حوار بين فتاة ، وثلاثة شُبان
بقلم : كريم الصغيّر
إتصل بي أحد الأصدقاء حيثُ طلب مني الحضور إلى أحد المقاهي لكي يراني حيثُ لم نلتقي منذ أشهر ، ذهبت متشوقاً لهذا اللقاء وجلسنا " يعاتب " بعضنا الاخر على قلة السؤال ، وقلة الإتصال ، وقلة الاطمئنان ، وبعدها جاء شابان وفتاة وجلسوا معنا ، وكعادتي فإني أخجل من الحديث مع فتاة لا أعرفها ، فجلستُ مراقباً لما يقولون ، بدأت الفتاة بالتحدث عن حقوق المرأة وعن مكر المرأة إيضاً ، ومن ثم تعمّقت في تفاصيل التفاصيل .
بدأ الشبان يدافعون عن القيم الإجتماعية ، والقانون الإجتماعي الذي " يُعلي " من قيمة الذكر ، ويقلل من قيمة الأنثى وبدأت الفتاة بالرد عليهم ، وكان سلاحها قصائد لنزار قباني " تُعلي " من قيمة الأنثى ، الحقيقة أنني فضلتُ الصمت على الحديث حتى لا يعتبر هؤلاء الشبان موافقتي على رأيها له دوافع " شخصية أو غريزية " وهذا للاسف ما يعتقده البعض حول من ينحاز للأنثى في مجتمع يحارب الانوثة.
إنتهى النقاش بهزيمة الشبان من فتاة ، إنتهى النقاش وبدأت الهمهمات بين الشبان اللذين بدأوا يتهمونها بـ " العهر " ، حتى تبقى " ذكوريتهم " أصلب من شجاعة هذه الفتاة وقوة كلماتها التي لا زالت في أذني ، هذه الفتاة وغيرها القليل من الفتيات اللواتي أدركن قيمتهن ، وخرجن من عباءة " النقص والعورة " ، وتحررن من قيود مجتمعية غُلفت بـ " سلطوية دينية " تهدف إلى الحطّ من قيمة الأنثى حتى وإن أدعى البعض أهمية دور المرأة وغير هذا الكلام الإنشائي الذي أثبت أنه " جرع تخديرية " لا أكثر ولا أقل
البعض يرد علينا بقضية الدفاع عن الأنثى ، بإنهن قد مارسن كافة حقوقهن فهاهي الانثى تقود المركبة ، ولها دورها في السوق العملي ، والبعض يتبجح بالقول " شو بدهم أكثر من هيك " ؟ إن العلة الحقيقة هي في العقول ، والذي حرر المرأة في مجتمعنا هي ظروف الحياة لا نتاج عقلاني يقدرّ دور المرأة فالحرية المشروطة ليست حرية ، والنظرة " الإستعلائية " للإنسان ليس تقديراً له ، وإختزال أخلاق الإنسان بـ قطع قماش أو بطول الرداء إنما هو " إختلال في العقل " ، وضعف في البصيرة ، وإنحسار في الرؤية
بقلم : كريم الصغيّر
إتصل بي أحد الأصدقاء حيثُ طلب مني الحضور إلى أحد المقاهي لكي يراني حيثُ لم نلتقي منذ أشهر ، ذهبت متشوقاً لهذا اللقاء وجلسنا " يعاتب " بعضنا الاخر على قلة السؤال ، وقلة الإتصال ، وقلة الاطمئنان ، وبعدها جاء شابان وفتاة وجلسوا معنا ، وكعادتي فإني أخجل من الحديث مع فتاة لا أعرفها ، فجلستُ مراقباً لما يقولون ، بدأت الفتاة بالتحدث عن حقوق المرأة وعن مكر المرأة إيضاً ، ومن ثم تعمّقت في تفاصيل التفاصيل .
بدأ الشبان يدافعون عن القيم الإجتماعية ، والقانون الإجتماعي الذي " يُعلي " من قيمة الذكر ، ويقلل من قيمة الأنثى وبدأت الفتاة بالرد عليهم ، وكان سلاحها قصائد لنزار قباني " تُعلي " من قيمة الأنثى ، الحقيقة أنني فضلتُ الصمت على الحديث حتى لا يعتبر هؤلاء الشبان موافقتي على رأيها له دوافع " شخصية أو غريزية " وهذا للاسف ما يعتقده البعض حول من ينحاز للأنثى في مجتمع يحارب الانوثة.
إنتهى النقاش بهزيمة الشبان من فتاة ، إنتهى النقاش وبدأت الهمهمات بين الشبان اللذين بدأوا يتهمونها بـ " العهر " ، حتى تبقى " ذكوريتهم " أصلب من شجاعة هذه الفتاة وقوة كلماتها التي لا زالت في أذني ، هذه الفتاة وغيرها القليل من الفتيات اللواتي أدركن قيمتهن ، وخرجن من عباءة " النقص والعورة " ، وتحررن من قيود مجتمعية غُلفت بـ " سلطوية دينية " تهدف إلى الحطّ من قيمة الأنثى حتى وإن أدعى البعض أهمية دور المرأة وغير هذا الكلام الإنشائي الذي أثبت أنه " جرع تخديرية " لا أكثر ولا أقل
البعض يرد علينا بقضية الدفاع عن الأنثى ، بإنهن قد مارسن كافة حقوقهن فهاهي الانثى تقود المركبة ، ولها دورها في السوق العملي ، والبعض يتبجح بالقول " شو بدهم أكثر من هيك " ؟ إن العلة الحقيقة هي في العقول ، والذي حرر المرأة في مجتمعنا هي ظروف الحياة لا نتاج عقلاني يقدرّ دور المرأة فالحرية المشروطة ليست حرية ، والنظرة " الإستعلائية " للإنسان ليس تقديراً له ، وإختزال أخلاق الإنسان بـ قطع قماش أو بطول الرداء إنما هو " إختلال في العقل " ، وضعف في البصيرة ، وإنحسار في الرؤية