الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأخلاق أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة .. بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2016-06-25
الأخلاق أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة .. بقلم:حميد طولست
الأخلاق أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة ..

يقول أندري جيد : تجرأ أن تكون نفسك .

اصعب معركة في حياة الإنسان ، هي أن يدفع بك من يسمون أنفسهم بالفقهاء كذبا وعلماء الدين زورا ، إلى أن تكون ، وباسم الدين ، شخصا آخر غيرك ، يلعب دور الأبله في عالم غزت شعوبه الذكية المتنورة المجرات البعيدة ، وقلبت موازين الطبيعة ، بما ملأت به الدنيا من تطور وتقدم وانجازات علمية نفذوا بسلطانها إلى أعالي السماوات ، كما في قوله سبحانه و تعالى "انفذوا لا تنفذوا إلا بسلطان " ، سلطان العلم الذي لا يؤمن به رجال الذين المتشددين ، الذين غرروا بالناس ودفعوا بهم للإيمانبمعجزات بول البعير ، ورضاعة الكبير، وعدم جواز ركوب المرأة الدابة وجلوسها على الكرسي ، دون تدبر أو تفكر ، ضدا على كل ما يفرضه الدين القويم والمنطق السليم ، من وجوب تفكير الإنسان بعقله ، والمشي وراء قلبه ، والتمسك بمبادئه  ، وأن يكون على طبيعته ، و لا يأبه لغيره ، حتى وإن أصبح وحيدا ، وسط جمع يمشي عكس سبيله ، فالوحدة أفضل له من أن يعيش عكس نفسه لارضاء غيره ، ولأن الحياة أقصر من أن يهدرها قلقا على مشاغل الدنيا ، كبيرها وصغيرها  ، وأعظم من أن يقضيها في طلب رضا الاخرين ، وأكبر من أن يمضيها في تقليدهم ، لأنه لا أحد يستحق أن يُتصنع من أجله ،  خاصة هذه النوعية من الشيوخ والدعاة ، الذين كلما زاد تقبل البسطاء لخزعبلاتهم الغبية ، ازداد يقينهم بأنهم أفضل من غيرهم في كل شيء ، وأكثرهم إسلامًا من سواهم ، وأعمق صِلةً بالله جلّ وعلا .

ليس ما سبق فلسفة فلاسفة ، وإنما هي صورة واضحة وجلية لأوضاع القهر الديني والنفسي الذي بخطط له اشر الخلق واصحاب الغايات ممن يدعون تمثيل الله ، ويعملون على الحفاظ عليها والدفاع عن بقائها من اجل شرعنة منطق استغلال الإنسان وبطرق احياناً فيها عدوانية وفيها تصريف لشتى انواع الأمراض والعقد النفسية والاجتماعية من منطلق " البقاء للأقوى وليس للأصلح "..

اوردته في هذه الخاطرة ، حتى نتعلم منه كيف نتعامل مع ما تعلمناه من ديننا وتربيتنا وتجارب حياتنا ، ليس بهدف هدم الدين أو السخرية من رجالاته الأتقياء ، كما يروج الذين يؤمنون بأن "من تمنطق تزندق "، بل بهدف إثرياء الأخلاق ، وإغنياء القناعات ، وتمتين المبادئ ، ونفض غبار الخرافة ومحو التشدد اللذان أصبحا اليوم أساس التحكم في علاقة الناس بربهم  ، وتقويم طرق تواصلهم مع خالقهم ، والتدخل في لباسهم ومظهرهم ، وطريقة تفكيرهم ومعتقداتهم وإهتماماتهم وحتى نواياهم ويفرضون عليهم نوعية من المناسك المزاجية والطقوس المنسباتية ، التي لا صلة لها بالإسلام ، والتي يعتبها المتشددون هي العبادات المثلى لتقرب العبد من ربه ، وليس الرحمة والمحبة التي امر بهما الله سبحانه وتعالى المصحوبةبالتفكر في خلق السماوات والأرض و النظر في كل شيء ، من اختلاف الليل والنهار ، والسماء كيف رُفعت ، والأرض كيف سطحت ، والجبال كيف نصبت ، إلى التدبر في النفس والإبل كيف خُلِقت ومما خُلِقت؟

لقد تهنا في أمرنا كمسلمين ، بين عصبة التكبير التي تقام للتجميع للصلاة طلبا للسلام والسكينة التي يجلبها التكبير في دواخلنا ، وبين الله أكبر التي أصبحت دعوة للقتل والدم والعصبية والطائفية والكراهية ، حتى بات الأمرُ مهزلةً تُضحِكُ العالمَ فينا وتُبكي السماء علينا! .

فإلى متى سكوت النخب المثقفة في الأمة على هذا الوضع الموبوء بالكراهية التي لا تجلب خيرا ولا تنبت حبا ، لا يزيده السكوت إلا قوة وتماديا ، كما قال علي بن أبي طالب : "حين يسكت أهل الحق عن الباطل ، يتوهم أهل الباطل أنهم على حق" ، فيتمادون في إقامة الدنيا على تقصير ثوب الرجال وإطالة لحاهم ،على أنه تقليد للنبي ومن سنته صلى الله عليه وسلم ، بينما السنه في تقليده فيما إنفرد به وتميز  من أمانة وصدق وكرم وشجاعة و حلم وثبات على الحق وحب للعدل وكراهية للظلم ، وكل ما تحلى به صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق التي قال فيها الله سبحانه: "وإنك لعلى خلق عظيم" حيث لم يمتدحه تعالى بلباسه ، ولكن امتدحه بخلقه ، أصل الأسوة ، و أساس التقليد ، و جوهر السنة ..

حميد طولست [email protected] 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف