الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عقول راقية (4) السكينة المفقودة بقلم : عبد الفتاح أحمد الحنفي

تاريخ النشر : 2016-05-28
عقول راقية (4) السكينة المفقودة بقلم : عبد الفتاح أحمد الحنفي
بقلم : عبد الفتاح أحمد الحنفي
عقول راقية ..(4)

السَّكِينَة المفقودة


     الحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الإسلام ، يقول الله عز و جل في كتابه الكريم : ﴿ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾] الحجر: 2 [. وقد ذهب كثيراً من العلماء في تفسير هذه الآية على إنه إذا كان يوم القيامة، واجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار لمن في النار من أهل القبلة: ألستم مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فسمع الله ما قالوا، فأمر بكل من كان من أهل القبلة في النار فأخرجوا، فقال من في النار من الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين  .فالحمد لك يا الله على هذه النعمة العظيمة .

     و يحتاج كل إنسان منا لفترات يصفو بها مع نفسه و يبعد بها عن هموم الدنيا و مشاغلها و يفرغ نفسه و قلبه و عقله للعبادة والتأمل والتفكر والتدبر، ليقترب من الرحمن و يستزيد من الإيمان، فمن المعلوم ان الإيمان يزيد و ينقص، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية .

ولعل الكثير منا ينتظر قدوم شهر رمضان ليجد ما كان يبحث عنه من سكينة و هدوء و أجواء تساعده على محاولته في التغيير، تغيير نفسه أولاً و من ثم من حوله، تغيير إلى الأفضل، و تغيير يحقق له مراده و هدفه في وضع نفسه على الطريق المستقيم، الطريق الذي يجعله سعيداً و راضي في الدنيا و يجعله من الفائزين في الآخرة بإذن الله تعالى .

و السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام، هل نجد ما نبحث عنه في هذا الشهر ؟ و الإجابة الإفتراضية هي نعم، كيف لا و هو شهر القرآن، شهر البركة و المغفرة و العتق من النار، شهر الرحمة و الإحسان، كيف لا و فيه أُنزل القرآن، كيف لا و فيه ليلة خير من ألف شهر !!

ولكننا مع هذا كله لا نجد السكينة و الراحة !! نعم، بل على العكس جعلنا من شهر رمضان موسم سنوي للمشتريات و التسلية و السهر و اللهو و المرح !! فتجد الأسواق مكتظة بالناس ليلاً و نهاراً، بل و يزداد ذلك في الساعة الأخيرة قبل وقت الإفطار، و تجد التجمعات و الجلوس في الطرقات حتى مطلع الفجر، حتى بيوت الله لم تسلم من تلك الفوضى فتجد سوق خارج المسجد و سوق بداخله !! و كأن الناس كانت ممنوعة من الكلام طوال العام .

و من العجيب في هذا الشهر أن تجد الناس حريصة كل الحرص على أداء صلاة التراويح في جماعة مع التهاون والتكاسل في الصلوات المكتوبة، و المثير للدهشة هو السرعة الغير طبيعية التي تهبط فجأة على المؤذن و إمام المسجد !! فلا يكاد ينتهي المؤذن من النداء حتى يُقيم الصلاة و تجد الأمام يُقصر في صلاة العشاء و يُسرع حتى يتفرغ لصلاة التراويح، فلا وقت للتسبيح و لا للدعاء بعد الصلاة ولا حتى لصلاة ركعتي السنة إلا خطفاً سريعاً، ولا مجال للمتأخرين، فتجد الناس في سرعة غريبة خوفاً من عدم اللحاق بالصلاة و ما يتبعها من إحراج في حال التأخير حيث يكون في المسجد جماعتين و يختلط التكبير بالتكبير و الركوع بالسجود، ولا يدري المصلين في الجماعتين من صاحب النداء !!

و من الأمور الجميلة أن ترى التواصل بين الأقارب و الأحباب و صلة الأرحام، فالكثير من الناس يتفقدوا أقاربهم في هذا الشهر المبارك، وهذا جيد طبعاً، ولكن يبدو أننا لدينا سوء فهم في تلك الزيارات، فتلك الزيارات انما تكون لتفقد الناس و الوقوف على احتياجاتهم و السؤال عليهم و ادخال روح المحبة و التكافل بين الناس، ولكننا نجد العكس، فتجد البعض يهم بزيارة اقاربه حتى يزيح عبئ من على كتفيه و حتى لا يلومه الناس، و في نفس الوقت يعتبرها فرصة جيدة للسهر و السمر حتى وقت السحور، و هذا بالتأكيد يزعج الناس التي تريد أن ترتاح قليلاً قبل أن تصحوا للسحور و لصلاة الفجر أو للذين يشغلون ليلهم بالعبادة و قراءة القرآن .

و من المؤسف حقاً ما نجده على شاشات الفضائيات من هذا الكم الهائل من المسلسلات و البرامج التافهة و الهابطة لتسلية الناس !! و كأن هذا الشهر شهر ملل و خمول و فراغ .. فتجد الفضائيات تتسابق قبل حلول شهر رمضان بوقت طويل في التحضير لهذا الشهر، فشهر رمضان بالنسبة لهم موسم لتسويق مسلسلاتهم والتي لا يحترمون فيها حرمة هذا الشهر الكريم، فتجد المشاهد الخادشة للحياء من مُجون و عُري و ألفاظ ساقطة و هابطة، والناس تشاهد و تتابع بكل صدر رحب وبكل سرور و كأننا في عصور الجاهلية الأولى و لم يدخل الإسلام ديارنا بعد !! و لا أدري كيف تغير هذا الإنسان الذي كان قبل دقائق صائماً عن الشهوات محافظاً على الصلوات عابداً لربه يدعو ربه تضرعاً و خفية، ويدعوه خوفاً و رجاءً، كيف انقلب هذا الإنسان فجأة لشخص آخر يجاهر بالمعاصي والذنوب !!

فليس من الحكمة التفرقة بين نهار رمضان و ليله، إنما رمضان كله خير، نهاره و ليله، فلا يصح أن أكون صائماً عن الشهوات عابداً لله طوال النهار فإذا جن الليل تحللت من كل العهود و أطلقت العنان لشهواتي، فهذا ليس من الحكمة في شئ .

إن حال الأُمة لا يحفى على أحد، فقد ظلمنا أنفسنا و تكالبت علينا الأمم، و رمضان فرصة حقيقية للباحثون عن التغيير الحقيقي والجاد، فلا يعلم أحد منا هل ستتكرر تلك الفرصة أم يكون قد انتهى الأجل و يكون تحت التراب، فلنقتنص تلك الفرصة العظيمة لعل الله يبدل أحوالنا إلى الأفضل .


و أخيراً أُذكركم و أُذكر نفسي قبلكم، فقد خاب و خسر من أدرك رمضان فلم يغفر له، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم  :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

﴾ ] سورة البقرة : 183[. ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ((.

اللهم بلغنا رمضان و ارزقنا صيامه و قيامه و تلاوة القرآن و اكتب لنا فيه المغفرة و العفو و العتق من النار.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف