الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما يختل توازن المصالح الاستعمارية تفقد اسرائيل قدرتها على الردع بقلم : بديع عويس

تاريخ النشر : 2016-06-24
عندما يختل توازن المصالح الاستعمارية تفقد اسرائيل قدرتها على الردع
تقتضي الفطرة البشرية ان تكون مراكز العلم منارات هداية ؛ تبث علوم الدنيا المكتنزة في صفحات التاريخ لخير الشعوب ورقيها وتحضّرها ، ولا تقتضي ان تكون المراكزبؤرا سرطانية ؛ تحكم العالم وتحرك قادة الدول الكبرى ؛ وعلى مدار قرون من الزمن ؛ لتنفيذ سياستها وتحقيق اهدافها الخفية بكل الوسائل ؛ سواء كانت بصناعة القنبلة النووية والقائها على اليابان ، او باغتيال الرئيس الامريكي الأسبق جون كيندي أو بافتعال الحروب والثورات الدامية ، او بتحرير وعد بلفور وتنفيذه ، ثم بصناعة جوقات اعلامية نشطة تواكب الأحداث وتعزف ألحان الفنون الخداعة لحواس السمع والبصر والبصيرة .
خلال مشاركته في منتدى بطرس بيرغ الاقتصادي ؛ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول : ( الغرب دعم الثورات الملونة ، واحداث الربيع العربي ؛ ما ادى الى تفشي الفوضى في الشرق الاوسط ) اشارة الى ان الدولة الكبرى امريكا وحلفاءها من الدول الاوروبية الغربية ؛ هم القادرة على التخطيط لاحداث دامية في مناطق ؛ تتنازع الدول الاستعمارية العالمية للسيطرة عليها .
يستطرد بوتين في اقواله : ( اذا استمرت هذه السياسة المبنية على العمل الأحادي ؛ دون تنسيق الخطوات على الساحة الدولية التي باتت حساسة جدا بالنسبة الى المجتمع الدولي ، فلا مفر من مثل هذه العواقب السلبية ، لكن اذا كنا نصغي الى بعضنا البعض ، ونبحث عن نقطة توازن للمصالح ؛ فلن تكون هناك أية عواقب من هذا القبيل ) .
بوتين رئيس دولة اتحادية ؛ تقف وجها لوجه امام الولايات المتحدة الامريكية ، وفي الوقت ذاته تعرف ان سوريا ساحة حرب يتصارع فوق ارضها كل الطامعين في خيرات ارضها وسمائها ومائها ، فاستباحوا ارضها ؛ واقتحمت روسيا ساحة الصراع من اوسع ابوابها ؛ لفرض حالة من توازن المصالح ، فعززت من قواعدها العسكرية في البر وفي البحر وكثفت من طلعات مقاتلاتها العسكرية في الجو ؛ تضرب في كل اتجاه ، وارهاب رصاصها يعيث فسادا وقتلا في كل مأوى اعتقد المواطنون انه آمن من غدر الطامعين ، ومدفعيتها تدك قرى ومدنا وابرياء .
ليست سوريا وحدها التي تدفع ثمنا باهظا جرّاء تناحر دول العالم الاول والثاني على سلب خيرات العالم ؛ الكثير من بلدان العالم الثالث تندثر انظمتها الحاكمة لانتهاء صلاحيتها في ترجمة ولاء الطاعة الى واقع ملموس ، وغيرها كثير من الدول محكوم عليها بان تعاني حالة انعدام الاستقرار حتى تستقر الحال بعد طول انتظار وترقب على انظمة تلقى مواصفات توازن المصالح . مع طول الانتظار ؛ يباد الملايين من الشيوخ والاطفال والنساء والشبان ، ويشرد شعب هائم على وجهه ؛ يصارع امنياته في الموت خلاصا من عذابات محطات التشرد ، ثم يحظر عليه تحقيق ما تمنى ؛ لا موت ولا حياة حرة كريمة متوفرة تحمي نساءه واطفاله من وحشية تجار البشر بدرجات من الانحطاط تنحدر دون وحشية الحيوانات المفترسة في الغابات والادغال .
بوتين يتغنى بانه يبحث عن عمل جماعي يرضي المجتمع الدولي ولا يقبل بالعمل الغربي الاستعماري الاحادي ، ولا يريد ان يختزل المجتمع الدولي امام الاعلام بمجتمعين توامين روسي وامريكي ؛ اذا توفرت السلامة لكل فرد من المجتمعين ؛ سلم العالم كله من اية عواقب سلبية ، واستقرت المصالح بينهما على قرني شيطان في حالة من التوازن .
بالامس ؛ اقتضى توازن المصالح بين الاتحاد السوفييتي من جهة وامريكا والدول الغربية من جهة اخرى ؛ على طرد شعب فلسطين من وطنه واحلال شتات اليهود من كل انحاء الدنيا بدلا منهم ، واقامة وطن قومي لهم في فلسطين – دولة اسرائيل – ثم اقتضت الضرورة الملحة صناعة الجيش الذي لا يقهر لحمايتها ، وارهاب كل جهة تطالب باعادة الارض الى اصحابها .
حافظت النزعة العسكرية الاسرائيلية على هيبتها ؛ عندما كانت ذات جدوى الى حد ما ، الّا ان تلك العقيدة قد اصطدمت بصمود حركة المقاومة اللبنانية عام 2006 ، ثم فشلت في تحقيق اي انتصار عسكري منذ تلك الحرب المصيرية ، خسرت قدرتها على الردع ؛ ليس على الساحة السياسية فحسب ، وانما على الارض كذلك ، تصدت لها المقاومة الفلسطينية في اكثر من مواجهة عسكرية في الاعوام 2008 ، 2012 ، 2014 على التوالي ، اصبح الجيش الاسرائيلي قادرا على ادامة احتلال لا يمكن الدفاع عنه ، وليس باستطاعته ان يحقق انتصارات عسكرية .
حتى نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يعد باستطاعته أن يوفر بارقة امل حقيقية في طمانة عائلات جنود مفقودين في حرب لبنان على مصير ابنائهم ، فاضطر الى اعتلاء صهوة اسلوب الخداع ؛ للايهام بأن الدبابة التي سلمتها روسيا الى اسرائيل ؛ ستكون لهم ( اثرا من معركة السلطان يعقوب ، بامكانهم زيارته في اسرائيل ولمسه ولمس ذكرى ابنائهم ) لكن خبير دبابات اسرائيلي ميخائيل ماس اكد ان الدبابة ليست هي الدبابة التي تواجد فيها الجنود الثلاثة المفقودون .
عندما تعرض قيادة المنطقة الشمالية بعض استعداداتها وجاهزيتها لحرب ثالثة تستهدف فيها لبنان ، مع ما تعنيه الحرب بان اياما صعبة جدا سيواجهها الاسرائيليون ، ولا تعني بالمطلق احراز انتصار عسكري ، فان عرض استعداداتها لا يخرج عن كونه استعراضا اعلاميا ؛ يهدف الى بث الروح المعنوية في الأوساط الاسرائيلية .
كل ما تبقى في جعبة اسرائيل من ادوات فعالة ذات اثر الى حد ما لا يخرج عن كونه تجديدا لعقيدة استعمارية ( فرّق تسد ) ادواتها تكمن في بث روح الفرقة والتناحر بين مكونات الشعب الفلسطيني بالمرتبة الاولى ، وعلى درجات من الاستهداف ؛ ترتبط بتغير مواقع الشتات الفلسطيني الجغرافي ، ثم استهداف الامتداد العربي والاسلامي .
أما ان تعود قدرة اسرائيل على الردع ، فذلك مرهون بمدى نجاح القوى الاستعمارية العالمية على توفير توازن المصالح بينها ؛
والتوافق على اعتمادها اداة استعمارية ضاربة في الخطوط المتقدمة ، عندما تقتضي مصلحة روسيا التخلي عن الوقوف الى جانب
ايران وحزب الله ، وتطابق المصالح الروسية والامركية ؛ يكون لقدرة الردع الاسرائيلية شأن آخر .
...........................................................................
بقلم : بديع عويس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف