.
في حبِّ مصر بالأفعال لا بالأقوال
الوطن لغةً: المنزل تقيم فيه، وهو موطن الإنسان ومحلّه يقال: أوطن فلان أرض كذا، أي اتخذها محلًّا ومسكنًا يقيم فيه، أما في الاصطلاح فالوطن ( مصر) هو المكان الذي أظلّتنا سماؤه، وأقلّتنا أرضه، وارتوينا من مائه، وتنفّسنا هواءه، الوطن أولى الشهقات في الحياةِ قبل الميلاد، هو الهويّة التي تصنع الكيان ، هو العنوان منه نبتدئ و إليه المنتهى، إن حب الوطن من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها، فليس غريبًا أبدًا أن يحبّ الإنسان وطنه الذى نشأ على أرضه، وشبَّ على ثراه، وترعرع بين جنباته، ولنا في رسول اللّه – صلّى اللّه عليه وسلّم – أسوةٌ حسنةٌ، فلما هاجر من مكة إلى المدينة ووصل الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله تعالى : " إنّ الّذِي فَرضَ عليكَ القُرْآنَ لرادُّكَ إلى مَعادٍ " القصص85 ، فقد يمّم وجهه صوب مكّة قائلًا لها:
" ما أطيبكِ من بلدٍ! وما أحبّك إليّ! ولو لا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك"
فوطني ( مصر ) هو المكان الّذي خرجت منه فردًا مؤمنًا بنفسك، ومستعدًّا لتخوض الحياة والتّجارب الصعبة، وهو المكان الّذي تربّيت فيه على حبّ الانتماء والولاء، وعلى الخصال الحميدة، وعلى العّز والإباء، هو الحبّ الحقيقيّ الذي يربطك به فتضحّي من أجله بحياتك، وتترك كلّ من يعنيك في هذه الحياة من أجل الدفاع عن ثراه الغالي، ومن أجل حمايته من المعتدين الغاصبين.
وحبك وطنك ( مصر) واجبٌ شرعيٌّ ودينيٌّ وخلقيٌّ، هذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال، تؤكد هذا الحب وذلك الانتماء، حب الوطن هو شعور لا يجب أن يظل حبيسًا في الصدور ومكنونات النفس، حب الوطن يجب أن يترجم إلى أفعال، فالوطن يستدعى منّا جميعًا أن نعبّر عن هذا الحب وأن يكون هذا الوطن ومصلحته وبقاؤه هو الهدف الأسمى لنا جميعًا، هذا الحب لا يترجم بحسب الهوى والمصالح الشخصية والذاتية، فليس من حب الوطن معاداة الوطن وأهله، وليس من حب الوطن نهب خيراته وأمواله، وليس من حب الوطن العمل على الفرقة بين أبنائه وغرس ونشر ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء والمذهبية بينهم... ومن هنا جاء واجبنا تجاه وطننا بالجدّ في طلب العلم، واكتساب الخبرة؛ وبالتالي خدمة الوطن في شتّى مجالات الحياة، والالتزام بالخير والحق والعدل والإخلاص في العمل وإتقانه، لننْعَمَ بوطنٍ آمٍن مستقرٍّ
د: سيد محمد عبد العليم عبد اللّه
في حبِّ مصر بالأفعال لا بالأقوال
الوطن لغةً: المنزل تقيم فيه، وهو موطن الإنسان ومحلّه يقال: أوطن فلان أرض كذا، أي اتخذها محلًّا ومسكنًا يقيم فيه، أما في الاصطلاح فالوطن ( مصر) هو المكان الذي أظلّتنا سماؤه، وأقلّتنا أرضه، وارتوينا من مائه، وتنفّسنا هواءه، الوطن أولى الشهقات في الحياةِ قبل الميلاد، هو الهويّة التي تصنع الكيان ، هو العنوان منه نبتدئ و إليه المنتهى، إن حب الوطن من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها، فليس غريبًا أبدًا أن يحبّ الإنسان وطنه الذى نشأ على أرضه، وشبَّ على ثراه، وترعرع بين جنباته، ولنا في رسول اللّه – صلّى اللّه عليه وسلّم – أسوةٌ حسنةٌ، فلما هاجر من مكة إلى المدينة ووصل الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله تعالى : " إنّ الّذِي فَرضَ عليكَ القُرْآنَ لرادُّكَ إلى مَعادٍ " القصص85 ، فقد يمّم وجهه صوب مكّة قائلًا لها:
" ما أطيبكِ من بلدٍ! وما أحبّك إليّ! ولو لا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك"
فوطني ( مصر ) هو المكان الّذي خرجت منه فردًا مؤمنًا بنفسك، ومستعدًّا لتخوض الحياة والتّجارب الصعبة، وهو المكان الّذي تربّيت فيه على حبّ الانتماء والولاء، وعلى الخصال الحميدة، وعلى العّز والإباء، هو الحبّ الحقيقيّ الذي يربطك به فتضحّي من أجله بحياتك، وتترك كلّ من يعنيك في هذه الحياة من أجل الدفاع عن ثراه الغالي، ومن أجل حمايته من المعتدين الغاصبين.
وحبك وطنك ( مصر) واجبٌ شرعيٌّ ودينيٌّ وخلقيٌّ، هذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال، تؤكد هذا الحب وذلك الانتماء، حب الوطن هو شعور لا يجب أن يظل حبيسًا في الصدور ومكنونات النفس، حب الوطن يجب أن يترجم إلى أفعال، فالوطن يستدعى منّا جميعًا أن نعبّر عن هذا الحب وأن يكون هذا الوطن ومصلحته وبقاؤه هو الهدف الأسمى لنا جميعًا، هذا الحب لا يترجم بحسب الهوى والمصالح الشخصية والذاتية، فليس من حب الوطن معاداة الوطن وأهله، وليس من حب الوطن نهب خيراته وأمواله، وليس من حب الوطن العمل على الفرقة بين أبنائه وغرس ونشر ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء والمذهبية بينهم... ومن هنا جاء واجبنا تجاه وطننا بالجدّ في طلب العلم، واكتساب الخبرة؛ وبالتالي خدمة الوطن في شتّى مجالات الحياة، والالتزام بالخير والحق والعدل والإخلاص في العمل وإتقانه، لننْعَمَ بوطنٍ آمٍن مستقرٍّ
د: سيد محمد عبد العليم عبد اللّه