الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لسرد حكايات المخيم ألوان قوس قزح بقلم:يحيى عزام

تاريخ النشر : 2016-05-28
لسرد حكايات المخيم ألوان قوس قزح بقلم:يحيى عزام
لسرد حكايات المخيم ألوان قوس قزح
مخيم الشهداء [ مخيم برج الشمالي]
في سنوات الشتات الأولى كانت بيوت المخيم تخلو من أبسط مقومات الحياة الكريمة؛ لا مطابخ لا حمامات ولا مرافق للصرف الصحي، بينما لا يزيد سمك جدران غرفها المصنوعة من ألواح إسمنتية تسمى "الإسبست" عن سنتيمتر واحد أو اثنين وبعض البيوت من طين أو صفائح براميل. ثم سمحت السلطات اللبنانية ببناء جدران البيوت بحجارة أسمنتيه بدون حديد بسماكة لا تزيد عن أل 10 سنتيمترات وتعلوها أسقف من صفائح حديدية المعروفة بـ "الزينكو"
كان أثاث معظم البيوت بالكاد يتكون من أسمال ووسائد، تُستخدم للجلوس نهاراً وللنوم ليلاً.
في الستينات كان بيتنا في مخيم الشهداء يتألف من غرفتين سماكة جدرانهما لا تزيد عن 10سنتيمترات و تعلوهما أسقف من ألواح الزينكو ، وكان المطبخ والمرحاض على مسافة بضعة أمتار مقابل الغرفتين والمساحة بينهما عبارة عن قصة الدار غير مسقوفة و سورًا حجرياً بسيطاً مع بوابة مصنوعة من قطع خشبية ملبسة بصفيح التوتيا في الوسط كانت شجرة توت وعلى الجهة الغربية أحواض مزروعة بالنعناع والبصل والفجل البقدونس والكسبرة والسبانخ والسلق.

السهر في المخيم

كان معظم أبناء المخيم يعملون أشغال موسمية يومية في الزراعة أو عمال بناء و إنشاءات ويعمل البعض بالمهن اليدوية و بعضهم كموظفون في وكالة غوث اللاجئين.
في أيام كثيرة من فصل الشتاء كان معظم العمال عاطلون عن العمل وكانت تكثر السهرات
و بشكل دوري.
في مساء يوم الخميس من أيام فصل الشتاء كنا على موعد مع ضيوف السهرة في بيتنا.
أشترى والدي الكستناء وملء المدفئة بألمازوت واشعل الكانون ( الموقد ) في غرفة الأطفال ومن ثم أشعل اللوكس وحضرت والدتي الشاي و طحنت القهوة.
ثم قالت والدتي لي خلص الفرض اللي بإيدك قبل ما تبلش السهرة، لانه هون جمعة النساء وانت مكانك بين الرجال.
بدأ الضيوف بالحضور والكل يتوقع ليلة ماطرة، بعد حوالي نصف ساعة أشتد المطر و بدا وميض البرق المتقطع يتسابق مع هزيم الرعد, وصوت حبات المطر ترتطم ب صفائح ألزينكو كانها زخات رصاص وبالكاد يسمع الواحد منا الاخر ... وفي هذا الجو المثير وفجأة سمعنا دقات على البوابة وصوت سويد الضرير يصرخ أفتحوا أنا أعرف أن السهرة عندكم اليوم. أتفق الجميع أن أذهب أنا و أفتح البوابة على أن لا أتفوه باي كلمة سوى تفضل،
فتحت البوابة و حين دخل - سويد أغلقت البوابة بسرعة وعدت الى الغرفة. لاحظت أن الكل صامت حتى في غرفة تجمع النساء، كنت على وشك أن أسأل ما الأمر وإذا بكل الموجودين في الغرفة يشيرون لي بالصمت.
جلس سويد بعد أن طرح السلام و ألقى بعصاه على المصطبة وخلع واقي الشتاء الذي كان يرتديه وقال: والله اللي قابر أهله ما بطلع من بيته بهيك جو، بس شو بدك تعمل أشتقنا للحبايب.
سكب والدي الشاي و سأل سويد: كم ملعقة سكر شايك فاجاب ثلاثة يا أبو يحيى، ما أنت عارف.
لاحظت على العم سويد أنه يفتح عينه و ينظر إلى السقف ويميل رأسه يمينا ويسارا، كانه يبحث عن شيء ما ثم قال:
الحمد لله خف المطر، و أستطرد في الحديث متسائلا: شو يا جماعة ما تحكوا، قال والدي: أي جماعة تقصد، قال: ولو السهيرة، ثم صرخ موجها كلامه إلى والدتي: دادا أم يحيى شربن النساء عندك الشاي أكلن الكستناء. أجابت والدتي: سويد راح أغلي القهوة لما أعرف كم رجال في بالديوان. ضحك سويد ضحكته المتقطعة الممزوجة بصوت خرير صدره وهو يدخن لفافة السجائر ثم قال: تكرمي يا دادا دقيقة وأنا ساخبرك العدد، كان يفتح عيناه، ينظر يسرة ويمنة أستغرق ربما دقيقتان من الوقت لا أكثر ثم قال: غير أبو يحيى و يحيى فيه 8 أشخاص بهذه الغرفة، ضحك الجميع، قال أبو أبراهيم والله جبتها يا سويد.
نهض أبو محمود وقال: براو يا سويد بكرة السهرة بدارنا بتكون ضيفي وسجايرك عندي
طول السهرة.
ألقاكم في الحلقة القادمة وحكاية من حكايات المخيم
يحيى عزام
Sundsvall, Sweden
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف