الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مَدْرَسَةُ مُحَمَّدٍ-صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّمَ بقلم:محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

تاريخ النشر : 2016-06-24
مَدْرَسَةُ مُحَمَّدٍ-صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّمَ بقلم:محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه
محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر الحب النبوي في.. مَدْرَسَةُ مُحَمَّدٍ-صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّمَ- قِصَّةٌ00قَصِيرَةْ

كَانَ يَا مَا كَانَ فِي دُنْيَا الْإِنْسَانِ فَتىً مِنَ الْفِتْـيَانِ ، عَالِيَ الْهِمَّةِ ، قَوِيَّ الْـبُـنْـيَانِ ، فَطَرَهُ خَالِقُ الْأَكْوَانِ عَلَى حُبِّ الْمُصْطَفَى -صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّمَ- مِنْ هَذَا الْحُبِّ الْجَمِيلِ اسْـتَـقَـى حُـبَّهُ لِلْإِنْسِ وَالْجَانِّ وَالطَّيْرِ وَالْحَيَوَانِ وَجَمِيعِ الْـبُـلْدَانِ وَالصَّحَرَاءِ وَالْجِبَالِ وَالْوِدْيَانِ ، تَعَـلَّمَ السِّـبَاحَةً وَالرِّمَايَةَ وَرُكُوبَ الْخَيْلِ فَأَصْبَحَ فَارِسَ الْفُرْسَانِ وَكَانَ هَذَا الْفَـتَى اسْمُهُ عُثْمَانْ ، تَعَـلَّمَ عُـثْمَانُ فِي مَدْرَسَةِ الْحَـيَاةِ وَكَانَ رَامِياً جَيِّداً تَعَلَّمَ الضَّرْبَ بِجَمِيعِ الْأَسْلِحَةِ بِفَضْلِ الْخَالِقِ الْمَنَّانِ ، كَمَا تَعَلَّمَ الصِّفَاتِ الْجَمِيلَةَ فِي مَدْرَسَةِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانَ صَـلُّوا عَلَيْهِ وَسَـلِّمُوا تَسْـلَمُوا وَتَـنْجَحُوا وَتَـفْـرَحُوا وَتَـتَـفَـوَّقُوا وَتَغْـنَمُوا يَا أَعَزَّ الْوِلْدَانِ ، تَعَلَّمَ عُثْمَانُ الصِّدْقَ وَالْأَمَانَةَ وَالتَّبْلِيغَ وَ الْفَطَانَةَ وَالنَّجْدَةَ وَالْمُرُوءَةَ وَ الشَّهَامَةَ وَإِغَاثَةَ الْمَلْهُوفِ وَإِعَانَةَ الضَّعِيفِ ، كَمَا، تَعَلَّمَ السِّيَاحَةَ فِي الْبُلْدَانِ ، فَكَانَ يُعَلِّمُ وَيُفَقِّهُ مَنْ جَهِلَ شَرِيعَةَ الْوَاحِدِ الدَّيَّانِ بِذَكَاءِ قَلْبٍ وَأَنْوَارِ وُجْدَانٍ ، فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رِجَالٌ كَثِيرٌ وَنِسَاءٌ وَوِلْدَانٌ ، ذَاتَ يَوْمٍ قَامَ عُثْمَانُ ، صَلَّى الْفَجْرَ فِي جمَاَعَةٍ وَهُوَ لِصَلاَةِ الْفَجْرِ مُحِبٌّ كَالْعَاشِقِ الْوَلْهَانِ وَبَعْدَ أَنِ انْتَهَى مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ ، سَلَّمَ عَلَى إِخْوَانِه مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا سَلَّمَ عَلَى الْمُؤَذِّنِ فَحَيَّاهُ بِحُبٍّ وَ حَنَانٍ ، وَ سَلَّمَ عَلَى إِمَامِ الْمَسْجِدِ فَرَحَّبَ بِهِ فِي أَشْرَفِ مَكَانٍ وَسَأَلَهُ :هَلْ تَحْفَظُ الْقُرْآنَ؟! فَقَالَ :عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ بِحُبٍّ وَ إِيمَانٍ فَمَنْ عَلِمَ عِلْمَهُ سَبَقَ ، وَمَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، كَمَا أَخْبَرَنَا مُحَمَدٌّ رَسُولُ اللَّهِ الْإِنْسَانُ ، فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً يَا عُثْمَانُ فَأَنْتَ وَلَدٌ ( نَبْهَانٌ نَبْغَانٌ),وَ بَعْدَ أَنْ خَرَجَ عُثْمَانُ مِنْ بَيْتِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ وَهُوَ مُطْمَئِنُّ الْجَنَانِ ، وَ كَانَ فِي أَوْجِ نَشَاطِهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى فَرَاغِ أَوْقَاتِهِ ، وَأَخَذَ بُنْدُقِيَّـتَـهُ الْآلِيَّةَ وَانْطَلَقَ فِي الْغَابَاتِ بَيْنَ الْأَدْغَالِ عَلَى فَرَسِهِ شُجَاعاً كَرِئْبَالٍ ، قَاصِداً أَنْ يَصْطَادَ الْغِزْلاَنَ لِيَأْكُلَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ وَيُدْخِلَ الْبَاقِي فِي الثَّلاَّجَةِ فَالدُّنْيَا لَيْسَ لَهَا أَمَانٌ ، وَرُبَّمَا جَاءَهُ بَعْضُ الضِّيفَانِ ، أَوْ وَصَلَ إِلَى عِلْمِهِ فَقِيرٌ وَمُحْتَاجٌ ( وَغَلْبَانٌ) فَسُبْحَانَ مَنْ يَرْزُقُ الْجَمِيعَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي قَلْبِ الصَّخْرَةِ الْقَسْيَانِ) فَوَحِّدُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْفَتَيَاتُ وَالْفِتْيَانُ ، مَنْ لَهُ الْمَجْدُ وَالْعِزَّةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالسُّلْطَانُ ، اِنْطَلَقَ الْفَتَى عُثْمَانُ ، وَهُوَ يُسَبِّحُ رَبَّ الْأَكْوَانِ ، فِي الْغَابَةِ يَبْحَثُ عَنْ صَيْدٍ يَبِيعُهُ بِأَغْلَى الْأَثْمَانِ ،وَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى هَذَا الْحَالِ ، وَ الْفَرَسُ يَعْدُو فِي قَلْبِ الْغَابَةِ بِفَارِسِ الْفُرْسَانْ ، إِذَا بِفَتَاةٍ تَغَارُ مِنْهَا الْأَقْمَارُ ، وَفِي جَمَا لِهَا الْأَفْئِدَةُ وَ الْأَلْبَابُ تَحْتَارُ ، وَهِي بِلاَ شَكٍّ مَحَطُّ الْأَنْظَارِ ، فَسُبْحَانَ مَنْ خَلَقَهَا إِلَهٌ وَاحِدٌ عَزِيزٌ غَفَّارٌ، فَشَدَّتْ فُؤَادَهُ ، وَأَوْقَفَ فَرَسَهُ بَعْدَ أَنْ كَانَ سَائِراً بِلاَ هَوَادَةٍ ، وَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ وَقَالَ: يَا عُثْمَانُ ، أَتَرَى الْجَمَالَ وَالسِّحْرَ فِي الْأَبْدَانِ ، هَذِهِ فُرْصَتُكَ فَأَنْتَ وَلَدٌ (هَفْتَانٌ) ، خُذْهَا فَهِيَ عَرُوسُكَ بِدُونِ مَهْرٍ وَلاَ عَقْدٍ وَلاَ غَوَايِشَ وَلاَ (حِلْقَانٍ) فَأَنْتَ لاَ تَحْتَكِمُ حَتَّى عَلَى مِلِّيمٍ أَوْ دِرْهَمٍ ذِي شَانٍ ، خُذْهَا وَ أَنْتَ الْفَائِزُ (الْكَسْبَانُ) ، وَ أَخَذَ الشَّيْطَانُ يَتَوَدَّدُ إِلَى عُثْمَانَ ، لِيُحَقِّقَ غَرَضَهُ الدَّنِيءَ ذَاكَ الْجَبَانُ ، وَلَمْ يُعْطِ عُثْمَانَ فُرْصَةً لِرَدٍّ أَوْ تَفْكِيرٍ ، بَلْ أَخَذَ يُلِحُّ عَلَيْهِ كَالْوَلْهَانِ, وَ لَكِنَّ عُثْمَانَ تَذَكَّرَ الْوَاحِدَ الْمَنَّانَ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ : خَسِئْتَ أَيُّهَا الْوَغْدُ الدَّنِيءُ يَا شَبِيهَ الْجُرْذَانِ، يَا عَفِنٌ فِي أَصْلِكَ وَشَكْلِكَ ، بُؤْتَ بِالْخِذْلاَنِ ، عَصَيْتَ رَبَّ الْعَرْشِ وَ تُرِيدُنِي أَنْ أَبُوأَ مِثْلَكَ بِالْخُسْرَانِ ؟، اِنْصَرِفْ يَا أَحْمَقُ يَا خَفِيفَ الْأَوْزَانِ ، فَسَوْفَ تُعَذَّبُ فِي الْآخِرَةِ بِالنِّيرَانِ ، كَمَا عُذِّبْتَ فِي الدُّنْـيَا بِسَبَبِ الْعِصْـيَانِ ، فَانْصَرِفَ الشَّـيْطَانُ مَخْذُولاً ، وَ لَمْ يَجِدْ لِغِوَايَةِ عُثْمَانَ سَبِيلاً ، وَنَزَلَ الْفَـتَى عُـثْـمَانُ مِنْ عَـلَى ظَهْرِ الْحِصَانِ, وَأَلْقَى السَّلاَمَ عَلَى الصَّبِيَّةِ ، فَرَدَّتْ عَلَيْهِ التَّحِيَّةَ وَهِىَ خَائِفَةٌ مِنْ سُوءِ النِّـيَّةِ ، وَ تَذَكَّرَ عُثْمَانُ مَا تَعَلَّمَهُ فِي مَدْرَسَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مِنَ الْأَمَانَةِ ، فَـأَبَى قَـلْـبُـهُ الْخِيَانَةَ ، وَ قَالَ فِي نَفْسِهِ : أُعَاهِدُكَ يَا خَالِقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِينَ ، يَا مَنْ جَعَلْتَ لَنَا الشَّرِيعَةَ وَالدِّينَ ، أَنْ أَصُونَ الْأَمَانَةَ ، وَ أَكُونَ مَثَلاً عَالِياً وَخَلاَّقاً فِي هَذِهِ الدِّيَانَةِ ، وَقَالَ لِلْفَتَاةِ : ارْكَبِي وَرَائِي فَوَ اللَّهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَأَنْطَلِقَنَّ بِكِ كَالْفِدَائِيِّ وَأَنْتِ مَا عَلَيْكِ إِلاَّ أَنْ تُشِيرِي إِلَى الطَّرِيقِ ، وَ أَنَا أَعْدُو بِفَرَسِي يَرْعَانَا رَبُّ السَّمَاءِ ، وَ بِإِذْنِ اللَّهِ لَنْ يَمَسَّكِ أَحَدٌ بِإِيذَاءٍ وَانْطَلَقَ الْحِصَانُ بِالْفَتَاةِ وَعُثْمَانَ وَهُوَ فَرْحَانٌ لِأَنَّهُ رَأَى فِي عُثْمَانَ مَا عَهِدَهُ فِيهِ مِنْ أَمَانَةٍ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ رَبِّ الْأَكْوَانِ ، وَ بَـيْـنَمَا هُمَا عَلَى هَذَا الْحَالِ إِذْ بَرَزَ فَجْأَةً عَلَى الطَّرِيقِ رَجُلٌ سَيِّئُ الْخُلُقِ ضَخْمُ الْجُـثَّةِ فِي قُوَّةِ مِائَةٍ مِنَ الْـفُـرْسَانِ وَاسْـتَـوْقَفَ عُـثْـمَانَ فَـوَقَفَ ، وَ أَعْجَبَتْهُ الْفَـتَاةُ الْجَمِيلَـةُ فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا لِنَفْسِهِ وَ قَالَ لِعُـثْمَانَ : أَعْطِـنِي تِلْكَ الْفَتَاةَ وَإِلاَّ قَطَّعْـتُكَ إِرَباً إِرَباً ، وَرَمَـيْـتُكَ لِلْوُحُوشِ ،وَلاَ أَحَدٌ عَـنْكَ (يَحُوشُ) ، فَقَالَ عُـثْمَانُ : لاَ وَاللَّهِ الَّذِي خَـلَقَ الْإِنْسَ وَالْجَانَّ وَالْقُرُوشَ وَالْوُحُوشَ لَنْ أُسَـلِّـمَهَا لَكَ فَهِيَ أَمَانَةٌ ، وَالْحِفَاظُ عَـلَـيْهَا فِي قَـلْبِي مَـنْـقُوشٌ فَـنَظَـرَ إِلَـيْهِ الْوَغْدُ وَهُوَ مَدْ هُوشٌ ، وَأَدْرَكَ عُثْمَانُ بِذَكَاءِ الْجَـنَانِ أَنَّ الْوَغْدَ لَنْ يَـتْـرُكَ الْفَـتَاةَ كَشَـأْنِ كُلِّ الطُّغَاةِ ، فَصَوَّبَ بُـنْدُقِيَّـتَـهُ إِلَى صَدْرِهِ ، وَ أ وْصَـلَـهُ سَرِيعاً إِلَى قَـبْرِهِ ، وَ انْطَـلَقَ بِالْحِصَانِ وَ الْفَـتَاةُ تُشِيرُ إِلَـيْهِ أَنْ يَتَّجِهَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي تُرِيدُهُ حَـتَّى وَصَلاَ لِبُقْعَةٍ كَأَنَّهَا فِي قَـلْبِ الْجِنَانِ ، وَ أَشَارَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَتَوَقَّفَ ، فَإِذَا بِقَصْرٍ فِي مُـنْـتَهَى (الْأُبَّهَةِ) وَكَانَ وَالِدُهَا لَهُ سَطْوَةٌ وَ (عَـنْجَهِيَّـةٌ) فَحَكَتْ لَهُ عَنْ أَمَانَةِ عُـثْمَانَ , فَـتَى الْفِتْـيَانِ وَ فَارِسِ الْفُرْسَانِ ، فَسَألَهُ إِنْ كَانَ مِنْ أَوْلاَدِ الْأُمَرَاءِ وَالْمُلُوكِ ، فَأَجَابَ بِالنَّفْيِ وَاكْتَفَى ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : يُعْجِبُنِي صِدْقُكَ وَرَحَّبَ بِهِ وَاحْـتَفَى وَ قَالَ : يَا فَـتَى صِدْقُكَ أَدْخَلَكَ فِي زُمْرَةِ النَّاجِينَ ، فَكَمْ قَطَّعْتُ مِنْ رِقَابِ أُنَاسٍ كَاذِبِينَ, بِغَطْرَسَتِهِمْ وَ كِبْرِهِمْ مُعْجَبِينَ ، فَفِي أَيِّ مَدْرَسَةٍ تَعَـلَّمْتَ ؟! وَ عَلَى يَدِ أَيِّ أُسْتَاذٍ عَظِيمٍ تَـتَلْمَذْتَ ؟! فَقَالَ: أَنَا الْفَـتَى عُـثْمَانُ, تَعَلَّمْتُ فِي مَدْرَسَةِ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانَ, وَرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجَانِّ وَهُوَ قُدْوَتِي وَ مُعَلِّمِي الْأَوَّلُ ، فَقَالَ الْمَلِكُ : صَدَقْتَ يَا فَتَى ، إِلَى مَتَى أَنَا مُعْجَبٌ بِكَ إِلَى مَتَى ؟! أَنْتَ فَارِسٌ هُمَامٌ ، فَهَلْ تَقْـبَلُ اسْتِضَافَتِي ؟! وَ هَلْ تَرْضَى أَنْ أُزَوِّجَكَ ابْـنَتِي؟! فَقَالَ : يَا سَيِّدِي إِنَّهُ لَشَـرَفٌ عَظِيمٌ ، وَلَكِنَّنِي فَتىً فَقِيرٌ إِلَى اللَّهِ ، أَسْتَمِدُّ مِنْهُ الْعِزَّةَ وَالشَّرَفَ وَالْجَاهَ ، فَقَالَ الْمَلِكُ: هَذَا مَا أَعْجَـبَنِي فِيكَ ، وَلاَ أَدْرِى بِأَيِّ وَسِيلَةٍ أُرْضِيكَ ، فَأَمَانَــتُكَ وَصِدْقُكَ تَكْفِيكَ ، وَ أَنْتَ مِنَ الْآنَ وَلِيُّ الْعَهْدِ ، وَ سَيَهِلُّ عَـلَـيْـنَا مِنْ وَجْهِكَ الْفَرَحُ وَ السَّعْدُ ، وَ مُكَافَـأَتُكَ مِائَةُ قِنْطَارٍ مِنَ الذَّهَبِ ، فَأَخَذَهَا عُثْمَانُ بِمُـنْـتَهَى الْأَدَبِ ، وَ دَفَعَ مِنْهَا مَهْـرَ الْأَمِيرَةِ ذَاتَ الْحَسَبِ وَالنَّسَبِ 0
***

محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف