الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السرقات الفكرية ... البقاء للأصلح ! بقلم:د.عمر عطية

تاريخ النشر : 2016-06-26
السرقات الفكرية ... البقاء للأصلح ! بقلم:د.عمر عطية
السرقات الفكرية ... البقاء للأصلح !
د.عمر عطية
أنفق أستاذ مادة تاريخ الفكر الاقتصادي ساعتين للحديث عن نظرية تقسيم العمل وأن " آدم سميث " هو مخترع هذه النظرية، وفي نهاية المحاضرة ولما فتح الباب للنقاش ، فاجأته بالقول : أن ابن خلدون وقبل 600 عام من ولادة آدم سميث ، تحدث عن نفس النظرية وكان له نفس الرأي ! .
يستشيط الرجل غضبا لسببين : الأول أن الأستاذ يهودي بالأصل ولم ترق له فكرة أن مسلما سبق آدم سميث للحديث عن هكذا نظرية ، والسبب الثاني هو تفنيد كلامه أمام جمع من طلبة الدراسات العليا .
كانت ردة فعله غريبة حيث قال : " أصلا ابن خلدون ليس عربيا " ، قلت : لا نناقش كونه عربيا أم لا ، أنا قلت ما اعتقدت أنه الصحيح ولك الحق في التفنيد ، وعلى كل حال إن كنت تصر على الحديث في القوميات والأديان ، فأقول : نعم ، ربما كان ابن خلدون ليس عربيا ، لكنه مسلم على الأقل ، وهل ستقول لي أن عبد الرحمن ليس مسلما " ! .
غاب الرجل أسبوعا وعاد في المحاضرة التي تلت تلك الحادثة وقال : "صحيح أن ابن خلدون كان قد تكلم عن هذه النظرية لكن آدم سميث هو الذي طورها وجعل منها عملا مفيدا " . وافقت الرجل على كلامه بعد أن وافقني على كلامي ، واتفقنا على أنها نظرية عظيمة .
كثيرا ما نسمع عن السرقات الأدبية وانتحال الأعمال الفكرية ، وهناك قضايا في المحاكم يرفعها أصحاب الحقوق على منتحلي أعمالهم ، لا بل أصبح هناك محامون متخصصون فيما يسمى ب " حقوق الملكية الفكرية "
مناسبة هذا الكلام ما أشيع حديثا من أن عبارة " على هذه الأرض ما يستحق الحياة " للشاعر محمود درويش هي منقولة من الفيلسوف الألماني " نيتشة " ! .
تم التحقيق في الموضوع والتثبت من الترجمة عن اللغة الألمانية ليتبين أن ما قاله نيتشة هو التالي " هذه الحياة تستحق أن تُعاش على هذه الأرض " ، والفرق هنا واضح : محمود درويش يتحدث عن الأرض ونيتشة يتحدث عن الحياة ! .
من جهة أخرى يعتقد بعض " المبالغين " أن نيتشة هو من سرق محمود درويش ! .
نقول : كيف يكون ذلك علما بأن نيتشة مات قبل أن يولد محمود درويش بأربعين سنة ، والصحيح أن بعض المترجمين ترجموا عبارة نيتشة باللجوء لعبارة محمود درويش ووقعوا في فخ سوء الترجمة ... وهكذا .
يذكر أن محمود درويش كان قد تعرض لحملات مشابهة متهمة إياه " بالاقتباس " من القرآن والتوراة ، علما بأننا جميعا نستشهد بكلام الله ! .
هناك ولا شك فوضى في عالم التأليف والنشر ، وهناك الكثير من الأعمال التي تمت سرقتها وخصوصا الأعمال المترجمة ، لكن التشكيك في المبدعين جزافا هو أيضا جريمة تشيع الإحباط وقد تكون النتيجة التوقف عن الإبداع إذا وصل الأمر إلى الاعتقاد بأن الصالح قد اختلط مع الطالح ! .
طالما حدثنا والدي رحمه الله عن شخص مغمور في قرية أراد أن يصبح مشهورا ، فما كان منه إلا أن أتلف مصدر الماء الوحيد في القرية ، فإذا سأل أي شخص عن سبب انقطاع الماء ، قيل له : فلان ، وهكذا أصبح صاحبنا مشهورا ، ولذلك قالوا : " خالف تُعرف " ! .
بعض الناس امتهن التشهير بالمبدعين والمؤلفين الكبار محاولة لإشهار نفسه ، لا من خلال إبداع يحسب له بل من خلال التشكيك بالآخرين ! .
تظهر مذيعة اسمها نضال الأحمدية وهي التي اعترفت أكثر من مرة بأنها مريضة نفسيا وتتهم قامة مثل أحلام مستغانمي بالسرقة ! ، حيث تقول أن عنوان كتاب أحلام " الأسود يليق بك " هو مسروق من غادة السمان ، حيث كتبت غادة السمان مقالا بهذا العنوان عقب زيارة تعزية للسيدة فيروز بوفاة ابنتها !!! .
السؤال : كم مرة يستخدم الناس عبارة " اللون كذا يليق بك " ، وهل إذا استخدمت غادة السمان العبارة أصبحت ملكا لها وحكرا عليها ؟ ! .كان بإمكان أحلام مستغانمي وهي التي ألفت الكثير من الكتب قبل ذلك وبعد ذلك أن تأتي بمئات العناوين لكتابها ! .
بعض هؤلاء وصل بهم الشك والتشكيك إلى القول أن " شكسبير " هو شخصية وهمية وأن أعماله المنسوبة إليه هي من صنع شخص آخر أو أشخاص آخرين ! .
السؤال الذي يطرح نفسه : من هو ذلك الشخص الآخر الذي يمكن أن يؤلف عملا بحجم " هاملت " مثلا ثم يهديه أو حتى يبيعه لشكسبير؟! ليأخذ شكسبير كل هذا المجد على حسابه ، و حتى عندما " نعرف اسمه " سيأتي من يقول أنه ليس المؤلف الأصلي وهكذا سنبقى نعيش في دوامة الوصول للحقيقة .
قلت لصديق مصري أني أعشق أغنية الأطلال لأم كلثوم وهي التي اعتُبرت أغنية القرن العشرين ، فقال : بالمناسبة أم كلثوم والملحن السنباطي حرفا كلام الشاعر إبراهيم ناجي ، فقلت : كلهم ماتوا ولا يهمني سوى سماع أغنية جميلة بكلمات راقية .
العمل الجيد يفرض نفسه والمبدع لا يُنسى بينما ينقرض " السارق " عاجلا أم آجلا ، وقال أجدادنا : " ماء النقل لا يدير الطواحين " ، و بالتالي لا يصح إلا الصحيح .
أهلنا في نابلس قالوا " ليس كل من صف الصواني صار حلواني " ، وقبلهم قال الفيلسوف الفرنسي رامبي : " فليفن العالم إن ظنت خشبة أنها أصبحت كمانا " ! ، وأنا أقول : التأصيل موضوع خطير وفي غاية الأهمية ، ولكن المستهلك يهمه أكل كنافة نابلسية على أصولها وكل من " طب على المهنة " لابد وأن يختفي مع الزمان ، والمحب للموسيقى لا يهمه سوى الاستماع لموسيقى يصدرها كمان صنع من الخشب على أصوله ! ، أما الخشب الخام فيذهب للحرق فلربما صلح للتدفئة ، وهو تحصيل حاصل .
داروين قال :" البقاء للأصلح " ، أما نحن فشعارنا قول ربنا : " فأما الزبد فيذهب جفاءَ وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " .
بقي أن أقول : حتى جملة " البقاء للأصلح " مختلف عليها ! ، فلطالما عرفنا أنها لداروين ، ثم " اكتشف " البعض أنها أصلا للفيلسوف البريطاني " هربرت سبنسر " !!! ، والله أعلم ولا ... يهمنا ! .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف