الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

همسة الهمسات في شهر رمضان بقلم:عزيز الخزرجي

تاريخ النشر : 2016-06-26
همسة الهمسات في شهر رمضان بقلم:عزيز الخزرجي
هَمسةُ الهمسات لشهر رمضان:
[أيها المؤمنون؛ لا تكونوا كَمَنْ قَرأ آلقرآن و لَمْ يَقرأهُ] عزيز الخزرجي
(ألقدرُ)؛ حياةٌ تَتَجدّدُ و أسرارٌ تتوحّدُ
لو تحقّقَ في وجود آلصّائم حقيقةُ الأيمانِ بآللهِ ثمّ حقيقةُ الصّوم(1)؛ فأنّهُ بلا شكّ سيدركُ بركات و فضل وعظمة شهر رمضان و سيحصل على أفضل و أحسن ألأقدار في ليلةِ (ألقدر) بإذن الله تعالى ..

في كلّ خطّة؛ منهجٍ؛ مشروعٍ؛ عملٍ؛ خطبةٍ؛ همسةٍ؛ بل و حركةٍ .. لا و الله حتى في مجرّد "نظرةٍ"؛ ترتسم أقدار و تبعات و عواقب نجهلها إن خيراً أو شرّاً, و الله وحده يعلم أبعادها و غاياتها و مستقرها و نتائجها, أمّا نحن الجّهلاء في هذا الوسط الرهيب المخيف المتلاطم .. ليسَ أمامنا سوى العمل بما أوصانا به القرآن و منهج أهل البيت(ع).

لكن المشكلة هي أننا .. حتى أمامَ (الثقلين) - كتاب الله و أهل البيت(ع)؛ بتنا حيارى و مساكين نتخبط و لا ندري معالم ذلك الطريق الصّحيحة بدقّة, لتعدد المراجع و الأجتهادات و التأويلاوت و المُدّعيات التي بعضها مجحفة حقاً حتى بحقّ آلقرآن الذي لا يختلف عن نهج أهل البيت(ع) .. فكلّ مرجع و مذهب و جهة  يُفسّر كتاب الله و نصوص أهل البيت(ع) بحسب مقاساته و مصالحه و ربحه و إجتهاده رغم إن الأمام الحجة(ع) قد بيّن بوضوح معالم ذلك النهج الذي إستثني لحمل رايته في كل عصر مرجعاً واحداً من بين مجموعة المراجع و الفقهاء الذين قد يصلون إلى المئات و الآلاف و ربما مستقبلاً إلى الملايين, و أن الدّولة الأسلاميّة المعاصرة بزعامة المرجع الأعلى للفقهاء و العلماء و المجتهدين قد طبقت عملياً ذلك النظام القويم في بلاد سلمان المحمدي(رض) كوعد إلهي جاء في القرآن و السنة(2)!

و من هنا بدأت المأساة منذ وفاة الرسول(ص) و إستمرت بل و كبرت يوماً بعد آخر حتى وصل للذبح و التكفير في يومنا هذا .. لولا نجاح الثورة الأسلامية المباركة و تأسيس أوّل دولة عادلة على نهج آل البيت(ع) بيّنت معالم الثّقلين .. ليعيد الأمل للمسلمين بعد ما ماتت الأمال في القلوب, و الذي نأسف له هو معاداة بعض المذاهب و الأقزام المدّعين للمرجعية لتلك الدّولة التي هزّت الشّرق و الغرب لأظهار أنفسهم من باب؛
(خالف تُعرف)!

ألمهم ليست كلّ العناوين التي قدّمناها أعلاه هي موضوع بحثنا .. فكلّ عنوان منها يحتاج إلى بحث أو مقال على الأقل؛ لكن الذي نريد الحديث عنه, هو ليلة (القدر) بشكلٍّ خاصّ, لما له من أهميّة كبيرة في حياة و مصير الأنسان خصوصا المؤمن.

بدايةً ..
يُخطئ مَنْ يتصوّر بأنّ الأقدار تتحدّد في ليلة القدر وحدها و بآلذّات في ساعات السّحر حتى الصّباح!

لأنّ هذا الكون و ما فيه يسير طبق أنظمة عادلة و معقّدة للغاية لا يستطيع العلم معرفة سوى بعض ظواهرها العلميّة التي قد تصل في أفضل الحالات إلى درجة الدّكتوراه أو ألـ(بوست دكتورين) و هو بدء معرفة ظاهر قضيةٍ واحدة من كمٍّ غير مُحدّد من القضايا الوجوديّة الغامضة ..

أمّا الأنسان فهو الآخر و لوحده يُمثّل بذاته سرٌ عجيب كبير يكتنف أسراراً؛ قد خلق الله تعالى لأجله كلّ هذا الكون لمكانته و كرامته الخاصّة و آلعظيمة عندهُ تعالى, لذلك من الجّهل المطبق أنْ نتصور بأنّ الله تعالى يُحدّد مصيرهُ في ليلة و احدة أو ساعة واحدة و لفتةٍ واحدة لمجرّد أدائه بعض الصّلوات و العبادات و الأدعية و ختم القرآن رغم أهميتها و دورها الذي سنبيّنه خصوصا في هذه الليلة!

كما أن (الأسلام محفوف بآلمسلمين) بحسب الحديث الشريف .. فأنّ الأقدار التي تشكلها الأعمال هي الأخرى محفوفة و مرهونة بنية و عمل و سلوك و كيفية أداء المسلمين و هي على مستويين:
ألأول : إجتماعيّ يشمل مصير المجتمع ككل ..
الثاني: فرديٌّ يشمل مصير ألأنسان لوحده ..
و آلأثنان يرتبطان و يتأثّران ببعضهما.
و الأمْرُ و (المُلكُ كلّهُ يومئذ لله يحكم بينهم, فآلذين آمنوا و عملو الصالحات في جنات النعيم, و الذين كفروا و كذبوا بآياتنا فأؤلئك لهم عذابٌ مهين)(3).

بكلامٍ وجيزٍ ؛ إنّها عدالة الله تعالى ألتى وحدها تحكم, و ليست عدالة محاكم الأستئناف الوضعيّة أو المحاكم العليا أو الصّغرى أو الكبرى الفيدرالية أو العالمية, التي قد تخطئ و قد تصيب و بإعتقادي أكثرها خاطئة في أحكامها .. على كل حال, لأنّها لا تحكم و لا تُقدّر أثناء إصدار (الحكم النهائي) سوى جانبٍ أو جانبين أو ثلاثة جوانب و ربما اكثر لتحديد حجم و مسار القضية المطروحة في قاعة المحكمة لتُحدّد مصير المتهم!

بينما حكم الله شامل كامل يجعل بآلحسبان كلّ الأحتمالات و المقدمات و الجذور و التطورات و الاحداث الذرية و يراعي جميع الجوانب المحيطة التي رافقت أو قد ترافق قضية من القضايا و هي لا تُعدّ و لا تُحصى, و حتّى لو علمنا فرضاً بصحّة حكم محكمة وضعيّة بشأن قضيّة من القضايا ؛ لكنها – أيّ المحكمة - يستحيل أن تعرف عواقب ذلك الحكم لأنّها تقع ضمن الغيب الذي نجهله تماماً!

فعدالته و أحكامه تعالى التي لا يعرفها على حقيقتها إلّا هو و لا يستطيع إجرائها إلا هو و ربما رسله و أوليائه المخلصين .. لأنّها تكون عبر تداخلات و تقاطعات مُعقدة و متشعّبة لأبعد الحدود بقدر تعقيدات هذا الوجود الذي لا نعرف حتى (بدايته من نهايته) سوى بآلتقديرات الكمّية الأوليّة المُبهمة التي تقدّر بمليارات السّنين الضوئيّة, و إنّ أحدث نظريّة في ذلك هي نظريّة (البك بنك) التي قدّرت عمر الأرض بين أربعة عشر إلى أربعة عشر و نصف مليار سنة ضوئية.

فكلّ عمل و منهج و خطبة و كلام و قضية فيها شؤون و معالم و مصائر و سنن تتقاطع مع قضايا أخرى كثيرة ترافقها و هي متجذرة و متداخلة بعضها مع آلبعض و إنها تتداخل و تتشابك أكثر فأكثر كلّما إمتدّ الزّمن بحيث يصعب و يستحيل معرفة حتى واحدة منها بآلشكل الصحيح من قبل أكبر العقول, لذلك من يستحيل تماماً تحديد حقيقة و عواقب الأمور على حقيقتها ببساطة لمعرفة أسباب وقوعها أو حدوثها بشكل صحيح و التي بعضها تخالف الظواهر و الأصول التي إعتدناها في حياتنا و حتى شرعنا.

من طبيعة إنسان العصر هو ترجيع الأمور لأسبابها, لمعرفة حيثياتها و كشف مضامينها, و هذا ما تعلمناه أثناء البحث العلميّ أثناء الدراسات العليا .. و هو المتبع في كلّ القضايا و البحوث العلمية – الأكاديمية و منها القضائيّة التي تبحث أول ما تبحث عن (الغاية و الهدف من وقوع الحادثة), و هذا بآلأساس هو نهج القرآن الذي علّمنا طريقة البحث و التعقل و التدبر للوصول إلى عمق المعارف لتحقيق حياة أفضل و الفوز بآلآخرة في نهاية المطاف!

و هكذا أعمال الأنسان من قيامه و قعوده و حركاته و أفعاله و نظراته و مواقفه و إخلاصه و نياته التي يبديها خلال سنة كاملة ليُحدّد الله تعالى له من خلالها في ليلة القدر و في ساعة السحر بآلذات ألمسارات و آلطرق ألرّئيسية المستقبلية التي تمتد لسنة أو أكثر .. و التي كلّ منها تؤدّي إلى هدفٍ كنتيجة .. فآلذي كانت مقدمات و أعمال سنته منذ (ليلة القدر) السّابقة إلى (ليلة القدر) اللاحقة مطابقة للمواصفات الألهيّة (الذّرية) – التي هي الأخرى غير بيّنة و واضحة كما أشرنا بدقّة – فأنّ أقداره ستكون بإذن الله و عدالته حسنة و سيُحقّق الفرد الناجح من خلالها أفضل الدّرجات و آلنتائج و يحصل على أعظم الثواب والعاقبة آلحسنى من ورائها في الدارين أو على الأقل في دار الآخرة!

و إنْ كانت أعماله و سلوكه و أخلاقه و سعيه لا سامح الله قبيحة و ظالمة بسبب تكبّره على النّاس و تعامله بآلسّوء و الظلم مع نفسه و مع أهله و أبنائه و أبناء مجتمعه, فأنّ أقداره ستكون شبيهة بأعماله و من جنسها, و لا يُمكن الطالب السّاعي بدون الشروط الواجبة أن يُحقق الكثير من العمل الصّالح في سنته الجديدة أيضا, لأنّ أقدارهُ تتحدّد بحسب (الأسرار التي تتوحّد جميعها بحسب تكوينها و جنسها و آلسُّنن التي تتبعها لتعطي النتيجة المطلوبة في ليلة القدر عبر تحديد معالم مستقبل ذلك الأنسان)!

و لكن هناك مسألة أخرى في غاية الأهميّة بجانب ما طرحناه .. قد تُشكّل صُلب مقالنا هذا أيضا, و هي مسألة و دور الدُّعاء و التّوبة قبلها و أثرها في تقدير و تحسين آلأقدار!

لكن ..
هل (التوبة) و (الدّعاء) و ختم القرآن وحده يُحدّد الأقدار و يُحسن العواقب بحسب الأسرار المكنونة فيها و السُّنن التي تتبعها!؟
أم إن الله تعالى حدّد لكلّ شيئ معادلة و قانون يسير عليه لأنّهُ تعالى (أبى أنْ يُسَيّرَ الأمورَ إلاّ بأسبابها)!؟
أم إنّ القضية أمرٌ بين الأمرين!؟
أم لا هذا و لا ذاك .. لأنّ تحديد المسألة أعقد و أكبر بكثير من معايير عقولنا و طريقة تفكيرنا و شرعنا المحدود الذي لا يعرف حتّى أهله للآن بداية شهر رمضان من نهايته بآلضبط مثلاً, و هي من أبسط الأمور التي كشفها أجهزة الرادار و الرصد الأرضية منذ زمن العلامة الطوسي الذي أسس أكبر مرصد فلكي في مدينة مراغة في تبريز بإيران الأسلام قبل ألف عام تقريباً!؟

بصراحة أيّها الأخوة  المثقفين ؛ لا أعلم الجّواب الدّقيق بآلضبط لهذه المسألة ..
لكني فقط أقول؛ ما قاله الله تعالى:
(و إبتغ فيما آتاكَ الله الدّار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدُّنيا و أحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض, إنّ الله لا يُحب المفسدين)(4).

ففي هذا الشّهر المبارك و بآلأخصّ في ليلة القدر, هناك بعض الناس و لأسبابٍ نجهل حقيقتها, قد يغفر الله تعالى لهم رغم أعمالهم الظاهريّة ألسّيئة و آلحسنة كما هو حال أيّ إنسان مؤمن, لعدم معرفتنا بحجم و مقادير و معايير آلثواب و نتائج كلّ عمل ظاهر او باطن(5), بآلأضافة إلى أنّ (التوبة النصوحة) بشرطها و شروطها ثمّ (الدّعاء) بإخلاص خصوصا قراءة دعاء (الجوشن الكبير) له أثر عظيم في تحسين وجهة الأقدار التي تحدّثنا عنها و عن كيفية تكوينها بعد تداخل الأفعال و الاعمال, بشرط أن تتحقق شروط التوبة في توبته و شروط الدّعاء في جوف و ضمير قارئه و ليس بإطلاقة لسانه فقط!

لأنّ لقلقة اللسّان و آلقراءة المجرّدة و حتى ختم القرآن و كما إعتاد على ذلك أكثر الناس و إنْ كانَ لهُ بعض الأجر .. لكنها لا تُحقّق فلسفة ذلك (الدُّعاء العظيم) المختص بهذه الليلة .. و الذي و حقّ الله لو قرأهُ إنسان كافر مجرّم بصدق أمام سُلطان جائر فأنّهُ ليس فقط سيغفر له؛ بل سيجزيه أحسن الجزاء, لانّ قارئه على الأقل ينعتهُ في الظاهر بألف صفة و إسم عظيم ورد فيه!

فكيف و أنت تقرأ ذلك آلدّعاء العظيم(الجوشن الكبير) أمام ربّ رؤوف رحيم عالم حكيم رحمن رحيم وصف نفسه بكونه أقرب إلينا من حبل الوريد!؟
 
 و العرفاء وحدهم قد يتوصّلوا لِكُنْهِ و معرفةِ رموز (الأقدار) و الأحداث و العواقب التي أشرنا لها بشكلِ عامّ و ليس تفصيلاً, و لكن المشكلة هي :
(كم عارفاً نعرفهُ في هذا العصر حتى من بين مراجع الدِّين الذين يدّعون معرفة أسرار الشريعة الظاهرية, لكونهم في أفضل الأحوال يعرفون ظاهراً من شرع الله و الحياة الدُّنيا .. لكنهم ليسوا بعرفاء, لأن آلزمن لا يجود بهم إلا قليلاً)!؟

و في كلّ الأحوال و الظروف و لأنّنا نعتقد بكون الله تعالى غفورٌ رحيم و عادل حكيم و رحمن رحيم؛ لذلك فإنّ في ليلة (القدر)؛[أسرارٌ تتوحّد لحياة تتجدّد] لتقدير المصائر و العواقب بمشيئة الله تعالى الذي نسأله أن يجعلنا من المغفورين لهم في هذا الشّهر و أن يكتب لنا فيه من العواقب أحسنها و من الأقدار أسهلها .. و ان يلهمنا ببركته بعض المعارف الحقيقية, إن لم يكن كلّها لنحدّد و نرسم لأنفسنا أقداراً و عواقب حسنة, لأنّ المعارف لا تحتملها القلوب الممتلئة بحبّ الدُّنيا و الأموال و النّساء و الأبناء و الشهرة و الرئاسة, بل تحتاج إلى قلوب كبيرة متواضعة .. بحجم هذا الوجود المتواضع أمام عظمة الله كي تتحمّلها, و الله هو المُعين .. إنّه نعم المولى و نعم النصير ..

(ربّنا إغفر لنا و لأخواننا الذين سبقونا بآلأيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا , ربنا إنك رؤوف رحيم)(6), صدق الله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف