لـعبة شد الأعصاب
هديل رجب زعيط... ليبيا
لم أنم جيداً ليلة البارحة, كلما أغمضت عيناي, أجد نفسي هناك, في قاعة الامتحان, أقف أمامه كالبلهاء, يسألني سؤالاً, فأنظر له ببلاهة تامة, يُعيد سؤاله, ويرتسم وجهاً أكثر بلاهة من الوجه السابق.
يُعاد المشهد, مرة, فاثنتان, فعشر, وأنا لا أفقه شيئاً, لا أفهم ما يقول, لا أسمع, ولا أجيد الرد, أرتعش كقطة رضيعة, وأنتظر أن يوقظني المنبه, هكذا هي أنا في انتظار نتائج امتحاناتي.
يتوق الطالب لأن ينهى أسوء أيامه, يتوق للحرية, لفعل ما يشاء, للترفيه عن نفسه, ولمعاودة التواصل مع من يحيطون به, ينتظر أن يخربش إجاباته على ورقة الامتحان الأخير, وينسى كثيراً أن الفترة التالية هي الكابوس الحقيقي.
ما بين انتهاء الامتحان الأخير وصدور النتائج, تقبع تلك الفترة, تتمدد وتنبسط وتشدُّ على وتر الأعصاب جيداً, تتآكل دواخل الطالب في انتظار انتهائها, وتُميته قليلاً وتعزِفُ نشازاً حادّاً يقبض الدِماغ.
أُحب أن أتفائل, أتخيل أنني نجحت في القفز عالياً وتجاوز الخط الذي كان سيوقعني, أتخيل أنني نجحت. ولكن سرعان ما تتلاشى تخيلاتي وتتبخر في الهواء مُودِّعه.
أُوسوس أنني تركت العديد من الأوراق فارغة, وصنعت من نفسي أُضحوكة في الامتحانات الشفهية, وطبقت العكس تماماً في الامتحانات العملية, أُوسوس كثيراً فتنمو الأفكار السوداء في دماغي, تتشابك أغصانها وتتشبت في كل خلية, حتى تستعمر دماغي كاملاً.
أفيق بعدها وأستعيذ بالله, أُخبر نفسي أن كل شئ سيكون على ما يرام, أصلي وأدعو الله وأتذكر مقولة الإمام "على بن أبى طالب – رضي الله عنه" (كُل متوقع آتٍ), فأعد نفسي بالأجمل, أعد أنني سأكون بخير, وأنني ربما سأنجح هذه المرة.
هديل رجب زعيط... ليبيا
لم أنم جيداً ليلة البارحة, كلما أغمضت عيناي, أجد نفسي هناك, في قاعة الامتحان, أقف أمامه كالبلهاء, يسألني سؤالاً, فأنظر له ببلاهة تامة, يُعيد سؤاله, ويرتسم وجهاً أكثر بلاهة من الوجه السابق.
يُعاد المشهد, مرة, فاثنتان, فعشر, وأنا لا أفقه شيئاً, لا أفهم ما يقول, لا أسمع, ولا أجيد الرد, أرتعش كقطة رضيعة, وأنتظر أن يوقظني المنبه, هكذا هي أنا في انتظار نتائج امتحاناتي.
يتوق الطالب لأن ينهى أسوء أيامه, يتوق للحرية, لفعل ما يشاء, للترفيه عن نفسه, ولمعاودة التواصل مع من يحيطون به, ينتظر أن يخربش إجاباته على ورقة الامتحان الأخير, وينسى كثيراً أن الفترة التالية هي الكابوس الحقيقي.
ما بين انتهاء الامتحان الأخير وصدور النتائج, تقبع تلك الفترة, تتمدد وتنبسط وتشدُّ على وتر الأعصاب جيداً, تتآكل دواخل الطالب في انتظار انتهائها, وتُميته قليلاً وتعزِفُ نشازاً حادّاً يقبض الدِماغ.
أُحب أن أتفائل, أتخيل أنني نجحت في القفز عالياً وتجاوز الخط الذي كان سيوقعني, أتخيل أنني نجحت. ولكن سرعان ما تتلاشى تخيلاتي وتتبخر في الهواء مُودِّعه.
أُوسوس أنني تركت العديد من الأوراق فارغة, وصنعت من نفسي أُضحوكة في الامتحانات الشفهية, وطبقت العكس تماماً في الامتحانات العملية, أُوسوس كثيراً فتنمو الأفكار السوداء في دماغي, تتشابك أغصانها وتتشبت في كل خلية, حتى تستعمر دماغي كاملاً.
أفيق بعدها وأستعيذ بالله, أُخبر نفسي أن كل شئ سيكون على ما يرام, أصلي وأدعو الله وأتذكر مقولة الإمام "على بن أبى طالب – رضي الله عنه" (كُل متوقع آتٍ), فأعد نفسي بالأجمل, أعد أنني سأكون بخير, وأنني ربما سأنجح هذه المرة.