الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مكرمة بوتين مغايرة لكل المعايير السياسية والعسكرية بقلم:تميم منصور

تاريخ النشر : 2016-05-31
مكرمة بوتين مغايرة لكل المعايير السياسية والعسكرية

تميم منصور

مع أنه لا حدود لتقديرنا للكثير من المواقف الروسية والرئيس بوتين اتجاه القضايا المختلفة التي لها علاقة بالشعوب العربية ، خاصة حمايتها من القوى الامبريالية الطامعة في ثرواتها واستمرارها في محاولات تركيعها ، خاصة الشعب السوري ، فلا أحد يستطيع انكار الدور الروسي بقيادة بوتين بالوقوف الى جانب سوريا الشعب والدولة والنظام ، ولا أحد ينكر وقوف روسيا الى جانب ايران في تحديها لغطرسة امريكا ، فتزويد روسيا لإيران بالأسلحة الاستراتيجية لم يتوقف حتى أثناء فرض الحصار على طهران ، كذلك فأن روسيا تتناغم في مواقفها مع المقاومة اللبنانية ، وترفض الاعتداءات التي تمت في الماضي والحاضر على قطاع غزة ، كما انها لا تدعم الممارسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

لكن يبقى الدعم الروسي لسوريا يحتل الأولوية لسياسة الكرملين فلولا روسيا ، لكان مصير سوريا مثل مصير ليبيا ، التي مزقت جسدها كلاب أمريكا المسعورة ، مع حلف الاطلسي ، وعدداً من الأنظمة العربية العميلة ، أسقطوا النظام بوحشية قبل أن يضمنوا ما هو البديل ، واذا هذا البديل مجموعة كنتونات تتقاتل فيما بينها .

ما حل بليبيا كان درساً بالنسبة لروسيا ، فلم تفرط بالنظام السوري ، ولا بالجيش ومؤسسات الدولة الرئيسية ، لقد وضعت روسيا ثقلها السياسي ووزنها العسكري الرادع في وجه امريكا وتركيا ، فقد كسرت شوكة امريكا شرق اوسطياً وعالمياً ، بعد أن اعتبرت الأخيرة نفسها القطب الوحيد الذي يقود العالم ، توج بوتين وقوفه الى جانب سوريا ، ليس فقط بالدعم السياسي والمعونات المالية والعسكرية ، بل توجه بالدعم العسكري المباشر ، بعد أن سمحت روسيا لنفسها باستخدام جزءاً من آلتها الحربية الاستراتيجية لأول مرة منذ سنين ، استخدمت عدد من اسراب طائراتها الفتاكة كما استخدمت جزءاً من التكنلوجيا في الرصد وتدمير البنية العسكرية للإرهابين .

لكن هذا الدعم وهذا الموقف لا يعطيان روسيا ورئيسها بوتين الحصانة من توجيه النقد لها ، اننا نعتبر الرئيس بوتين من أكثر رؤساء العالم موضوعية ونزاهة ، لكن في رأيي ان المكرمة المجانية التي قدمها بوتين الى رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بعيدة عن كل نزاهة ، بل هي خدمة لأبشع حكومة عرفها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم .

ما قامت به موسكو يثير الكثير من التساؤلات الى درجة التشكيك من موقف بوتين من قضايا هامة وحساسة ، لها علاقة بكرامة كل الشرفاء في الوطن العربي عامة وسوريا خاصة .

ان مكرمة السيد بوتين ليست في مكانها وزمانها ، خاصة وانها جاءت في وقت فقد فيه الفلسطينيون ثقتهم بغالبية الأنظمة العربية ، ولم يعودوا يعولون على هذه الأنظمة لمساعدتهم للتحرر من نير الاحتلال ، لذلك بدأت أنظار هذا الشعب تتطلع نحو قوى خارجية عالمية من دول ومؤسسات أكاديمية ، ومؤسسات أخرى لعلها تساهم بالضغط على حكومة الاحتلال كي تتزحزح عن مواقفها الرافضة للسلام ، مع أن حركة هذه الآلة العالمية بطيئة ، الا أن قاعدتها تتسع كل يوم تقريباً .

الشعب الفلسطيني يأمل بأن يزداد الخناق حول المصالح الاسرائيلية ، سواء كانت السياسية أو الاقتصادية والاكاديمية ، يحدث هذا في الكثير من دول العالم ، باستثناء العواصم العربية التي تقيم كل يوم جسوراً جديدة للتواصل مع اسرائيل ، آخرها موافقة البرلمان الاردني في مطلع هذا الأسبوع على السماح للشركات الاسرائيلية استثمار اموالها داخل الأسواق الاردنية .

المكرمة صغيرة في حجمها ، لكنها كبيرة للغاية في قيمتها التاريخية والسياسية والمعنوية ، لا تستحق حكومة نتنياهو الفاشية مثل هذا التقدير .

المكرمة عبارة عن دبابة حصلت عليها وزارة الدفاع السوفياتية من الجيش السوري بعد أن استولى عليها يوم 11/ 5/ 1982 ، أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان ، فقد اوقع السوريون باعتراف اسرائيل كتيبة من الدبابات الاسرائيلية في كمين ، عندها وقعت معركة طاحنة بالدبابات عُرفت بمعركة " السلطان يعقوب " كانت نتيجتها تدمير معظم الدبابات الاسرائيلية ، وقتل غالبية الجنود الذين قادوا هذه الدبابات ، وفقد البعض ومنهم من وقع بالأسر .

كان هناك عدد من الدبابات التي استولى عليها السوريون صالحة ، فتم نقل اثنتان الى دمشق لمعاينتها ، وقد تم تسليم احدهما الى المخابرات السوفياتية لمعرفة خصائص مثل هذه الدبابات ، وهذا يحدث كثيراً بين الحلفاء ، لكن وصل الى علم اسرائيل بوجود هذه الدبابة في متحف الدبابات الروسي في موسكو .

قرر نتنياهو أن يكسب نياشين جديدة على حساب هذه الدبابة ، فاستغل زيارته الى موسكو قبل حوالي شهر ، وقد اعتبرها زيارة خاصة لأنها جاءت احتفاءً بمرور 25 عاماً على اعادة العلاقات الروسية الاسرائيلية .

خلال الزيارة طلب نتنياهو من بوتين هدية بهذه المناسبة ، وهي اعادة الدبابة المذكورة لإسرائيل ، واقنعه بأن اعادتها سوف يخفف من وطأة حالة الاكتئاب والأسى التي يعاني منها ذوو الجنود الذين قتلوا أو فقدوا في معركة " السلطان يعقوب " .

لم يصدق الاسرائيليون كما ذكرت صحيفة " هآرتس " بأن بوتين سوف يستجيب لهذا الطلب العجيب الغريب .  ان الموافقة على تقديم هذه المكرمة لأبشع حكومة ما هو الا نفاق وتواطؤ مع حكومة نتنياهو العنصرية ، وهي تساهم في تقوية موافقه الرافضة للسلام العادل في الشرق الأوسط .

لا أعرف اذا كان بوتين قد تذكر عند موافقته على تقديم هذه المكرمة المجانية لحكومة ترفض السلام قد تذكر بأن الجنود الذين تعاطف مع عائلاتهم قتلوا في لبنان نتيجة هجومهم العسكري ، ولم يكونوا في رحلة سياحية ، اذا كان بوتين ومستشاريه لا يعرفون بأن مناحم بيغن ارسل جيشه الى لبنان عام 1982 كي يتم الجريمة التي بدأت بها العصابات الصهيونية عام 1948 للقضاء على الشعب الفلسطيني ، لماذا لم يذكر مستشاروه بأن الجيش السوري قدم ثمناً غالياً وهو يدافع عن لبنان ، وقدم ثمناً باهضاً قبل أن يستولى على آلة القتل هذه التي تحولت الى مكرمة وهدية حصل عليها نتنياهو .

بوتين يعرف بأن هذه الدبابة هي اعارة من سوريا الى روسيا ، وليس من حق روسيا التفريط بها ، واذا قررت التخلص منها عليها ارجاعها للجيش السوري ، ليس من حقه اعادتها للمعتدين الذين سيعتبرون اعادتها انتصاراً لكل مواقفهم العدوانية ضد البشرية عامة ، لو قرأ بوتين عدة سطور من ملفات وارشيفات الموقف الصهيوني من الاتحاد السوفياتي ومن روسيا الحالية ، ربما لإعادة النظر في قراره المدهش والمثير للاستغراب  .

الخوف والخشية أن يطلب نتنياهو من بوتين اعادة رفاة الجاسوس الاسرائيلي " ايلي كوهين " الذي اعدمه السوريون ، مستغلاً وضع سوريا المأساوي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف