الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جارة القمر بقلم:شفيق التلولي

تاريخ النشر : 2016-05-29
جارة القمر بقلم:شفيق التلولي
جارة القمر
شفيق التلولي
وقفت أمام المرآة وأخذت تدور فرحا بطيفه كالهالة المحيطة بالشمس؛ شقت ابتسامتها دمعتها الأربعين، لمعت في عينيها صورته الملائكية، صوته الرسولي يوشوشها:
- لا تنسي الابتسامة يا رفيقة الروح.
تفر دمعتها، تمسحها سريعا بمنديله الهندي السكرى، تبتسم ثانية، تنظر إلى ساعته التي طوقت معصمها، دقات عقاربها قانون المحبة الذي يضبط ميناء قلبها على إيقاع وصيته الأخيرة
- أريد أن أرى ابتسامتك، احفظي الدرس الأخير؛ فقد يكون الفصل الأول في روايتك.
أربعون يوما مضت على رواية ما بعد الرحيل، ما فتئت تقص أجمل القصص، قصص الفل والياسمين الذي انفرط قبيل سكوت نبض القلب الأخير، وقصة "سهام" التي لم تستطع حمل قلبها الجديد إلى فرحة أبيها، أوجعها موت سهام بعدما ظنت قبيل الرحيل بقليل بأنها أمل زوجها في حياة جديدة، لم تك تعرف بأن القلبين سيسقطا تباعا في رحلة البحث عن الفرح، وأن روايتها ستطول، في كل غصن شجرة فصل وحكاية، وعلى كل تلة ذكرى من ذكرياته حياته المعلقة في عنقها كطوق الياسمين، تقرأ ما تيسر من سور جمال وجهه في أوراق الصنوبر والجوز والتين والتوت، تركض خلف خياله المتسلل من نافذة الشجن، تقيم وجبتها الدسمة من حديث الروح، الروح التي استوطنت فؤادها؛ وما عاد يهتف إلا باسمه وباسم كل المعاني الجميلة التي أورثها إياها، ما زالت تحتفظ بمقاليد الوفاء لكل ما ترك خلفه من مذكرات كُتبت بالآه وبآخر دقات القلب المتهالك.
وحدها تعرف لغة عصافيره الصباحية، ووحدها تعرف كيف يخيم الليل على خوابئ دفاتره بذاكرته المعذبة بغربة الروح في الشتات والمنافي، وكيف رصعها بأمل العودة إلى أرض الوطن؟!
أخبرتني ذات مواساة بأنه يعشق البحر وأمواجه المترامية، يعشقه في رحلة الشتاء والصيف، وعند الشروق وعند الغروب، يعشق غزة كما يعشق القدس، يعشقها لأنه يرى فيها يافا وحيفا وطبريا وكل فلسطين.
قلت لها:
- طالما الأمر كذلك تعالي بنا نكتب حكايته على رمل الشاطئ.
- تمهل يا صديقي، واستطردت:
- ربما أنت كاتب تستهوي جقجقة الورق، أما أنا؛ فعلى جدار قلبي نقشت الحكاية، أعدك أيها الكاتب أن أقص عليك ما يليق به من القصص.
- حسنا يا سيدتي؛ سأنتظر أن يورق الصبار، وأعرف بأنني كمن سيكتب على ألواحه وبين أشواكه، لكنني أظن بأن القلم الذي يكتب بحبر الروح لن يضل طريقه أبدا، وليس المهم أن تأذني لي بإعلان البدء عن سباق ماراثون كتابة رواية قد يطول طريقها، المهم أنني قد تلمست الطريق إلى المرسى حيث ميلاد الياسمين وانبلاج ضوء جارة القمر.
تركت حديثها الشجي قليلا وأدرت قرص البحث عن المعاني الكامنة في هذه الهالة "الدائرة الساطعة حول القمر في السماء، الطُّفَاوة، الدائرة النورية التي تُرسم حول رؤوس القديسين، والطفاوة المذكورة هي الدائرة حول الشمس"
انتهت المحادثة ولكن رحلتي في البحث عن هذا الفارس العثم الأصيل لم تنته؛ هو سُمها الموشوم بلسعة من ضوء القمر، وهي عقده الياسميني الذي لا ينفرط.
غزة- أيار 2016م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف