الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مزاد على المصير الفلسطيني بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2016-05-30
مزاد على المصير الفلسطيني بقلم : حماد صبح 

حال المشهد الفلسطيني تؤكد أن مصير الشعب الفلسطيني في مزاد حقيقي تتعدد فيه وجوه المزايدين الذين لا يعنيهم هذا المصير في شيء . كل مزايد لا تهمه إلا مصلحته مهما كانت مناقضة معارضة للقدر الأدنى من مصلحة الشعب الفلسطيني ومصيره . مبادرة فرنسية ترحب بها السلطة وترفضها إسرائيل ، وتنوي فرنسا عقد مؤتمر لما سمي مجموعة الدعم الدولي في 3 يونيو / حزيران في باريس ، ستحضره 26 دولة بينها مصر والمغرب والأردن والسعودية وأمين عام الجامعة العربية ، ومبادرة خليجية بقيادة سعودية لتخفيض سقف المبادرة العربية في مسألتي اللاجئين والجولان عسى أن تقبلها إسرائيل التي ترفضها منذ 14 عاما ، ومبادرة أو عرض مصري للتوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل ، ويوصف العرض المصري بأنه يرادف المبادرة الفرنسية ولا يخالفها ، ومع ذلك رحبت به إسرائيل لغرض في نفسها ، وحديث عن عودة الخيار الأردني في شكل اتحاد كونفدرالي بين دولتين ، أو إعادة الوحدة بين الضفتين إلى ما كانت عليه الحال قبل أغسطس / آب 1988 حين أعلن الملك حسين فك الارتباط مع الضفة الغربية ، وقيل دائما إن الفك كان إداريا لا دستوريا ، أي أن الوحدة بقيت بين الضفتين ، ويؤكد هذا البقاء الواقع اليومي للعلاقة بينهما ، وحديث عن تحرك إماراتي أردني مصري تتخفى وراءه إسرائيل للتعجيل باستخلاف أبي مازن الذي يرون أن شمسه في غروبها عمرا وسياسة . ويحدث كل ما سبق في غياب كلي للشعب الفلسطيني . وحتى السلطة يقال إنها فوجئت بالعرض المصري ، وإنها في خلافات مع الأردن حول أمور كثيرة هدد بسببها الأردن بمعاملة أهل الضفة مثل معاملة مصر لأهل غزة ؛ في ما يتعلق بالحركة بين الضفتين . ورعب كبير وقلق مصيري أن تسمع السلطة أن الإمارات ومصر والأردن تتحرك لاستخلاف عباس بشخص على هوى الدول الثلاث وهوى إسرائيل . من أوصل الشعب الفلسطيني إلى هذه الحال ؟ كيف أقحم في هذا المزاد الهابط اللامبالي بمصيره وبأعدل قضية وطنية وإنسانية ؟ وكيف لإنسان ، أي إنسان ، أن يصدق في هذا المزاد قول رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني إن مصر " كل همها إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني " ، وقول رئيس مصر في لقائه مع أبي مازن إن القضية الفلسطينية قضية مصر الأولى ؟ من أين تأتي المصداقية للقولين ومصر تصنع 90 %من محاصرة غزة وخنقها ، وتتشدد في فظاظة طاغية وهوس مستهتر لوأد أي ثغرة في دائرة المحاصرة الخانقة ؟ من أوصل الشعب الفلسطيني إلى هذا التردي الشامل ؟ التخلي العربي الرسمي عن فلسطين وخذلان شعبها ليس جديدا إلا أن أقسى اللوم ينصب على الفلسطينيين . منذ أوسلو والقضية الفلسطينية تهوي في انحدار حتى اقتحمت الانهيار الذي نشهده الآن ، ويجسده المزاد الحالي . ابتداء بأوسلو توالى الضعف والتفتت الفلسطيني على خلاف ما كان متوقعا أو مأمولا . وضح من بداية إقامة السلطة أن الذين عادوا من الخارج لم يعوا أنهم في وضع يخالف ما ألفوه . قبل العودة كانوا فصائل مهما اختلفت فإن اختلافها لا ينتقل بسلبياته إلى واقع ذي تعقيدات مجتمعية مثلما هي الحال في الضفة وغزة . كانوا في الخارج يحلون مشكلاتهم بالمحاصصة وفق حجم كل فصيل ، وتمضي حالهم بكيفية أو أخرى . وعندما طرح الأمر على أبي عمار تساءل : " تريدونني أن أتغير بعد الستين ؟! " . وعندما سئل عن استعانته بفاسدين رد بأنه لا يعبر مستنقعا ببدلة نظيفة ، وفاته أنه في مجتمع لا في مستنقع ، وأن أي فساد يظهر فورا وبقوة . وتآلفا مع كيفيات الخارج في إدارة أمور الداخل رأيناه ، أبا عمار ، يجيب مراسل فضائية عربية سأله عما انتهى إليه التحقيق في اختفاء 330 مليون دولار من أموال السلطة ؛ بأن المسألة بسيطة ، فاندهش المراسل ، وربت على ركبته مستهجنا : " يا بيه ! يا بيه ! 330 مليون دولار حاجة بسيطة ؟! " . وتواصل سوء الحال في الضفة وغزة ، وفقد الأمن الاجتماعي ، وصارت العائلات تقتتل في المستشفيات والمدارس مراكز الشرطة ، وعندما اشتكى الناس إلى مدير الشرطة غازي الجبالي من انهيار الأمن أجابهم بأن القبور كثيرة والمستشفيات كثيرة . وختمت الفوضى ، والخلافات بين حماس والسلطة أو فتح بأحداث 14 يوليو / تموز 2007 التي سميت انقساما ، وتحيط بها شكوك كثيرة تؤكد أن وراءها جهات ونيات مخططة أبعد من الخلاف بين حماس والسلطة الفتحاوية التكوين . ووالت القضية انحدارها وانهيارها بعد سنوات الانقسام حتى هزلت وسامها كل مفلس مثلما نراها في المزاد الحالي . لوكان الفلسطينيون قلبا واحدا ، مثلما يوجب عظم قضيتهم وعظم ما تواجهه من أخطار ، لما استهان أحد بهم وبها . ومن لم يكن لنفسه لن يكون لها غيره ، وشعب قاتل عن حقه في بطولة ، وضحى بآلاف الشهداء والجرحى ، وابتلي الآلاف منه بمآسي سجون إسرائيل التي تذيب أرواحهم وأعمارهم ؛ مفجع ومرعب للقلب أن يؤول مصيره إلى هذا المزاد المأساوي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف