الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عذراً شبح المستقبل..سنكمل طفولتنا بقلم م.هاني عبد الله العصار

تاريخ النشر : 2016-06-25
عذراً شبح المستقبل..سنكمل طفولتنا بقلم م.هاني عبد الله العصار
عذراً شبح المستقبل..سنكمل طفولتنا

بقلم: م.هاني عبد الله العصار

أتذكر يوم ولادة طفلتي الأولى..كان يوماً اختلطت فيه مشاعري وأحاسيسي لاستقبال هذه المولودة. ها أنا ذا أنتظر رؤية طفلتي الأولى. طفلتي التي رسمت لها صورة في مخيلتي قبل أن أراها..طفلتي التي ملئني الشوق لاحتضانها وتقبيلها. وما هي إلا ساعات حتى أصبحت هذه التخيلات حقيقة. يا الله!..ها أنا أحملها بين يدي..تضاربت المشاعر في داخلي من جديد..فها أنا الآن أصبحت أباً لطفلة. وها أنا أصبحت مسؤولاً عنها وعن مستلزماتها.

في هذه اللحظة، تذكرت والدي..تذكرت الأيام التي كان يعود بها من العمل وهو متعب. لم يخطر ببالي في حينه أن أستفسر أو حتى أفكر فيما يبذله في سبيل توفير حياة رغيدة لي ولبقية أخوتي. اعتقدت في حينه أن الموضوع بديهي ومسلم. وأن الحياة الرغيدة ما هي إلا قرار يتخذه رب الأسرة ولا توجد أي متغيرات تحدد هذا القرار. وكانت الحياة وردية في عيني أنا كطفل. وكنت دائماً أطالب بالمزيد!

ها هي طفلتي تدخل عامها السابع. ومع تقدمها في العمر تتضح لي المتغيرات أكثر وأكثر. بدأت أفهم لماذا كان أبي يعود من العمل متعباً..بدأت أفهم أن التعب لم يكن جسمانياً بحتاً..بدأت أفهم أن التعب كان نتاج تفكيره وقلقه على مستقبلنا..بدأت أفهم ما بذله والدي لي ولأخوتي في سبيل ما وصلنا إليه..بدأت أفهم أن الأمر ليس مجرد قرار..بدأت أفهم أن تربية الأطفال مسؤولية وأمانة قبل كل شيء. وآمنت بأن والدي قد أدى أمانته على أكمل وجه ولا يزال حتى اللحظة يؤديها معتبراً هذا واجبه ورسالته في هذه الحياة.

بدأت أشعر بالخوف، لأن الظروف أقوى مني..بدأت أشعر بالخوف لأني أصبحت أقارن ما قدمه لي والدي بما أقدمه أنا لطفلتي. أحسست أنني قد أظلم طفلتي. أتذكر أن طفلتي قد عاصرت حربين في حياتها القصيرة. طفلة لا يزيد عمرها عن سبعة سنوات تعاصر حربين! أكاد أجزم أنه يوجد عجائز في بعض دول العالم لم يعاصروا حرباً واحداً طوال سنين حياتهم. ولكن هذه ضريبة الحياة في غزة. فلا يحق لأطفالنا أن يعيشوا مثل بقية أطفال العالم. لأنه لا مكان للأطفال في غزة. المكان وبكل بساطة لا يصلح لعيش الأطفال. ليس لأننا لا نحب الأطفال، ولكن لأن المكان قاسي جداً لعيش الأطفال.

حركت في داخلي مشاعر جملة قالتها لي إحدى الزميلات في العمل. قالت لي "من يعلم كيف ستكون أيام أطفالنا في المستقبل!!؟". فعلاً! فالأيام القادمة في غزة حتماً ستكون أصعب. فلا زال شبح الانقسام قائماً ومؤثراً على جميع نواحي الحياة. ولا زالت البطالة بتزايد بدون أي حلول في الأفق. ولازال حلقة وصل القطاع مع العالم الخارجي – أقصد هنا معبر رفح - مغلق طوال العام عدا أيام قلائل يقرر فيها الجانب المصري فتحه وتخفيف الحصار. ولازال القطاع يخرج من أزمة ويدخل في أزمة أخرى. والمستقبل أصبح سوداياً ولا يوجد ضوء في آخر النفق المظلم الذي يسير فيه جميع سكان غزة.

طفلتي...لا أعلم إن كنت سأستطيع أن أؤدي أمانتك كما أداها والدي لي..لا أعلم إن كنت سأوفر لك ما وفره والدي لي..لا أعلم إن كنت ستشكريني في المستقبل وستعتبريني أباً جيداً أم لا. إن الأمر مرهون بما تحمله لنا الأيام. فلا أستطيع إلا أن أوفر الأسباب. ولكني أعدك أننا سنتخطى المحنات سوياً كما علمني والدي..أعدك بأنني سأبذل قصارى جهدي حتى تتذكريني بالخير. ومن يعلم ربما تكون أيامكم أفضل من أيامنا. وربما تحققون ما لم نستطع نحن تحقيقه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف