الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخلاص الوطني بقلم:تحسين يقين

تاريخ النشر : 2016-06-27
الخلاص الوطني

تحسين يقين

ما زلت أردد من ثلاثة عقود ما كتبه الشاعر سيد حجاب:

ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع

 أقسى همومنا يفجر السخرية وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع

-         منظور الخلاص الجمعي هو جمعي مثله، ولا ينبغي أن يكون فرديا!

-         ............

لو تأملنا تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر بموضوعية، وكيف تم تسيير أحوالنا السياسية، وكيف تمت إدارة الأزمات والمشاكل، فسنجد أن منطلقات البحث عن الخلاص كانت مختلطة ما بين الخلاص الفردي والحزبي والوطني، وأظن ذلك انطبق على آخرين مثلنا وما زال، ولكن من الأفضل جعل أي خلاص فردي أو حزبي (فئوي) مرتبطا بالخلاص الجمعي-الوطني بل والقومي والإنساني.

ما مضى مفتاح حقيقي، هكذا أظنه، وداخل منظومة هذا المفتاح، أرى كمواطن أنه ليس من المفترض وجود هذه التناقضات الفردية، والفئوية، حيث بالإمكان ونحن ننشد خلاصنا المشترك، أن نجعل من التعدد قوة لا ضعفا. فمثلا أرى أن جلوس هؤلاء القيادات معا هو العادي، وليس التشرذم، وأرى أنني أرى حين أثمّن موقفا ما لقائد لا يعني الانتقاص من آخرين، خصوصا ونحن نتحدث عن خلاص وطني.

الخلاص الوطني يعني الخلاص الجمعي في مجالات الحياة، حتى نشعر بالمصداقية، ونصل إلى "نبض الناس". في الاقتصاد كما الثقافة والتعليم والصحة..والسياسة أولا وأخيرا كونها الحكم والإدارة، وكونها المؤسسة للقانون برضا الشعب والمنفذة له، وفي حالتنا الفلسطينية فإنها من تولّت المساهمة بفعالية في التحرر والتنوير.

إذن لو سرنا في طريق الخلاص الوطني من منظور عام وموضوعي، فسنختصر الكثير من الأموال والكلمات والمشاعر السلبية، وسنكون في وضع أفضل لاستثمار طاقاتنا الإيجابية.

ما زال هناك متسع للحياة، وللنهوض، ما زال هناك متسع لفتح صفحات جديدة، ليس الأمر صعبا أن نشدنا الوطن وأنشدناه.

"غنيتَ للإيمان

 لم تُنشِد ولم تَنشُد أميرَ المؤمنين

 غنيتَ للأحياء والأمواتِ

 من زمنٍ

 سئمت الآنَ

 غناك الزمنْ""

هل من الضروريّ أن ننشد أمير المؤمنين وننشده؟

هل من الضروري أن نبالغ في الولاءات لهذا القائد أو الوزير؟

أليس من الأجدى أن ننتصر للمؤسسة والأفكار والمصلحة الوطنية العليا؟

نحن ننشد الوطن، ننشد القيادة الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بشروطها الإنسانية، أي نحن نلجأ إليها ونقوى بها. وهي حين تكون أهلا لنا فإننا ننشدها كلمات الحب.

انتبه الشاعر التالي لآلام الشاعر السابق، والذي آثر أن ينشد الوطن الأبقى منا، فلم يعجب ذلك ثقافة الولاء، لعلها اعتبرت أن من ليس معها هو ضدها، كونها لم ترد جعل الخلاص الفردي والفئوي وطنيا.

قبل 32 عاما ضمّن الشاعر سميح القاسم قصيدته التي رثا فيها الشاعر معين بسيسو، هموم الشاعر وهموم شعبه، كأن شيئا لم يتغير في بلادنا، منها الهموم التي وردت في قوله:

"وسيوف أسيادِ الحمى حول الخلافةِ......"، لإدراكه العبقري لمشاكل الحكم، والنظم، واجتهادات الساسة والقيادات باتجاه التحرر.

ولعله عزف على فكرة قديمة حديثة باقية حول الوضع الأفضل للبشر، خصوصا في ظل ثقافة أبوية ما زالت تسود في بلادنا في شتى مناحي الحياة.

إن الحديث عن النخب للأسف يثير الإحباط واليأس، كون تلك النخب لم تستطع أن تكون قدوة حسنة في التربية على قبول الآخر، والانطلاق من الهم الجمعي الناظم لنا جميعا، والذي من المفروض أن تكون الاختلافات اجتهادات لا تناقضات.

"أقسى همومنا يفجر السخرية

 وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع"

أليس من العار أن يصبح للمصالحة الفلسطينية تاريخ؟

حين يكون الهم الأكبر هو تصالحنا نحن المكتوين بنار الاحتلال، فإن ذلك إنما يدعو للسخرية السوداء!!

عندها من الطبيعي أن يتم تقزيم أفراحنا الشخصية والعامة في ظل حزن كبير يسيطر علينا، وليس أي حزن بل حزن مغلف بغضب !

"غنيتَ للأحياء والأمواتِ

 من زمنٍ

 سئمت الآنَ"

هو ما رثاه سميح لمعين، وهو ما نرثيه، فهل نسأم؟

لم يسأم الشاعر:

"مازال ملءَ الشمس والإنسان والتاريخ شعبُكْ"

وكيف نسأم؟ وهذا التراب وهذه الشجر وتلك السماء العالية البديعة، وهؤلاء الأطفال بكل بابتساماتهم العريضة؟

هل وصلت الرسالة؟ أم نعود غناء محمد الحلو لشعر سيد حجاب عن اختلاف الزمن في ليالي الحلمية هناك في مصر الحبيبة التي تشبهنا أيضا؟

وصول الرسالة يعني إقصاء ثقافة الإقصاء والنفي والتهميش في المؤسسات جميعها، عبر الاقتداء بالمصالحة السياسية الحقيقية بيننا جميعا، التي ستشجع على التعاون بين وزارة ووزارة، وبين إدارة وإدارة، وبين موظف وآخر.

وصول الرسالة يعني أن نرى القيادات معا، فما يجمعها أكثر مما يجعلها تتنافر؛ فما المانع أن نكون معا في ظل اختلافاتنا المشروعة، والتي أيضا تحتمل التنافس السياسي وغيره على القيادة من أجل تطبيق مشروع ما.

هي ربما مشاعر وأفكار رومانسية، ربما هي كذلك، لكنها أيضا ضرورية لاستئناف اجتهاداتنا في المشروع الوطني، والذي يتعرض للتآكل بسببنا نحن.

-         "مازال ملءَ الشمس والإنسان والتاريخ شعبُكْ"

-         وهو من سيمنح الشرعية لمن يستحقها، ومن يقودنا في طريقنا نحو التحرر والتنوير والتنمية.

[email protected]

·         الاقتباسات من قصيدة " إلى المتماوت معين بسيسو لسميح القاسم 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف