الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نجيب الريحانى والاصل العراقى بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2016-06-27
نجيب الريحانى والاصل العراقى بقلم:وجيه ندى
نجيب الريحانى والاصل العراقى

وجيــه نــدى بحث و تحرير فنى عندما يرتقى الضحك ويتحول نتيجة التعليق التهكمى إلى قمة يحرسها النقد والاستبصار بحقائق الحياة فإننا لا نجد إلا قلة شديدة الندرة مثل نجيب الريحانى وشارلى شابلن، ورغم أن ساحة الفن العربى قد شهدت العشرات من نجوم الكوميديا إلا أن نجيب الريحانى يظل دوماً أمير الضحك وفيلسوف المضحكين وتتسم فلسفة الضحك لديه بأنها رسالة تتسم بالجدية والإخلاص وعشق الوطن ، ولذلك ظل حتى الآن (النموذج الأمثل ) لما يجب أن يكون عليه الفنان صاحب الرسالة خاصة وهو يمتلك العمق والصراحة اللامحدودة ، تلك الصراحة التى دفعته - عندما كتب مذكراته إلى كشف كل الأوراق مهما كانت جارحة أو مليئة بالسلبيات حيث يقول: «خلقت صريحاً لا أخشى اللوم فى الحق ولا أميل المواربة والمداراة وأذكر الواقع مهما كانت مرارته وأسجل الحقائق مهما كان فيها من ألم ينالنى أو ينال غير بل إننى كلما سردت واقعة فيها ما يشعر بالإقلال من شأنى أحس السعادة الحقة .. سعادة الرجل الصادق المؤمن الذى يقف أمام منصة القضاء ليدلى بشهادته الصحيحة ثم يغادر المكان مستريح .ومثل هذا الكلام لا يعنى أن نجيب الريحانى ( شخص ماسوشى ) يستعذب (الإقلال من الذات ) ولكنه يعنى أن صاحبه ( شخص متصالح مع نفسه ) وهكذا كان فى كل مراحل حياته التى تحمل الكثير من ( الدروس والعبر ) لكل من يطمح فى وضع اسمه داخل ( لوحة الشرف ) للتاريخ وقد ولد نجيب إلياس ريحانا 1890فى فى حارة درويش مصطفى فى حى باب الشعرية بالقاهرة من أب ينحدر من أصول عراقية وديانته المسيحيه الكاثوليكيه السريانيه وكان والده يعمل بالتجارة وأم مصرية اسمها لطيفة .. وعندما وصل الطفـــل إلــى ســـن الـمدرسة أدخلــه والــده مدرســــة ( الخرنفش ) حيث تعلم اللغة الفرنسية وأجادها وحيث استهواه فن التمثيل فالتحق بالفرقة المسرحية بالمدرسة بعد أن عشق التمثيل من خلال دروس الإلقاء التى كان يلقيها ( الشيخ بحر ) الذى جعل الريحانى يعشق اللغة العربية والتمثيل وقد توفى والده وهو فى سن الخامسة عشرة فترك المدرسة ليصبح مسئولاً عن الأسرة خاصة وأن شقيقه ( جورج ) لم يكن من النوع الذى يمكن الاعتماد عليه وكانت أسرة الريحانى تعده منذ البداية لكى يكون (موظفاً محترماً) ولذلك سعدت كثيراً عندما وجد فرصة للعمل فى بنك التسليف الزراعى وتصادف أن يكون معه فى البنك الشاب عزيز عيد الذى كان هو الآخر عاشقاً للفن بشكل عام وللإخراج المسرحى بشكل خاص .. وكانا كثيراً ما يذهبان لكى يعملا ( كومبارس ) مع الفرق الأجنبية التى تقدم عروضها على مسرح دار الأوبرا. كما التحق الريحانى بالعديد من فرق الهواة المسرحية مما جعله يتغيب كثيراً عن البنك وانتهى الأمر بفصله . فالتحق الريحانى بفرقة إسكندر فرح وتركها سريعاً وراح يتنقل بين الفرق الصغيرة ثم قرر أن ينشئ فرقة خاصة به وأن يحترف التمثيل فغضبت أمه وقررت مقاطعته لأنها تحتقر التمثيل والمهم أنه استأجر ( جراجاً ) وحوله إلى مسرح بدائى وقدم أول مسرحية بعنوان ( خلى بالك من إبليس ) وكان الإيراد اليومى من 50 - 60 قرشاً يقتسمها مع عزيز عيد بعد خصم المصروفات وسرعان ما فشلت التجربة وعاد الريحانى ليعمل مع الفرق الأخرى . واتسمت شخصيته منذ البداية بأنه لم يكن ممثلاً يكسب (لقمته) من مهنة التمثيل ولكنه كان فيلسوفاً وفناناً أصيلاً عاش لفنه فقط، وقد لقى الاضطهاد والحرمان وشظف العيش فى سبيل فنه . وكان منذ البداية أيضاً يعشــق ( التراجيديا) ولكن الجمهور أجبره على أداء الكوميديا فاستطاع أن يغلف أداءه الكوميدى بذلك الشجن الشفيف الذى أعطاه طعماً خاصاً وقد تولد هذا الشجن من صراعاته الطويلة مع الحياة ومن العديد من الأحداث المؤلمة التى مر بها . ورغم تفوقه الهائل فى الكوميديا إلا أن حنينه الدائم للتراجيديا كان يجر عليه الكثير من الويلات مثل الاستدانة وهجوم الصحافة وكتب فى مذكراته كل هذا لأننى تجاسرت على قدس الدراما المهم أن مشواره مع الاحتراف بدأ من خلال علاقته بالفنان عزيز عيد فكون فرقة مع الممثل سليمان الحداد وقدمت الفرقة عروضها على مسرح إسكندر فرح بشارع عبد العزيز وكانت تقدم مسرحيات (الفودفيل) المترجمة عن الفرنسية مثل (ضربة مقرعة - الابن الخارق للطبيعة - عندك حاجه تبلغ عنها - ليلة الزفاف) ولم تستطع هذه العروض أن تحقق النجاح المطلوب . وفى ظل هذه الحالة الضنك قابل أمين عطا الله الذى عرض عليه السفر معه للإسكندرية للعمل فى فرقة شقيقه سليم عطا الله بمرتب أربعة جنيهات كاملة. ووجد الفرقة تستعد لتقديم مسرحية (شارلمان الأول ) فأخذ الريحانى دور شارلمان وهو الدور الثانى ونجح كثيراً وكان يحاول التجديد والتجويد كل ليلة . ودعا عطا الله مجموعة من الأدباء والفنانين لمشاهدة العرض وتفوق الريحانى على عطا الله فحظى بثناء كل الأدباء والفنانين وتوقع أن عطا الله سوف يكافئه ولكن المكافأة أنه استغنى عنه . فعاد إلى القاهرة عاطلاً ليجلس على مقهى الفن . ونجح خاله فى توظيفه بشركة السكر فى نجع حمادى فسافر على الفور وتفوق فى عمله ولكنه ارتبط بعلاقة عاطفية مع الزوجة الشابة للباشكاتب العجوز وانفضح الأمر فتم طرده من الشركة وعاد إلى القاهرة لتطرده أمه من البيت وضاقت به الدنيا لدرجة أنه كان ينام فى الحديقة بجوار قصر النيل وفيها التقى بالكاتب المعروف محمود صادق سيف النزيل مغه فى الفندق وبعد عدة أيام أخبره سيف بأن صاحب مكتبة المعارف كلفه بترجمة رواية بوليسية فرنسية اسمها ( نقولا كارتر ) مقابل 120 قرشاً عن كل جزء وشاركه الريحانى فى الترجمة ورغم أن (الحالة أصبحت ميسرة ) إلا أن حنينه إلى المسرح كان يملك عليه حياته ولذلك فرح كثيراً بالعرض الذى قدمه له ( مصطفى سامى ) فى أن يترجم بعض روايات الفودفيل الفرنسية لفرقة شقيقه الشيخ أحمد الشامى وعمل الريحانى ممثلاً ومترجماً مقابل أربعة جنيهات فى الشهر وكانت هذه الفرقة جوالة تلف المدن وتطلب من أعضائها أن يحملوا معهم المراتب والألحفة وبعد انتهاء جولة الصعيد ذهبت الفرقة إلى الوجه البحرى وفى طنطا فوجئ نجيب الريحانى بوالدته أمامه ذات صباح ومعها خطاب بعودته إلى شركة السكر فى نجع حمادى فعاد إلى الشركة وزاد مرتبه إلى 14 جنيهاً . ورغم هذا ظل تفكيره طوال الوقت فى المسرح . وفى عام 1912 أرسل إليه عزيز عيد رسالة يؤكد فيها بأن فن التمثيل قد ارتفع شأنه وأن جورج أبيض قد عاد من أوروبا وينوى تأليف فرقة مسرحية ومع ذلك ظل الريحانى فى عمله ولكن الصحافة اهتمت كثيراً بالتمثيل والممثلين فخارت مقاومته وطلب إجازة لمدة شهرين وعاد إلى القاهرة ليشاهد تمثيل جورج أبيض وانتهت إجازته وقد تملكه شيطان التمثيل تماماً وقد خفف عنه نقل محمد عبد القدوس إلى مدرسة الصنايع فى نجع حمادى وراح كل منهما يمارس فن التمثيل أمام الآخر وفجأة عاد محمد عبد القدوس إلى القاهرة وراح الريحانى يمثل لنفسه و ( على نفسه ) وفى عام 1913 زار نجع حمادى منوم مغناطيسى فرنسى ومعه زوجته التى تجيد قراءة الكف وفى محاولة لكسر الملل ذهب الريحانى إليها لتقرأ كفه فقالت له (حياتك ستكون ضجة صاخبة وأموالاً كثيرة وستنتقل من الغنى إلى الفقر ثم إلى الغنى ) . وفجأة استغنت عنه الشركة وأعطوه ثلاثة أشهر مكافأة فعاد إلى القاهرة عام 1914 ومعه 70 جنيهاً فذهب لمشاهدة رواية (أوديب الملك) لجورج أبيض . انضم إلى الفرقة حسين رياض وفى نهاية هذا العام توفى الشيخ سلامة حجازى فقرر الريحانى إيقاف العرض حداداً على روح الشيخ ورفض ( ديموكنجس ) وانسحب الريحانى من الفرقة وأسند الخواجة دوره لحسين رياض فى مسرحية ( دقة بدقة ) ففشلت فشلاً كبيراً وذهب ( كنجس ) إلى الريحانى ليعود إلى الفرقة فاشترط عليه أن يترك كل أمور الفرقة على أن يتقاضى 30 % من الإيراد ومنذ هذا التاريخ بدأت رحلة الريحانى مع إدارة الفرقة المسرحية ليجمع ما بين التمثيل والتأليف والإخراج والإدارة وبدأ مشواره فى الإدارة بمسرحية ( حماتك تحبك ) ورغم نجاح العرض إلا أنه اكتشف أن الإقبال الجماهيرى يتزايد على مسرح الكسار فذهب ليعرف السبب واكتشف أن السر فى ( الاستعراض ) فقرر أن يحول مسرحه إلى (استعراضى) وأعد مع أمين صدقى مسرحية ( حمار وحلاوة ) التى حققت نجاحاً كبيراً وإيراداً ضخماً فطلب أمين صدقى رفع راتبه إلى الضعف ورفض نجيب الريحانى فترك امين صدقى الفرقة وجاء أكثر من كاتب يعرض خدماته إلى أن أعجب الريحانى بأزجال شاعر اسمه (جــورج ) وسرعــان ما اكتشـــف أن هـــذا الـ ( الجورج ) ليس إلا بديع خيرى الذى كان يصدر مجلة اسمها ( ألف صنف ) إلى جانب عمله كمدرس فى وزارة المعارف ولذلك يكتب باسم مستعار . واتفق معه على الاستقالة من عمله ليتقاضى عشرة أضعاف راتبه وليتفرغ لمشاركته فى الكتابة للفرقة وبدأ التعاون بينهما بمسرحية (على كيفك ) التى حققت نجاحاً كبيراً . وفى الوقت الذى كانت كوميديات الريحانى والكسار تحقق النجاحات الكبيرة كانت تراجيديات جورج أبيض لا تحقق إلا البوار .. فقرر جورج أن يمشى على دربهما فجاء بالمطرب حامد مرسى ليغنى بين الفصول فى رواية ( فيروز شاه ) وقد لفتت هذه المسرحية الأنظار إلى الألحان الجميلة للشاب سيد درويش ولأن الريحانى كان طوال الوقت يبحث عن المواهب الجديدة ويعمل على ضمها إلى فرقته فقد سارع إلى التعاقد مع سيد درويش والذى كان يتقاضى 18 جنيهاً مع جورج أبيض فأعطاه الريحانى 40 جنيهاً مرة واحدة . ووضع الثلاثى ( الريحانى - بديـع - درويش ) رواية ( ولو ) وبها لحن السقايين الشهير . وقد أدت النجاحات الكبيرة والمتوالية التى حققها الريحانى إلى حرصه على أن تخرج عروضه فى أكمل صورة مما جعل مسرحه قبلة لعلية القوم والمثقفين – والى ان نلتقى فى الصفحات التاليه لكم منى كل التوفيق بحث وتحرير فنى وجيــه نــدى [email protected] 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف