الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل بإمكاننا اليوم هندسة حضارة كونية تصحح مسار التاريخ..؟ بقلم:محمد المحسن

تاريخ النشر : 2016-06-27
هل بإمكاننا اليوم هندسة حضارة كونية تصحح مسار التاريخ..؟ بقلم:محمد المحسن
على هامش المشهد العربي المترجرج  هل بإمكاننا-اليوم-هندسة حضارة كونية تصحح مسار التاريخ..؟ 

بعد سقوط جدار برلين،وإنهيار الكتلة الإشتراكية بزعامة الإتحاد السوفياتي غدت الولايات المتحدة القوة التي لا يلوى لها ذراع على المستوى الكوني،ووعد الرئيس السابق جورجبوش(الأب) الإنسانية بنظام عالمي جديد تشرق فيه الشمس على الجميع!،إلا أنّ العالم شهد الحروب الإقليمية والإضطراب والفوضى في أكثرمن مكان،عدا عن الأزمات الإقتصادية والمظاهرات المعادية للعولمة،وتصرّفت أمريكا تبعا لهذه التداعيات على أنّ العصر الأمريكي قد بدأ،فتجاهلت الأمم المتحدة وقلّصت دور مجلس الأمن الدولي،وأضعفت مركز الأمين العام،واستهانت بالمجموعات الدولية،وتحللت من إتفاقيات سبق الإلتزام بها،ولم تعط أي إهتمام حتى بحلفائها وأصدقائها..هذا التعالي لم يكن فقط في شؤون الشرق الأوسط،بل في أهم الشؤون العالمية.فقد أثارتأمريكا الروس بموقفها من جدار الصواريخ،وأغضبت حلفاءها من أوروبا واليابان وآسيا برفضها لإتفاقية كيوتو حول البيئة..وأذهلت العالم بموقفها في مؤتمردربان وانسحابها وحيدة مع إسرائيل..أمريكا التي تباهت كثيرا بحق تقرير المصير،الديمقراطية والدّفاع عن حقوق الإنسان ولجت عصرالغطرسة متكئة على عكاز التهديد والوعيد ورافعة إصبع الإتهام في وجه كل من لاينصاع لأوامرها،وهذا يعني في مجمله أنها تخلت عن مسؤوليتها وأصبحت طرفا"مشجعا"على رفض الشرعية الدولية،وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ التعاون الدولي.ما أريدأن أقول؟أردت القول أن أمريكا ما فتئت تعتمد إستراتيجية عدائية تجاه الأمة العربية ومشروع إنهاضها ترتكز بالأساس على عرقلة هذا المشروع والحيلولة دون نجاحه.وذلك كي تتمكّن من مواصلة السيطرة على ثروات المنطقة النفطية منها بخاصة،والتحكّم في موقعها الإستراتيجي وتوظيفه لصالحها، وقد إتخذت من الكيان الصهيوني ركيزة أساسية في هذه الإستراتيجية التي ورثتها عن بريطانيا وطوّرتها الأمر الذي حدا بها-وكماأوضح نعوم تشومسكي-إلى عرقلة كل محاولات التّسوية الخاصة بقضية فلسطين منذ عام 1967 حتى عام1993، تمكينا"لإسرائيل"من إغتصاب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967،وشجّعت بالتالي إقامة المستعمرات الصهيونية فيها وموّلتها،هذا في الوقت الذي تابعت فيه بريطانيا القيام بدورها المساند للسياسة الأمريكية المتكامل مع الدور الأمريكي الذي حدده تحالف الحليفين،سواء في مجلس الأمن،أو في الإتحاد الأوروبي بما يناسب أمريكا في مواجهةالعراق،ناهيك وأن حرب الخليج  كانت الفرصةالذهبية أمام بريطانيا كي تعيد فيها إلى الأذهان خيارها المبدئي الأساسي الذي قامت به عام1945 وهي أن تتصرّف كحليف مخلص غير مشروط للولايات المتحدة،في كل الظروف والأحوال لاسيما وأنها تزعمت أمر إقامة الكيان الصهيوني الإستيطاني العنصري في فلسطين منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام1897مرورا بتصريح بلفور عام وطيلة إستعمارها لفلسطين تحت إسم الإنتداب حتى عام 1948.نستنتج مما سبق أن الولايات المتحدة وصديقتها -الحميمة-بريطانيا تستهدفان الأمة العربية بالعداء،وتعملان على مواجهة مشروع إنهاضها،وهما في هذه المرحلة من الصراع العربي-الصهيوني تحاربان بقوة سعيها لتحقيق هدف التحرير والإستقلال،وتتبنيان سياسة دعم الكيان الإسرائيلي قاعدة إستعمار إستيطاني عنصري لهما في المنطقة.وهما تحاربان بقوة نضالها لتحقيق هدف التوحيد في مستوياته المختلفة بين الدول العربية،كما أنهما تعملان على عرقلة النموّ في هذه الدول وفرض التبعية الإقتصادية عليها بأساليب مختلفة منها إغراقها في الديون.ومازالتا تتمسكان بمحاولة فرض نظام الشرق الأوسط على هذه الدول.وإذن؟عندما تكون الصّورة إذا على الشاكلة التي عليها الوضع العربي الراهن،فلا يجوز لك أن تطلبمن دولة عظمى أن تأخذ جانبك في صراع إستراتيجي مثل الصراع العربي الإسرائيلي.وفي السياق ذاته لا يجوز لك أن تنتظر من هذه الدولة أن تتخذ موقفا يتسم بالحياد والعدل.الدول ليست بطبيعتها محايدة،ولا يمكنها أن تكون إلا منحازة لمصالحها.وحيث أن الدّول العربية لم تتمكّن بعد من أن تخدم مصالحها هي حتى الآن،فإنها بطبائع الأمورليست في وضع يسمح للآخرين بالإعتماد عليها في أمور وصراعات تمس مصالحهم بشكل مباشر..ماالعمل؟لقد باتواضحا أن الولايات المتحدة تمارس هيمنة صارخة على المجتمع الدولي،وكثيرا ما يشكوشركاؤها الأوروبيون من ذلك دون أن يكون بإمكانهم تغيير هذا الواقع.ومن هنا فإنّ محاولات أمريكا فرض سياستها على العالم أدّت إلى توطيد أركان هيمنتها الدولية،ولكنها استثارت من ناحية ثانية ريب الدول الأخرى وتحفظات حتى حلفائها المعروفين وبخاصة أوروبا واليابان.وعليه فإن الدول العربية والإسلامية ومعها سائر الدول النامية مطالبة بأن تقف موقفا شجاعا في مواجهة الراهن والعودة إلى حكم الشرعية الدولية متمثلة في الأمم المتحدة.وهذا لا يكون إلا بإستمالة أوروبا وتحفيزها لإتخاذ موقف ضاغط في هذا الإتجاه،وكذلك الصين واليابان.وهناأضيف:إن الأمّة العربية أمة غنية لشعوب فقيرة،وتصحيح هذه المعادلة يمكن أن يصبح النموذج لما يجب ان يكون العالم عليه..الأمة العربية والعالم الإسلامي هما في موقع مؤهّل للقيام بعملية التجيير بين عالمي الشمال والجنوب مما يؤدي بالضرورة إلى عالمية جديدة بدلا من العولمة العقيمة،بحيث يتمكّن الإنسان من إسترجاع محوريته وبالتالي حريته ومساواته وسعادته.هذا الدّورالحضاري للأمة العربية من شانه أن يتعدّى ما سمي بصراع الحضارات أو حوار الحضارات إلى تمكينه من هندسة الحضارة الكونية التي تتبلور فيها القيم الأساسية التي تميز الحضارة العربية الإسلامية..  

    محمدالمحسن  -كاتب صحفي و عضو في إتحادالكتاب التونسيين-                    
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف