الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رابطة النازحين والمهجرين الفلسطينيين. الفكرة والتأسيس النشأة والمسيرة بقلم : حسن حسين الوالي

تاريخ النشر : 2016-06-24
بقلم : حسن حسين الوالي - غزة فلسطين

أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تموز 2014على مدار51 يوماً إلا نزوح أكثر من 500 ألف فلسطيني وبعد توقف الأعمال العدائية لقوات الإحتلا تمكنت أعداد كبيرة من هؤلاء النازحين من العودة لبيوتهم التي تركوها بالقوة تحت التهديد المباشر بالموت ، في حين أنه بقي ما يزيد عن 120 ألف نسمة لم يتمكنوا من العودة لبيوتهم بسبب تدميرها تدمير كلي أو جزئي أو تدميراً بليغاً وغير صالح للسكن.
ومنذ البدايات كان من الواضح بأن قضية النازحين لم تقابل بالدرجة المطلوبة من القبول الذي يتناسب وأبعادها الإنسانية والوطنية لدى المجتمع بمكوناته ، بل ظهرت بعض المواقف السلبية تجاهها من قبل مكونات هذا المجتمع على صعيد السلوك العام أو الأولويات والمسؤوليات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية.
لقد استوعب عدد من المبادرين من نشطاء المجتمع المدني مع قيادات طبيعية بالأساس من بين النازحين هذا المشهد بخطورته وضخامة حجمه وأبعاده المستقبلية حيث قاموا بالتواصل والتشاور على مدار 4 شهور توصلوا بعدها لضرورة تشكيل جسم هيكلي يمثل النازحين من جميع المناطق الـــ28 التي شهدت دماراً ونزوحاً بقطاع غزة؛ حيث قاموا بتشكيل "رابطة النازحين والمهجرين الفلسطينيين" والتي جاء تأسيسها بعد جهود حثيثة من قبل مركز دراسات المجتمع المدني (سيفيتاس) بالتعاون مع القيادات الطبيعية للنازحين والمهجرين حيث كان لسيفيتاس دور رئيسي في تشكيل هذه الرابطة كي تكون إطاراً قانونياً وشرعياً لهم. حيث تُعنى الرابطة بجميع شؤون المُهجرين في كافة أماكن تواجدهم وتسعى لتأمين عودتهم إلى مناطقهم وقراهم التي هجروا منها كما تسعى لتحسين أوضاعهم من النواحي الاجتماعية والاقتصادية كافة عبر المناصرة بالأساس لقضاياهم ومشاكلهم وهمومهم.
نموذج فريد في الفضاء العام الفلسطيني :
. قدمت الرابطة نموذجاً فريداً في الفضاء العام الفلسطيني حيث أن لطبيعتها التكوينية من شخصيات إجتماعية لها أوزانها في المجتمع وذوي قدرات عالية في مجالات مختلفة وضمن خلفيات ثقافية وسياسية متنوعة، حيث اجتمعوا جميعاً بفروقاتهم الفردية على الصعيد الشخصي أو الاتجاهات والمواقف أو القدرات والإمكانيات ليشكل الجميع محصلة من القوى تصب في التيار العام لها ، المنطلق من رؤيتها ورسالتها والتحرك لتحقيق أهدافها. وهذا الأمر لم يتم بشكلٍ عشوائي وبلا تخطيط؛ بل كان مقترناً بخطة وضعتها الرابطة ومركز دراسات المجتمع المدني "الجهة الراعية والحاضنة" حيث تضمنت الخطة جوانب عديدة منها ما ركَّز على جانب بناء القدرات التنظيمية للرابطة، ومنها ما ركز بناء الجانب التوعوي والمفاهيمي للرابطة حول دورها ومهمتها ووظيفتها ورسالتها بالإضافة للتدريب المهاري والسلوكي على مفاهيم تحويل الصراع والتفاوض والتخطيط الإستراتيجي ومهارات المدافعة والمناصرة. وقد كان يهدف التدريب والتوجيه إلى الوصول لحالة من التكامل بين كافة الفروق والاختلافات الفردية لجميع أعضاء الرابطة بهدف بناء جسم قوي ومتماسك ويمتلك هوية موحدة ويعمل على تحقيق أهدافها.
تيار عام ثابت وتطوير متواصل ضمن توازن دقيق :
وقد مضى هذا التيار العام باتجاه أهدافه بقوة حيناً وبفتور حيناً آخر ، يحقق منجزاً هنا أو لم يوفق في عملٍ هناك ، ولكنه ظل محافظاً على الإطار العام له بخصوص المنطلقات القيمية كمبادرة مستندة على معايير حقوق الإنسان تسعى لتحقيق أهدافها بقوة وبسلام وباستمرارية.
فقد قامت الرابطة بشكلٍ دائم بوضع بدائل وحلول تضمن التخفيف من التأثيرات السلبية و الحفاظ على التيار العام لها ، فعلى سبيل المثال:
- عملت الرابطة على تحقيق التوازن بين المرونة والثبات بالنسبة لعضويتها حيث جعلت العضوية حقاً لجميع النازحين ولكن المشاركة في اجتماعات مجلسها التأسيسي يأتي بموافقة أعضاء المجلس ، وهذا الأمر هو الذي سمح بعملية تجديد وضخ دماء جديدة فيها مع الحفاظ على ثبات تيارها العام.
- لجأت الرابطة إلى نظام أشبه بالنظام الإداري المباشر وذلك بعقد اجتماع أسبوعي لمجلسها الذي توضع على جدول أعماله كافة القضايا المتعلقة بها وبالأنشطة المختلفة ، حيث يأخذ المجلس بها قراراته التي يكلف بها أعضاء من الرابطة للقيام بتنفيذها .
- عززت الرابطة أنشطتها في تحقيق التواصل الميداني مع جمهور النازحين و فتح قنوات عديدة للتواصل مثل عقد الاجتماعات الميدانية معهم وجلسات الاستماع والحوارات الإذاعية ونظام الشكاوى وخلافه ...
- وقد حققت الرابطة بواسطة الباحثين الميدانيين من أبناء النازحين تواصلاً مع النازحين على الصعيد الموضوعي والوقوف على مشاكلهم وقضاياهم أو على صعيد الحصر المعلوماتي.
- وظفت الرابطة ما يتوفر لديها من وسائل تكنولوجية في رفع كفاءة العمليات الإدارية مثل رسائل الـSMS ومواقع الإعلام الاجتماعي والاتصالات الخلوية.
هذا ومع بداية مايو 2016م وزعت الرابطة أعضاء مجلسها البالغ عددهم 28 عضو/ة على 5 لجان مكلفة بأداء مهام في المجالات المختلفة حسب تخصص كل لجنة وهذه اللجان هذه:
اللجنة القانونية ، لجنة التنظيم والإدارة ، لجنة الشكاوي ، لجنة الاتصال والمناصرة،لجنة المتابعة مع الجهات ذات العلاقة
وقد كلفت الرابطة عضواً من أعضاء الرابطة بمهمة التنسيق العام بين هذه اللجان لضمان التناغم في أدائها والتزامها بالتيار العام للرابطة على صعيد الرؤية والرسالة والأهداف.
كما قامت الرابطة بتعزيز هذا التشكيل بنظام لتلقي الشكاوي عبر الإنترنت يقوم من خلاله النازحون بتعبئة نموذج للشكوى وشرح المشكلة عبر الإنترنت ، ومن ثم تقوم الرابطة بدورها بمتابعة هذه الشكوى من خلال لجانها المختصة وحسب طبيعتها.
وقد تبنت رابطة النازحين ثلاثة استراتيجيات للعمل مع أصحاب الواجب تمحورت في: تحليل السياسات ، حوار السياسات ، والمناصرة وذلك عبر فتح قنوات اتصال وتواصل مع المسئولين وصناع القرار والقائمين على عملية إعادة الإعمار بهدف ضمان تحقيق مطالب النازحين وحقوقهم معتمدين على توعية النازحين بحقوقهم من الجوانب القانونية وتقديم الدعم والإسناد القانوني لهم ومن ثم تأهيلهم وإكسابهم القدرة على التعبير عن معاناتهم والمطالبة بحقوقهم على المستوى المحلي والوطني ، من خلال حوار السياسات الذي يسهم بشكل فعال ومؤثر في تشكيل أجندة أصحاب الواجب بالشكل والكيفية التي تضمن لهم حقوقهم بالصورة التي يرتضونها.
الرابطة إطار ومنبر عام للنازجين :
وبشكل تدريجي وتراكمي باتت تتبلور الرابطة كإطار ُقدر له أن يقود جهود المناصرة والمدافعة عن حقوق النازحين كمنبر عام للنازحين يعبر عن مطالبهم ويسعى لتوحيد الجهود نحو تحقيق حقوقهم العادلة والمشروعة من خلال العمل المدني السلمي اللاعنفي ؛ الأمر الذي انعكس عليها هي أيضا بحكم الواقع الذي تعايشه منظمات المجتمع المدني الفلسطيني عموماً ، وتلك المنظمات التي تعمل في مجال المناصرة والمدافعة على وجه الخصوص ، لاسيما وأنها تعمل على محاورة العديد من أصحاب الواجب المحليين والوطنيين (على المستوى الوطني ) ، بالإضافة لمتابعة تطورات آلية عمل روبرت سري ، والمانحين الدوليين من منظمات أممية ، دولية ، وهيئات و ممثليات رسمية للدول المانحة سواء العربية أو الأجنبية.كما أنه بات من الواضح بأن الرابطة تأخذ مساحة أكبر من مشروع أو حتى مبادرة وهو أمر لا يمكن تجاهله وبالتالي فإن الفروض والأسس العملية والفنية والإدارية القائمة على ذلك الأساس يجب أن تتغير وإلا دخلت الرابطة في إشكالية تنشأ من عدم قدرة الأسس القائمة على فكرة "المشروع " من التماشي مع الواقع الجديد للرابطة التي أصبحت تأخذ مساحة كبيرة في الفضاء العام الفلسطيني.
وهذا ما قاد لاحقاً الشركاء " سفيتاس " " ورابطة النازحين والمهجريين الفلسطينيين " للسعي إلى وضع فكرة العمل والتحرك على أساس تبني "نظرية التغيير الاجتماعي لواقع النازحين في الفضاء العام " ، وهو الأمر الذي يضع الرابطة في فضاء عام أوسع وأرحب ضمن أسس علمية وفنية وإدارية ترتقي بالمستوى الذي وصلت إليه الرابطة في تطورها على مدى عشرين شهراً من تشكيلها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف