على عزف بندقية ! (من قلب مشتاق فلسطيني)
بقلم فرح عياش
بلا عنوان رحلنا ، بلا عنوان!
تلك الرمشة ، حملتنا فجأة لبلد آخر ! كانوا يحاولون أن يطمئنوا قلباً اعتاد العزف بين صمت الظلم جلسنا بصمت ، منا من يحاول استرجاع ذكرياته هناك ! و آخر يخلقُ الذكريات ، لعل خلقها يواسي عيناً .لم تراها ، وقلباً ارتوى شوقاً
أما على عزف تلك البندقية ، فكم تمنيت! كم تمنيتُ العودة ، لزيتونة الحبِّ التي تَقابَل أمامها جدي وجدتي ، لكعك القدس الأسمر كم تمنيت الجلوس على خشبٍ أكلته الحرب ، بعد أن تشرّب أمطار السَّلام كم تمنيت أن أرى شموع السلام في القيامة مضاءة تداوي جروح أقصانا، و لكن، لقد ضَلَلنا الطريق إليك يا وطني ، رحلنا و على الضياع اعتدنا ، فضاع منا العنوان.
عيون اعتادت على البعد و قلب تعب الاشتياق ، أنا لا ابكي ! فقط تخلل غبار الحنين عيناي ، أنا لا أبكي أبدا ، كفى يا أماه ، التبهت كل أنواع الاشتياق في حضرة اشتياقك ، كفى.
ثمانية و ستون عاماً و أنا أبحث عن أرضٍ و هوية ، أبحث عن بيتي ، عن وطني ، ولكن لا بأس ، ستبقى أرواحنا هنا ، تطرِّز ألوان النَّصر ، هناك! ، على عتبات القدس، حتى الخيط الأخير، ما زال نداؤنا حيا ، نداءُ الأذان و الأجراس، نداءٌ بلا عنوان ، ذاك النداء الذي رقّت له حتى ملائكة السماء.
بين صمتٍ ... و عزفِ بندقية ، من طفلٍ عربي و أنثى ثوريّة ، رسالة حِصار مليئة بصراخ الألم ، معتّقة برائحةِ الدماء ، مدفونة بغبار الحرب.
عذراً، لقد ضَلَلْنا الطريق إليك يا وطني ، و لم تبقَ إلا تلك القماشة ذات اللّونين الأبيض و الأسود تحمي بداخلها خصلات الغروب ، و دموع السلام المليئة بالحقد التي أسقَطها غبارِ الحنين.
بين ابتسامات و دموع ، بين أسقف الجدران و قماشة الخيمة ، سيبقى اشتياقنا مدفون ، بين حروف درويش و صوت مارسيل و مقاومة ريم ... بين صوت العزف ،عزفِ البندقية!
- فرح عياش
بقلم فرح عياش
بلا عنوان رحلنا ، بلا عنوان!
تلك الرمشة ، حملتنا فجأة لبلد آخر ! كانوا يحاولون أن يطمئنوا قلباً اعتاد العزف بين صمت الظلم جلسنا بصمت ، منا من يحاول استرجاع ذكرياته هناك ! و آخر يخلقُ الذكريات ، لعل خلقها يواسي عيناً .لم تراها ، وقلباً ارتوى شوقاً
أما على عزف تلك البندقية ، فكم تمنيت! كم تمنيتُ العودة ، لزيتونة الحبِّ التي تَقابَل أمامها جدي وجدتي ، لكعك القدس الأسمر كم تمنيت الجلوس على خشبٍ أكلته الحرب ، بعد أن تشرّب أمطار السَّلام كم تمنيت أن أرى شموع السلام في القيامة مضاءة تداوي جروح أقصانا، و لكن، لقد ضَلَلنا الطريق إليك يا وطني ، رحلنا و على الضياع اعتدنا ، فضاع منا العنوان.
عيون اعتادت على البعد و قلب تعب الاشتياق ، أنا لا ابكي ! فقط تخلل غبار الحنين عيناي ، أنا لا أبكي أبدا ، كفى يا أماه ، التبهت كل أنواع الاشتياق في حضرة اشتياقك ، كفى.
ثمانية و ستون عاماً و أنا أبحث عن أرضٍ و هوية ، أبحث عن بيتي ، عن وطني ، ولكن لا بأس ، ستبقى أرواحنا هنا ، تطرِّز ألوان النَّصر ، هناك! ، على عتبات القدس، حتى الخيط الأخير، ما زال نداؤنا حيا ، نداءُ الأذان و الأجراس، نداءٌ بلا عنوان ، ذاك النداء الذي رقّت له حتى ملائكة السماء.
بين صمتٍ ... و عزفِ بندقية ، من طفلٍ عربي و أنثى ثوريّة ، رسالة حِصار مليئة بصراخ الألم ، معتّقة برائحةِ الدماء ، مدفونة بغبار الحرب.
عذراً، لقد ضَلَلْنا الطريق إليك يا وطني ، و لم تبقَ إلا تلك القماشة ذات اللّونين الأبيض و الأسود تحمي بداخلها خصلات الغروب ، و دموع السلام المليئة بالحقد التي أسقَطها غبارِ الحنين.
بين ابتسامات و دموع ، بين أسقف الجدران و قماشة الخيمة ، سيبقى اشتياقنا مدفون ، بين حروف درويش و صوت مارسيل و مقاومة ريم ... بين صوت العزف ،عزفِ البندقية!
- فرح عياش