الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فـواصـل درامـيــة بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-06-24
فـواصـل درامـيــة بقلم:حسن زايد
  فـواصـل درامـيــة

بـقــلـم / حــســـن زايـــــــــد

العمل الدرامي ـ سواء كان إذاعي أو تلفزيوني أو سينمائي ـ يستهدف تحقيق غايتين لا أكثر للمتلقي  : الأول ـ المتعة ، والثاني ـ توصيل رسالة ما . والمتلقي هو علة وجود العمل الإبداعي ، والحافز علي الإبداع ، والجائزة الكبري للمبدع . فالإبداع سواء كتابة ـ قصة أو سيناريو ـ أو إخراجاً ، أو تمثيلاً ، أو إنتاجاً يستهدف في النهاية المتلقي ، وهو حين يمارس إبداعه ، إنما يكون في باله المتلقي . ينظر إلي عمله بعين المتلقي ، ويحس بأحاسيسه ، ويشعر بمشاعره ، ويدرك بإدراكه ، ويعيش وجدانياته ، إنه حالة من حالات التوحد الصوفي مع المتلقي ، وعلي قدرهذا التوحد ومساحته يكون الإبداع . أنا لست ناقداً فنياً ، ولا أديباً ، ولا كاتب سيناريو ، ولا أجيد أي من هذه الأمور . ولكني صاحب تجربة في مجال الكتابة الإبداعية ، لي تجارب في القصة القصيرة أو الأقصوصة . وكانت تستغرقني بعض المشاهد عند كتابتها إلي حد البكاء والنحيب . وكنت أقرأ ردود أفعال بعض القراء في تعليقاتهم علي العمل . ومعظمها يجمع أصحابها علي أنها أبكتهم . ومن هنا أستمد مقياسي في الحكم علي العمل . وأذكر كلمة للشيخ الغزالي يصف فيها أحد خطباء المساجد المفوهين ، بقوله : " لخطبته من صفات ليل الشتاء ثلاث : الطول ، والبرودة ، والظلمة ". وقد سبقه الحسن البصري في قوله لأحد الخطباء بعد أن استمع لخطبته : " يا هذا إما في قلبك شيء ، أو في قلبي شيء " . وفي الحالتين الرسالة لم تصل ، ولم تتحقق المتعة ، وفقدان التوحد بين المبدع ، والمُبدَع له أو المتلقي . وقد كانت الأعمال الدرامية في السابق  تعتمد علي الأعمال الإبداعية لأدباء مصر . من أمثال نجيب محفوظ ، وإحسان عبد القدوس ، وعبد الرحمن الشرقاوي ، ومحمد عبد الحليم عبد الله ، ويوسف إدريس ، وغيرهم . وكانت هذه الأعمال هي الأساس الذي يستند إليه كاتب السيناريو في بناء الحبكة الدرامية . ولذلك كان العمل يتمتع بقدر هائل من التماسك بين كافة عناصره ، محققاً المتعة للمشاهد ، وفي ذات الوقت توصيل الرسالة المقصودة ، إلي المرسل إليه علي نحو غير مباشر . وقد كان ذلك يتطلب من كاتب السيناريو ، أن يكون قادراً علي قراءة العمل الأدبي ، واستبطان معانيه ، ومقاصده ، حتي يتسني له تصوير شخصياته علي نحو دقيق ، يعطيها عمقها وأبعادها ، من خلال اللغة الحوارية التي يعتمد عليها . وإضافة الشخصيات الضرورية التي تخدم العمل وتضيف إليه ، دون تزيد . مع ربط الأحداث الرئيسة التي تمثل الخط الدرامي ، والأحداث الفرعية التي تخدم عليه في ضفيرة واحدة ممتدة ، متدفقة في إتجاه التصعيد نحو الذروة الدرامية ، وفك العقدة . ومن هنا عاشت هذه الأعمال في الوجدان الشعبي إلي الآن رغم مرور كل هذه العقود . أما الأعمال الدرامية الحالية ، فمعظمها لا يرقي لمستوي العمل الدرامي من حيث التأثير الإيجابي في المتلقي ، متعة ورسالة ، وإن كان لها من تأثيرفهو تأثير تدميري مخرب للنفوس وللعقول . فهي لا تعتمد علي قصص أدبية لأدباء لديهم القدرة والموهبة علي قراءة مفردات المجتمع ، وإعادة صياغتها من جديد في شكل إبداعي مترابط . وإنما تعتمد علي نظام ورش العمل بين عدد من كتاب السيناريو ، يجلسون معاً ، ليغلزلوا خيوط العمل ، وينسجوا قماشته ، التي سيعملون عليها . وهو نظام جيد إلا أنه غير مسبوق بعوامل أخري لازمة للعملية الإبداعية في هذا المجال . ولذا فإن الأعمال المعروضة قد جري استهلاكها منذ زمن ، ويتعين تجاوزها . فمعظم الأعمال الدرامية تدور حول محاور المخدرات والعنف والجنس والجريمة والفساد ، والخلل النفسي ، والجنون . وكأن المجتمع المصري قد خلا من أي نقطة مضيئة في أي ناحية من نواحي الحياة ، وكأنه ـ كذلك ـ لا مجال للإبداع وجذب الجماهير ، إلا في مثل هذه القضايا المستهلكة . وليت هذه الأعمال تعالج مثل هذه القضايا معالجة درامية مبدعة تمثل إضافة في الرسائل غير المباشرة للمجتمع ، وتحقق له المتعة في آن معاً . هذا فضلاً عن الإلتجاء إلي مصطلحات الشارع ومفرداته ، والعمل علي بروزتها ، وإبرازها ، والإعلاء من شأنها ، وتكرار تيمتها علي نحو متواتر ، حتي تجدها اللغة السائدة في المجتمع . والميل المسهب نحو مهاجمة القيم النبيلة ، والنيل منها ، والتحقير من شأنها ، والحط من قدرها ، والتهوين من مردودها ، بما يمثل تحريضاً صريحاً علي هجرها ، والنأي عنها . وأصبحت لغة الشتائم والسباب بأقذع الألفاظ ، والإيحاءات الجنسية ، هي اللغة المعتمدة لدي كتاب السيناريو ، بدعوي أن الفن مرآة الواقع . ثم نأتي إلي موقف الدراما المصرية من مسألة الإعلانات . فقد كانت الفواصل الإعلانية تحتل مساحة محدودة من مساحة الحلقة أو الفيلم ، بما لا يؤثر علي سلامة المتابعة والتمتع بالمشاهدة . أما اليوم فقد تحولت الدراما التلفزيونية إلي فواصل درامية داخل المساحة الإعلانية المفتوحة ، وكأني بالمشاهد قد جلس لمشاهدة الإعلانات ، ليس لأنها أفضل حالاً من الدراما ، ولكن جبراً وقهراً ، حتي تري مقطع أو مقطعين من مشاهد العمل الدرامي . وهذا الأمر يحرمه من متابعة العمل الدرامي ، فضلاً عن الإستمتاع به . والطريف أن هناك من يطالب الرئيس السيسي بالتدخل ، ويناشده ، ويشتد في مناشدته ، علي وقف هذه المهزلة الإعلامية / الإعلانية ، احتراماً لقيم الشهر الفضيل ، وحفاظاً علي النشء من السموم المبثوثة من خلال الآلة الإعلامية . والواقع أن الأمر ليس بيد الرئيس ، في ظل نظام الإقتصاد الحر ، حيث لا دور للدولة في توجيه القطاع الخاص ،الذي باتت تحكمه قيم الإنتهازية والسطو المسلح علي عقول وقلوب البشر . حتي تلفزيون الدولة أصبح عاجزاً عن مواكبة التغييرات المتلاحقة السريعة في مجال الإعلام ، ومن ثم العجز عن المنافسة المتكافئة مع إعلام القطاع الخاص الذي يستهدف الربح ، ولا شيء غيره . ولا مخرج إلا بوجود البديل لدي الدولة الذي يكسر هذه الاحتكارات لإيقاف العبث بالعقول ومنظومات القيم الإجتماعية والدينية الحاكمة .

حــســـن زايــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف