الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكاية ضياع بقلم:سعيد مقدم أبو شروق

تاريخ النشر : 2016-06-22
حكاية ضياع بقلم:سعيد مقدم أبو شروق
وجدته جالسا في الحديقة العامة، وخرطوم الماء يصب على رجليه؛
يبدو أنه مرهق من الصيام، سلمت عليه وجلست جنبه.
يستلم راتبا تقاعديا، كان يعمل في ميناء المحمرة، ويبلغ من العمر 75 عاما.
تكلم لي حول الميناء الذي كان مزدهرا قبل الحرب، ثم أشار إلى قصر الشيخ خزعل الذي دمره الحاقدون قبل أربع سنوات.

سألته عن أولاده وهل يسكنون معه أم لا؟
تأوه طويلا ثم قال:
الكبير متزوج ولديه أطفال، يسكن في المحرزي، النهر السادس.
الأصغر يسكن معي، ولم يتزوج بعد..وبطال لا يعمل، يقول أنه يبحث كثيرا عن عمل يناسبه، لكنه لا يجد... في الآونة الأخيرة، اختار الهجرة إلى آلمانية؛ ويحرضه صديقه الذي هاجر قبل أشهر قليلة إلى هناك.
ثم خاطبني بصوت متهدج: كيف لي أن أجده إن هاجر وضاع هناك؟!

وسكت قليلا فتابع بمرارة:
أما الأوسط، فقد تبرأت منه..ولا أرغب أن أسرد لك حكايته فأسبب لك وجع الرأس.
لكني تلهفت لسماع حكايته فطلبت منه أن يحكيها لي...فاستطرد قائلا:
كان بطالا، تعرف على فتاة أعجمية؛ قالت له أن أخي رئيس شركة، إن تزوجتني شغلك...وبدأت بينهما علاقة غير ملائمة.
حتى قرر أن يتزوجها...
طلب مني خطبتها، بيد أني رفضت طلبه رفضا باتا.
ثم أشار إلى (دشداشته) البيضاء وقال:
دشداشة نقية بيضاء..إن رقعتها بوصلة سوداء...كيف تبدو؟!
ثم واصل حديثه بهدوء حزين فقال:
راح لوحده يخطبها إلى أهلها، فوافقوا على الفور؛ بل وتكفلوا بجميع مخارج الزواج ...فتزوجها.
لم نحضر حفل زواجه لنعبر عن رفضنا واستنكارنا.
ثم أضاف وهو ينظر إلى السيارات المركونة عند مدخل الحديقة العامة منتظرة الركاب المتجهين إلى عبادان:
مضى من ذلك الزمان خمس سنوات، وصار يزورنا هو وأطفاله وزوجته بين الفينة والأخرى...يأتون، يتراطنون، ويمشون.

وأدار وجهه المجعد إلى جهة الحديقة، نزع نظارته، غسل وجهه بماء الخرطوم؛ لعله يغسل دموعا لا يريد أن تخدش كبرياءه، أو تهدم آخر أمل في حياته وهو يترقب اندكاكه في كل آن... أنّ متسائلا:
أليست حكايته حزينة؟
قلت: بلى، حكاية الضياع حزينة.

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف