أقصوصة
مات وهو ينتظر شَربَة الماء
بقلم الكاتب: نصير أحمد الريماوي
كان شهر رمضان المبارك.. وضعت زوجته مائدة طعام الفطور قبل موعد أذان المغرب بخمس دقائق.. التف الحاج وأولاده وبناته وزوجته حول المائدة ينتظرون الأذان.. طلب الحاج- على غير عادته- من أولاده أن يحضروا له شَربَة ماء على وجه السرعة قبل الأذان.. وبإلحاح شديد!!..
رفض أولاده الطلب، وقالوا له: يا بابا لقد بقيت خمس دقائق للأذان.. أصبر.. وسنحضر لك الماء لترتوي !!..
الحاج ألحّ عليهم بشدة وبسرعة إحضار الماء له فورا، وكررها عدة مرات: أريد الماء.. الماء.. الماء.. وهم يُصبّرونه كلما طلب ذلك طمعاً في نيل الثواب ويتلكأون في الاستجابة.. ولا يعرفون ماذا حلّ به؟.. أغمض عينيه ثم انقلب على جانبه، لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفي فوراً قبل شَربَة الماء، وقبل الأذان..
ذُهلت أسرته مما حدث.. احضروا له الماء.. لكن فات الأوان.. وتحولت المائدة إلى مناحة، وولولة، ولوم الذات على عدم إحضار آخر شَربَة ماء لوالدهم قبل الوداع الأخير.. فلم يشربوا الماء، ولم يأكلوا الطعام في تلك الليلة حزنا وكمداً عليه.. كظموا حزنهم، ومكثوا فترة بعد وفاته وهم يتعذبون من حسراتهم لمنع الماء عن والدهم دون قصد بعدما نزعت هذه الفاجعة فرحتهم بانتهاء يوم صيام جديد.. حتماً لو عرفوا المخبوء و بوضعه لأحضروا له الماء وأغاثوه.. رحمه الله رحمة واسعة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
______
[email protected]
مات وهو ينتظر شَربَة الماء
بقلم الكاتب: نصير أحمد الريماوي
كان شهر رمضان المبارك.. وضعت زوجته مائدة طعام الفطور قبل موعد أذان المغرب بخمس دقائق.. التف الحاج وأولاده وبناته وزوجته حول المائدة ينتظرون الأذان.. طلب الحاج- على غير عادته- من أولاده أن يحضروا له شَربَة ماء على وجه السرعة قبل الأذان.. وبإلحاح شديد!!..
رفض أولاده الطلب، وقالوا له: يا بابا لقد بقيت خمس دقائق للأذان.. أصبر.. وسنحضر لك الماء لترتوي !!..
الحاج ألحّ عليهم بشدة وبسرعة إحضار الماء له فورا، وكررها عدة مرات: أريد الماء.. الماء.. الماء.. وهم يُصبّرونه كلما طلب ذلك طمعاً في نيل الثواب ويتلكأون في الاستجابة.. ولا يعرفون ماذا حلّ به؟.. أغمض عينيه ثم انقلب على جانبه، لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفي فوراً قبل شَربَة الماء، وقبل الأذان..
ذُهلت أسرته مما حدث.. احضروا له الماء.. لكن فات الأوان.. وتحولت المائدة إلى مناحة، وولولة، ولوم الذات على عدم إحضار آخر شَربَة ماء لوالدهم قبل الوداع الأخير.. فلم يشربوا الماء، ولم يأكلوا الطعام في تلك الليلة حزنا وكمداً عليه.. كظموا حزنهم، ومكثوا فترة بعد وفاته وهم يتعذبون من حسراتهم لمنع الماء عن والدهم دون قصد بعدما نزعت هذه الفاجعة فرحتهم بانتهاء يوم صيام جديد.. حتماً لو عرفوا المخبوء و بوضعه لأحضروا له الماء وأغاثوه.. رحمه الله رحمة واسعة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
______
[email protected]