الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في رواية في قلبي أنثى عبرية بقلم: منى النابلسي

تاريخ النشر : 2016-05-29
قدمت د. خولة حمدي، في روايتها في قلبي أنثى عبرية، رواية اجتماعية تناولت تعدد الاديان داخل المجتمع الواحد، واتخذت من المجتمع المغربي مكانا لذلك، رغم انتقال أحداثها من المغرب إلى قانا في لبنان، إلا أن الانتقال المكاني كان صدى لانتقال سونيا اليهودية المغربية بابنتيها من المغرب إلى لبنان فرار بدينها بعد طلاقها من زوجها المسلم خشية أن تحكم له المحكمة بحضانة الطفلتين، فالاسلام سيلحق البنتين بديانة أبيهما، واليهودية تلحقهما بديانة امهما، فصار الحفاظ على ديانة ابنتيهما قضيتها الأولى، ولتدور أحداث الرواية في المغرب ولبنان.
تزخر الرواية بتعدد الشخصيات وتنوع اتجاهاتها، فتبدأ الرواية بتصوير حياة الطفلة ريما المسلمة، في منزل يعقوب اليهودي، وتقدم صورا انسانية مؤثرة عن تعلقه بريما، وحرصه على تحمل أمانة تربيتها، وعذابه من الحواجز التي أقامتها حول نفسها نتيجة التزامها بدينها، وارتدائها الحجاب، وقد لعب الحجاب دورا بارزا في صناعة الأحداث في الرواية، فكان سببا لترك تانيا زوجة يعقوب البيت بعد حرص ريما على الحجاب، وسببا لطرد ندى من البيت بعد ذلك، في تأكيد على جزئية الحجاب كهوية دينية، وهو أمر مقبول في رواية شخصياتها البارزة من النساء.
عرضت الرواية صورة مشرقة للتعايش اليهودي الإسلامي في المغرب، فهم جيران وأصدقاء، وتجمعهم علاقات عمل، ومصاهرة! وإن إشارت الرواية إلى صعوبة الزواج بين الديانتين إلا أنها تجاهلت إبراز هذه الصعوبة، وتخطتها إلى النسيج الاجتماعي الذي أرادت الاستناد إليه في الحبكة الروائية، فسونيا تطلق زوجا مسلما في المغرب، وتفر إلى لبنان لتتزوج من جورج المسيحي، ولتعيش معه في سلام، هو وابنه الراهب المسيحي مشيل، ولتتزوج ابنتها يارا من مسيحي، وتقع ابنتها ندى في حب أحمد المسلم، لتعتنق بعد ذلك الإسلام.
لم تتجاوز الرواية الرومنسية الكلاسيكية في قصة حب ندى وأحمد الشخصيتين الأبرز في الرواية، فقد كان حوار بسيط بين شاب من المقاومة الإسلامية مصاب إصابة بالغة، تتعطل سيارته، فيلجأ إلى بيت طلب للمساعدة، فتساعده فتاة يهودية، وأخوها المسيحي، وليدور بينهما حوار بسيط، يجعل الشاب يبحث عنها لاحقا ويطلب يدها، ويجعلها تقبل!
مرت الرواية مرورا سرديا سطحيا بمعظم القضايا العميقة التي تناولتها، واكتفت بالاشارة إلى ما يدور في خلد الشخصيات بكلمات بسيطة تهيئ القارئ إلى تقبل الحدث اللاحق. فأثناء نسج حبكة الرواية، لجعل كل اليهود في الرواية يسلمون، حتى أولئك الشديدي العداوة للإسلام، لم تقدم الرواية حوارات قوية، بل صورت أن اليهود جميعا يعيشون أزمة تقبل لدينهم، وأنهم على استعداد مسبق لاعتناق الإسلام! ففي حين مهدت الرواية إلى الظروف التي رافقت إسلام ندى، من حيث تعرفها بأحمد، واختفائه، وسفرها إلى فرنسا، ووحدتها، وعكوفها على قراءة القرآن، والثقافة الإسلامية، جعلت إسلام البقية بجرة حدث سريع، لا يتناسب مع قرار بخطورة تغير الدين، خاصة فيما قدمته الرواية سابقا كسبب رئيس لشراستهم مع المسلمين، وهو خوفهم من طائفتهم.
رغم أن العاطفة شكلت مرتكزا رئيسا في الرواية، إلا أننا لم نسمع الصوت الداخلي لأبرز شخصيتين: ندى وأحمد، بل جاء حبهما تحصيل حاصل، فلم تتناول الرواية أي بعد عاطفي إنساني في علاقتهما، بل قفزت قفزة عالية جدا حين جعلت أحمد يضم ندى اليهودية إلى المقاومة الإسلامية، ويشركها في مهمات خطرة، دون أي إشارة إلى أي رفض أو اعتراض من قبل المقاومة الإسلامية على ذلك.
احاطت الرواية اختفاء أحمد بشيء من الغموض، حيث كان هذا الغموض سببا في تطور الأحداث في حياة ندى، ولكنها حين كشفت سر اختفائه وفقدانه للذاكرة، لم تخلو من مبالغة مخلة.
استندت الرواية إلى السرد في معظمها، وجاءت لغتها سهلة وبسيطة، وكان الحوار فيها قليل، والحوار الداخلي قليل جدا، ولم تمنح الأماكن روحا، فقد مرت بالأماكن مرورا سريعا، وركزت على الحدث، أحداثها كثيرة، ومتسقة داخليا، رغم تناولها لقضية شائكة، لكنها عالجتها بدرامية سطحية، فخرجت رواية ممتعة، لكنها ليست مدهشة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف