برامج رمضانية كسيحة مصابة بالسخف والعته !!
بعد رجوعي من بلاد الكنانة ، وجلوسي أمام "صندوق العجب" أشاهد قنواته العمومية - مرغما أثناء تناول وجبة الإفطارِ مع أفراد العائلة - وجدتني مستفزا للغاية مما شاهدت من برامج مصابة بالسخف والعته ، تزرع في النفس مشاعر مختلطة من النقمة والتحسر على ما وصل إليه الإبداع الكوميدي في محطات تلفزاتنا في هذا الشهر المبارك ، مقارنة بما شاهدت واستمتعت بمشادته على معظمِ القنواتِ التلفزيونية المصرية خلال تواجدي بها في العشر الأوائل من رمضان ، والتي كنت أتنقل فيها بين محطاتها التلفزية الكثيرة بشوق وبنهم للتفرج على برامجها الغنية بالكوميديا الترفيهية المتعددةِ الألوان ، والمتنوعة البرامج ، تنوع الجمهور المشاهد ، الذي يختار كل منه ما يناسبُ ذوقَه وتفكيرَه ، وما يتماشى وعقيدَته وأسلوبِه ، من برامجَ فكاهيةٍ وكوميديةٍ ترفيهيةٍ ودينيةٍ وعلميةٍ وتربويةٍ ، والتي أسرني منها العديد من الأعمال الرمضانية المتميزة أمثال: يونس ولد فضة ، والأسطورة ، والونيس ، وحارة الشيخ ، وساق البامبو، وسقوط حر، وأفراح القبة ، ووعد الغريب ، وجراند أوتيل ، والخروج ، وسمرقند، والميزان ، وفوق مستوى الشبهات ، وغيرها من المسلسلات المتميزة التي أنتجت خصيصا بمناسبة شهر رمضان ، للتخفيف عن كاهلِ الناسِ أعباءَ الصيام والسياسةِ وإخفاقاتها المتعبة ، ومشاغل الحياةِ وضغوطاتِها اليوميةِ المرهقة ، لا لأن تزيدَهم توترا جديدا على توتراتهم المفروضة ، كالتي دأبت محطاتنا التلفزية على التنكيل بها على مشاديها ، سواء في رمضان أو سائر الأيام ، والمتمثلة في الأعمال التافهة الخالية من أي مضمون أو قيمة فنية ، والبرامج المكرورة المعطرة يروائح حموضة "الخردة" والأرشيفات ..
فليس غريبا أن يتمَّ نقدُ ما تعرفه القنوات التلفزية العمومية من الانحطاط ، الذي لا تملك معه سوى أن تكون وفية كغيرها من المجالات الأخرى وتشاركها ما تعيشه من التدهور الذي عم على جميع الأصعدة ، ولكنّ الغريبَ ، بل والصادم ، هو أن يصمت مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة ، والوصي على القطاع ، إزاء تلك الرداءة المستفزة التي تقدم للمغربة خلال هذا الشهر، والمنتجة بميزانيات ضخمة مستخلصة من جيوبهم المثقوبة ، ويكتفي بالتصريح بأنه "يتقاسم مع المشاهدين المغاربة ملاحظاتهم حول الانتاجات الرمضانية" ، وهو الذي ظل يردد أمام البرلمان ، أنه سيتم احترام الشفافية وتقديم منتوجات في المستوى ، بينما ما قدمته القنوات العمومية خلال النصف الأول من هذا الشهر ، تكشف وبالملموس أن دار لقمان مازلت على حالها ، بنفس شركات الانتاج ، ونفس الأعمال ونفس وعود الوزير التي تتكرر كل سنة ، الأمر الذي يدفع بالكثيرين للتساؤل وبحزن شديد ، هل هذا استهتار بنا كمغاربة وفي هذا الشهر رمضان الذات ؟؟ أم هو إهمال لأحوال تلفزةالشعب المغربي البائسة ؟؟ أو هي قلة الحيلة أمام لوبيات الانتاجات الهبطة والمكلفة التي لم يعرف المسؤولون الحد من سطوتها ؟؟ ففي كل الأحوال ، أيا كانت الإجابة ، فاحترم مشاعر المشاهد المغربي واجبة وحتمية ، وهي أضعف الإيمان مشاعره ؟..
حميد طولست [email protected]
بعد رجوعي من بلاد الكنانة ، وجلوسي أمام "صندوق العجب" أشاهد قنواته العمومية - مرغما أثناء تناول وجبة الإفطارِ مع أفراد العائلة - وجدتني مستفزا للغاية مما شاهدت من برامج مصابة بالسخف والعته ، تزرع في النفس مشاعر مختلطة من النقمة والتحسر على ما وصل إليه الإبداع الكوميدي في محطات تلفزاتنا في هذا الشهر المبارك ، مقارنة بما شاهدت واستمتعت بمشادته على معظمِ القنواتِ التلفزيونية المصرية خلال تواجدي بها في العشر الأوائل من رمضان ، والتي كنت أتنقل فيها بين محطاتها التلفزية الكثيرة بشوق وبنهم للتفرج على برامجها الغنية بالكوميديا الترفيهية المتعددةِ الألوان ، والمتنوعة البرامج ، تنوع الجمهور المشاهد ، الذي يختار كل منه ما يناسبُ ذوقَه وتفكيرَه ، وما يتماشى وعقيدَته وأسلوبِه ، من برامجَ فكاهيةٍ وكوميديةٍ ترفيهيةٍ ودينيةٍ وعلميةٍ وتربويةٍ ، والتي أسرني منها العديد من الأعمال الرمضانية المتميزة أمثال: يونس ولد فضة ، والأسطورة ، والونيس ، وحارة الشيخ ، وساق البامبو، وسقوط حر، وأفراح القبة ، ووعد الغريب ، وجراند أوتيل ، والخروج ، وسمرقند، والميزان ، وفوق مستوى الشبهات ، وغيرها من المسلسلات المتميزة التي أنتجت خصيصا بمناسبة شهر رمضان ، للتخفيف عن كاهلِ الناسِ أعباءَ الصيام والسياسةِ وإخفاقاتها المتعبة ، ومشاغل الحياةِ وضغوطاتِها اليوميةِ المرهقة ، لا لأن تزيدَهم توترا جديدا على توتراتهم المفروضة ، كالتي دأبت محطاتنا التلفزية على التنكيل بها على مشاديها ، سواء في رمضان أو سائر الأيام ، والمتمثلة في الأعمال التافهة الخالية من أي مضمون أو قيمة فنية ، والبرامج المكرورة المعطرة يروائح حموضة "الخردة" والأرشيفات ..
فليس غريبا أن يتمَّ نقدُ ما تعرفه القنوات التلفزية العمومية من الانحطاط ، الذي لا تملك معه سوى أن تكون وفية كغيرها من المجالات الأخرى وتشاركها ما تعيشه من التدهور الذي عم على جميع الأصعدة ، ولكنّ الغريبَ ، بل والصادم ، هو أن يصمت مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة ، والوصي على القطاع ، إزاء تلك الرداءة المستفزة التي تقدم للمغربة خلال هذا الشهر، والمنتجة بميزانيات ضخمة مستخلصة من جيوبهم المثقوبة ، ويكتفي بالتصريح بأنه "يتقاسم مع المشاهدين المغاربة ملاحظاتهم حول الانتاجات الرمضانية" ، وهو الذي ظل يردد أمام البرلمان ، أنه سيتم احترام الشفافية وتقديم منتوجات في المستوى ، بينما ما قدمته القنوات العمومية خلال النصف الأول من هذا الشهر ، تكشف وبالملموس أن دار لقمان مازلت على حالها ، بنفس شركات الانتاج ، ونفس الأعمال ونفس وعود الوزير التي تتكرر كل سنة ، الأمر الذي يدفع بالكثيرين للتساؤل وبحزن شديد ، هل هذا استهتار بنا كمغاربة وفي هذا الشهر رمضان الذات ؟؟ أم هو إهمال لأحوال تلفزةالشعب المغربي البائسة ؟؟ أو هي قلة الحيلة أمام لوبيات الانتاجات الهبطة والمكلفة التي لم يعرف المسؤولون الحد من سطوتها ؟؟ ففي كل الأحوال ، أيا كانت الإجابة ، فاحترم مشاعر المشاهد المغربي واجبة وحتمية ، وهي أضعف الإيمان مشاعره ؟..
حميد طولست [email protected]