الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوكر بقلم: رمضان السيد احمد

تاريخ النشر : 2016-05-28
الدرويش
جلست أمام المرآة تنظر تجاعيد وجهها القمحى ... تمسك بالشعيرات البيضاء تكاد تعاتبها ... لما تظهرين الآن ؟!
لم تهتم بأناقتها البسيطة ولم تخلع جلبابها الأسود منذ زمن .. عندما قررت أن تفعل ذلك ..وجدت الدهشة فى عينيى ابنتها الوحيدة .
لقد أصبحت جدة .
لم تعر دهشتها اهتمام ... لقد قامت على تربيتها منتظرة عودته .... تنتظرها منذ انتهت الحرب وعاد الجنود كل إلى منزله أو إلى قبره أو قبر هناك فى أرض المعركة وعاد دليله بالخبر ... لكنه لم يعد دليله ... أسر ... مات .. لم يستدل عليه ...حى فى البادية ... سيعود أبو الحسن يوماً .. سيجدها ترتدى الأسود تخبئ شعيراتها البيضاء كى لا يراها فى اقباله عليها .
الآن لابد لها بعد نيف وعشرين سنة أن تترك كل هذا وتحارب الشعيرات البيضاء .. تحارب شيخوختها ... تحارب العمر الذى يمر سريعاً دون أبا الحسن .
جلست فى المندرة الواسعة التى تستقبل فيها الضيوف .... تنتظر مروره بملابسه المرقعة بكل الألوان ومسبحته الطويلة حول عنقه وعصاه ذات الرأس القماش الملون ... يتركها بجانبه ويجلس إلى جوارها يمسك برقه .. ينشد مدح النبى ... ينتهى .. يمد يده يطلب حسنته ...تعطيه ..يهم بالنهوض ... تمسك برقعه ليجلس .. تأتيه بألوان الطعام المختلفة .
لا تهتم كم أكل بقدر كيفية أكله ... نظرته .. لون عينيه ..أنفه الأفطس .. وجهه القمحى الذى تواريه اللحية البيضاء .
أيناك ياأبو الحسن؟
لم تستضيفه سوى بعد ملئ عينيها بملامح زوجها
من أبو الحسن ياست الكل ؟!
جندى كان على الحدود ..خلصت حروب ورائها حروب ولم يعود .
جلس إليها زوج ابنتها ذات يوم ذكرها بالنكسة .انتقلت بكل جوارحها إلى احتضانه لدى عودته ..لم تكن تشك فى موته .. وقع من بين يديها ..دوة صرختها فى أرجاء البيت .
أبا الحسن .... أبا الحسن .
ظل فى غيبوبته أيام طوال .... ينتفض فى منتصف الليل يأخذ ساتر ... يجلس فى جانب من الحجرة يبكى .
قتل الجميع .... قتل الجميع .
تهدئه ..تربت على ظهره .
الجميع حى يا أبا الحسن .
لا مات الجميع ........أخذت الطائرة تحصدهم واحد يلو الآخر فى الصحراء .... دًفنت حى بين الجثث كنت أخاف الموت ....
عاد إلى الجيش ليثأر ويفع رأسه ... حارب وانتصر ولم يعد .
تنظر فى صفحات وجهه المليئة باللامبالاة التى رأتها من قبل على وجه زوجها .. كل شئ فيه يذكرها به ... لا تريد مفارقته ..تريد ملئ كل جوارحها وأحلامها بملامحه
ينهض .. تمسك بتلابيبه لتجلسه .
بالله عليك تجلس ... إجلس يا أبا الحسن .
ينهض مسرعاً .
حى أبو الحسن راح .... حى راح يا أم اليسامين .
أنت أبو الحسن .
راح أبو الحسن ... راح يا أم اليسامين .
تبكى .. تتشبث بتلابيبه .
بالله عليك يا أبا الحسن .
ذهب أبو الحسن لربه .
صدم حديدة عصاه بالأرض .. تركت رقعه .
حى ... هو الباقى الحى .
رمضان السيد احمد
15/5/2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف