر ..
تكرر النداء طويلا .. وطال الصمت طويلاً ... والحال كذلك لم يجد الجميع مفراً من الطلب من أحد " محارم " المتوفاة – وهو رجل عجوز - من النزل إلى القبر لمعرفة كنه ما حدث للابن داخل القبر ..
عندما نزل الرجل العجوز إلى القبر .. كان لا يزال يكرر النداء باسم الابن الذي لم يرد عليه بحرف .. إلى أن وصل داخل القبر .
ما هي سوى ثوانٍ قلائل .. حتى كان الرجل العجوز يطل على الرجال المتحلقين من حول القبر .. وهو يهتف بهم :
" لدينا حالة وفاة أخرى " ؟؟!!
اندفع بعض الرجال الآخرين والشباب من المحارم لكي يقوموا بإخراج الجثة الجديدة من القبر ..
هالهم الأمر .. بأن المتوفى كان يمسك بيده ورقة فيها تنازل الأم العجوز عما تمتلكه بالكامل ... وباليد الأخرى كان يمسك بقوة بيد الأم العجوز المتوفاة .. وقد تلطخ أصبع الإبهام خاصتها بالحبر .. بينما سقطت علبة " البصامة " إلى جانب الجثة ...
ورقة التنازل لم يكن قد وصل إليها أصبع الإبهام للأم العجوز .. ولم يكن قد أثبت عليها التوقيع منها .. ولم يكن قد أثبت عليها ولو .. بـ " مجرد بصمة " ؟؟!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف