الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تونس إلى أين ؟ بقلم:محمّد علي القايدي

تاريخ النشر : 2016-06-25
تونس إلى أين ؟
من المؤسف حقا أن لا تتخذ إجراءات ملموسة وعاجلة لإصلاح ما أفسدته السياسات المتعاقبة طيلة أكثر من ستة عقود متتالية لتجنيب البلاد الانهيار التام لأن الأسباب التي ساهمت في تدهور الأوضاع الاقتصاديّة كثيرة أهمّها التوترات الاجتماعيّة المتمثلة في الإضرابات القطاعيّة والعامة والاعتصامات المفتوحة وكذلك ظاهرة العزوف عن العمل الذي ضرب جل المرافق الاجتماعيّة الحيوية كالنقل والصحة والبريد أخيرا وهو نذير شؤم لمستقبل بلد ارتأت الطبقة المثقفة ، من سياسيين وإعلاميين مارقين ورجال أعمال فاسدين ومهرّبين انتهازيين وتجّار كبار احتكاريين ، المساهمة في تعطيل المسار الديمقراطي ونسف كل أمل في الإصلاح وهذا شيء خطير لا يقبله عقل ويمكن تنزيله في باب الخيانة لمبادئ الثورة وخاصة عندما تحالف كثرة من هؤلاء مع الدولة العميقة وزيفوا الوعي العام وأوهموا الناخبين أن البلاد زمن الترويكا عرفت إخفاقات وهزات أدخلتها في نفق مظلم نتيجة الفوضى العارمة و لتردّدها في اتخاذ أيّ من الإجراءات اللازمة لتقويم المسار ووضع البلاد في النهج الصحيح بما يتلاءم وتطلّعات الجماهير نحو غد أفضل ، فالترويكا تواجدت حقّا في ظروف جدّ صعبة وكان عليها أن توفّق بين اضطلاعها بمهام تسيير شؤون البلد والإعداد لصياغة دستور جديد وعلى طاولتها كمّ هائل من الملفات الخطيرة التي تنتظر حلولا عاجلة فكان الإرجاء والتردّد وربما اللامبالاة سمة تلك المرحلة الدقيقة ، فلم يقع إحالة أيّ من ملفات الفساد واستغلال النفوذ على القضاء المشكوك في نزاهته وحياديته ، ولم تقم بعمليّة تطهير جذريّة داخل أهم و أخطر المؤسسات السياديّة المتمثلة أساسا في الإعلام والقضاء والأمن بل تلكأت وتعمّدت إرجاء البحث في مثل هكذا قضايا في حين أن الرأي العام كان ينتظر عكس ذلك لأن الملفات الساخنة والغليان الشعبي الذي يطالب بالقصاص من جلاّديه لا تتطلب إرجاء ولا إمهالا، فبالنسبة للمواطن العادي مثل تلك التصرّفات تعد تنصلا من الدولة وتنكّرا للوعود التي قطعتها على نفسها وتراجعا عمّا يجب أن تقوم به كي يوضع حدّ للفساد الذي استشرى في البلاد وضرب كل القطاعات والأسلاك بدون استثناء حتّى يطمئن الجميع على مستقبل البلد ، الذي أصبح رهين نخبة سياسيّة فاسدة مدعومة من رجال أعمال فاسدين لهم ارتباطات و ولاءات مشبوهة لجهات أجنبيّة لا تريد لنا الخير وعملت كل ما استطاعت لعرقلة المسار الديمقراطي وإجهاض الثورة لأن ديدنها هو قطع الطريق على النهضة التي فازت فوزا ساحقا في انتخابات أكتوبر2011 ، وذلك بتلبيسها تهما ما انزل الله بها من سلطان وتحميلها مسؤوليّة ما جرى من اغتيالات سياسيّة , وتحرّكت ماكينة الإعلام الجهنّميّة وجندت أبواق دعايتها ووجهت سهامها التشويهيّة القالبة للحقائق نحو الترويكا وقد نال الرئيس المنصف المرزوقي وحركة النهضة نصيب الأسد في التقزيم والتحقير والتبذير والتهم الكيديّة وسوء تسيير الشأن العام في أجواء وقع التحضير لها في كواليس دار الاتحاد العام التونسي للشغل ومقرات أحزاب المعارضة العلمانيّة الحداثيّة الاستئصاليّة التي لا تعترف بالرأي المخالف وتدّعي امتلاكها للحقيقة وترى في نفسها البديل وتحذّر المجتمع من تغوّل وخطورة برامج ومخطّطات حركة النهضة التي عملت كل ما في وسعها لمد جسور التواصل والتحاور مع كل من يخالفونها الرأي لتبديد مخاوفهم ، لكن صلف وتعنّت هؤلاء "الرافضة " المدعومين من "اتحاد الشغل" ، عسّر الأمور وأدخل البلاد في مآزق ومتاهات يصعب تجاوزها ( أكثر من 30 ألف إضراب تعطيل انتاج وتصدير الفسفاط ...) . ممّا أجبر الترويكا على مغادرة الحكم مدحورة مذمومة وجيء بحكومة " التكنوقراط " المدعومة من فرنسا وبريطانيا وأمريكا ، يرأسها " مهدي جمعة " العارف بموضوع " وينو البترول " ليجدّد في فترة تعيينه الوجيزة متجاوزا الدستور ، عقود التنقيب لبعض الشركات الاحتكاريّة دون العودة للمجلس التأسيسي القائم حينذاك لمزيد رهن البلاد وإغراقها في الديون . ثم حلت الطامة الكبرى بعد أن هيئت الأجواء لانتخابات 2014 ولعب المال الفاسد لعبته وبحكم سذاجة المواطن ومحدوديّة تفكيره وسوء تقديره وقع في فخّ المساومات فكثير منهم باعوا ذمّتهم وانساقوا وراء المال الفاسد وباعوا أصواتهم لمن دفع أكثر . فكانت نتائج الصندوق مخيبة للآمال وبرز" النداء" كأكبر قوة كرتونيّة في البلاد واستأثر بالرئاسات الثلاثة وهي كارثة بكل المقاييس فتوقفت نسبيّا الاعتصامات والإضرابات لكن تصاعدت وتيرة الإرهاب الذي راح ضحيّته العديد من خيرة شباب تونس البواسل من جنود وحرس وطني وأعوان أمن ...والذين نحتسبهم عند الله شهداء الواجب ، الشيء الذي أضرّ ضررا كبيرا بالقطاع السياحي وزاد من تدهور الوضع الاقتصادي المنهار بعد أن توقف الإنتاج والتصدير في قطاع الفسفاط مما انعكس سلبا على سعر الدينار التونسي الذي شهد هبوطا كارثيّا أي أن البلاد لا قدّر الله ذاهبة نحو الإفلاس التام . وباختصار أيّ مثقّف واع بخطورة المرحلة وساهم عن وعي أو دون وعي في عرقلة المسار الديمقراطي الذي اختاره الشعب وسعى إلى خراب" بيتنا الكبير" أي" تونس" التي تجمعنا إنّما هو أخطر من داعش التي باسم الدين دمّرت كلا من سوريا والعراق خدمة لأجندات خارجيّة استعماريّة . ولا نستحي أن نطلق على مثقفينا اليساريين العلمانيين الذين ساهموا ويساهمون في تدمير اقتصاد البلاد ورهنها لبيعها للقوى الكبرى بدواعش تونس وشمال إفريقيا . لك الله يا تونس .
الأستاذ : محمد علي القايدي باجة في 25 جوان 2016 تونس .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف