الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا بد من القسام وان طال الزمن بقلم: يوسف حجازي

تاريخ النشر : 2016-05-29
لا بد من القسام وان طال الزمن

ليس للعظمة مقياس خاص ، فقد بكون العظيم زعيما سياسيا أو قائدا عسكريا أو مخترعا عبقريا أو مربيا روحيا أو فنانا مبدعا ، ولكن أعظم العظماء وأجدر العظماء بالخلود هم أولئك الذين يفجرون الثورات ويغيرون مسار حركة التاريخ ، وعز الدين القسام هو أحد أبرز أولئك العظماء في التاريخ العربي الحديث والمعاصر ، ليس لأنه عالما دينيا أو مربيا روحيا ، ولكن لأنه أقام دعوة وفجر ثورة وصنع جيلا .
ولد القسام في في مدينة جبلة قرب مدينة إنطاكية التاريخية في لواء الاسكندرونة المحتل في شمال سورية في عام 1871، وبعد ان تلقى علومه الأولى في مسقط رأسه سافر الى القاهرة للتخصص في الأزهر الشريف في الزمن الذي كان فيه الأزهر شريف ، وعندما عاد الى سورية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى كانت الأحداث تتسارع بشكل خطير ، حيث كان الأمير فبصل قد عاد من مؤتمر الصلح وهو أقرب الى اليأس منه الى الأمل ، وصرح لدى وصوله الى دمشق أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى ، ففهم زعماء سورية ( سورية الحالية وفلسطين ولبنان والأردن ) أن مؤتمر الصلح لم ينصف العرب ولم يستحب لمطالبهم ، واقترحوا على فيصل دعوة المؤتمر السوري العام الى الانعقاد . ودعي المؤتمر في دورة ثالثة عرفت باسم دورة الاستقلال . وصدر عنه عدد من القرارات التي تدعو الى تشكيل مملكة دستورية نيابية لا مركزية تضم كل الأقطار السورية وهي سورية الحالية وفلسطين ولبنان والأردن ، وتنصيب الأمير فيصل بن الحسين ملكا عليها ، ورفض اتفاقية سايكس – بيكو وتصريح بلفور والانتداب ، وأي شكل من أشكال المساعدة الفرنسية . فغضبت فرنسا وشنت حملة دعائية واسعة على سورية والثورة العربية ، ووصفت الثورة العربية بالثورة الحجازية الشريفة التي لا تمثل عرب الشام والعراق ، ووجه الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية في بيروت إنذارا الى فيصل بضرورة حل الحكومة والبرلمان والجيش . ولم ينتظر الرد بل أمر قواته بالزحف الى دمشق ، ولم يكن أمام القائد الوزير يوسف العظمة إلا أن يجمع ما يمكن جمعه من متطوعين لمواجهة هذا الزحف الفرنسي نحو دمشق . والتقى الجمعان في منتصف الطريق بين بيروت ودمشق قس سهل ميسلون بتاريخ 24 تموز 1920 ، ودارت بين الطرفين معركة غير متكافئة ، سجل فيها السوريين أروع صفحات العظمة والخلود . واستشهد القائد الوزير يوسف العظمة ومن معه ، وسقطت دمشق ، واهتزت سورية ، وانطلقت ثورة إبراهيم هنانو في حلب ، وثورة صالح العلي وعزا الدين القسام في جبال ارمانوس والعلويين في اللاذقية . وبعد القضاء على الثورة غادر الشيخ عز الدين القسام سورية سرا الى فلسطين عام 1921 واستقر في مدينة حيفا حيث عمل قاضيا في المحكمة الشرعية وخطيبا في مسجد الاستقلال ورئيسا لجمعية الشبان المسلمين ، وكانت أوضاع فلسطين في تلك الفترة على درجة كبيرة من الخطورة والتعقيد بين انتداب ملتزم بتصريح بلفور والوطن القومي اليهودي . وحركة صهيونية تعمل على تهويد فلسطين . وحركة وطنية تنقسم الى أحزاب تقوم على أرضية التناحر العائلي ، وارتفع الشيخ القسام عن مستوى الخلافات الحزبية والتناحر العائلي ، ولم ينتسب الى أي منظمة سياسية أو أي حزب من هذه الأحزاب ، وقد كتب احد رفاقه في هذا الخصوص قائلا ( أما بالنسبة لتبعية القسام وارتباطه بحزب معين ، فان الذي اعرفه معرفة حقيقية ويعرفه العديد من إخواني الأحياء بأن القائد الشهيد لم يكن له أي ارتباط حزبي مع أي حزب من الأحزاب ، وأن ارتباطه الوحيد كان مع العقيدة الإسلامية وحدها .
لقد كان الإسلام واضحا في نفس القسام وعقله وروحه ووجدانه ، ونقله الى أنصاره ورفاقه خالصا من كل شائبة ، وكاملا بدون تجزئة ، وكان الوعظ في مفهوم القسام كلمة حق تقال وسلوك يقتدى ، وجهادا يبعث العزائم ويشحذ الهمم . معتقدا ان تحرير فلسطين عن طريق المجاهدين المؤمنين أقرب منه عن طريق الجيوش التقليدية التي تحركها حكومات مسلوبة القرار والإرادة ويطبق الاستعمار قبضته على أعناقها .
وقد انقسم جهاد الشيخ الشهيد في فلسطين الى أربعة مراحل .
المرحلة الأولى وهي مرجله الإعداد النفسي والتعبئة الوطنية من 1921 الى 1930 وقد عمل الشيخ خلالها الى تحويل فلسطين الى معسكر يتأجج بالثورة .
المرحلة الثانية وهي مرحلة تأسيس المنظمة السرية من 1930 الى 1932 وكان الشيخ خلالها يختار أعضاء المنظمة السرية من الرجال الأكثر صدقا واستعدادا للجهاد ضد الانجليز واليهود . حيث كان المرشح يخضع لعمليه اختبارية طويلة جدا قبل أن يحظى بعضوية المنظمة
المرحلة الثالثة وهي مرحلة العمل السري من 1932 الى 1935 وقد قامت المنظمة خلالها بسلسلة من العمليات العسكرية أكسبتها قوة ومصداقية وبثت الرعب قي نقوس الانجليز واليهود
المرحلة الرابعة وهي مرحلة إعلان العصيان والجهاد ، وبدأت في الثاني من تشرين الثاني 1935 ، ويصادف هذا التاريخ ذكرى تصريح بلفور، وفيها خرج الشيخ مع رفاقه وأنصاره من حيفا الى منطقة جنين الجبلية ( قرية الشيخ زيد ) ليعلن العصيان والجهاد بعد الاتفاق مع رجال الحركة الوطنية في القدس .
وبعد سلسلة من العمليات الفدائية الناجحة ضد الأهداف البريطانية والصهيونية حاول الانجليز مرارا وتكرارا تطويق القساميين ، ولكن التفاف الشعب حول المجاهدين افشل كل محاولاتهم ، لكن احد أفراد قوات الأمن المعروف بعمالته تمكن من معرفة مكان القساميين في أحراش الشيخ زسد بالقرب من بلدة يعبد واخبر الانجليز بالمكان ، فأرسل الانجليز الى المكان قوة كبيرة بقيادة حليم بسطا وهو ضابط مصري جاء مع حملة اللنبي الى فلسطين ، وكانت بريطانيا ونظرا لخدماته قد عينته مديرا لشرطة جيفا ، وحاصرت القساميين في أحراش يعبد حيث دارت معركة رهيبة استمرت ست ساعات بين قوتين غير متكافئتين في العدة والعدد والعتاد في 20 تشرين الثاني 1935 ، وهنا وقف القسام ورفع سلاحه إلى أعلى وقال للمجاهدين موتوا شهداء ، وانتهت المعركة بعد ان نفذت الذخائر من القساميين ، واستشهد القسام ورفاقه القادة سعيد عطية ويوسف الزيباوي وحمد أبو قاسم ، وجرح القادة نمر السعدي وحسن الباير واحمد الحاج عبد الرحمن وعربي البدوي ومحمد اليوسف ، وفقد القائد مفلح الحسين ، وجرح الشيخ فرحان السعدي الذي كان ملقى على الأرض جريحا ومضرجا بدمائه وبدون حراك ، ولذلك اعتقد البريطانيون انه ميت ، وبعد انتهاء المعركة قام الشيخ فرحان ، وكان هو الذي فجر الثورة ألكبري في 15 نيسان 1935 . وبعد المعركة توافد المواطنون من قرى الشيخ زيد والمزار والبارد ويعبد ومدينة جنين ومدن وقرى المثلث على ارض المعركة ، وبدئوا يحملون جثامين الشهداء الأربعة ويطوفون بها قرية الشيخ زيد وهم يهتفون بحياة فلسطين والقسام وسقوط الصهيونية والاستعمار. وعند وصول الموكب الجنائزي المهيب إلى يعبد استقبلهم أهالي القرية بالهتافات والزغاريد والأهازيج الوطنية ، وكان لاستشهاد القسام ورفاقه صدى واسع عند الشعب الفلسطيني الذي تظاهر في كل مدنه وقراه ضد الانجليز واليهود ، ودفن الشهيد الغالي ورفافة الأبرار في احتفال مهيب في المقبرة الإسلامية في الباجور التي أطلق عليها اسم مقبرة الشهداء .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف