الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة ..ناقصها جندي !!بقلم: رامي أبو شاويش

تاريخ النشر : 2016-05-27
غزة ناقصها ....جندي !

رامي أبو شاويش

تحرص الشعوب على تكريم جنودها الذين قتلوا في الحروب ،وتخليد ذكراهم بشتى الطرق ومن أهمها بناء نصب تذكاري للجنود المفقودين يكون رمزا لهم ويخلد ذكراهم في النفوس والعقول ،وليكون شاهدا على عظمة تضحياتهم دفاعا عن تراب الوطن وصونا لكرامته وعزته وشموخه
فهم ضحوا بأغلى ما يملكون دفاعا وذودا عن حياض الوطن ،وجادوا بأرواحهم حتى روت دمائهم الزكية الأرض واختلطت بترابها المقدس .

وتذكر الكتب أن نصب الجندي المجهول تقليد اتبعته بعض الدول الأوروبية وبعض دول الشرق بعد الحرب العالمية الأولى. فقد رأى المسئولون في دول الحلفاء أن جثث الكثيرين من الجنود الذين لقوا حتفهم في المعارك لايمكن التعرف عليها. وقررت حكومات كل من بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، تكريم ذكرى هؤلاء الجنود بطريقة خاصة. فقامت كل حكومة باختيار جندي مجهول رمزي ودفنه في العاصمة القومية ، أو بالقرب منها، ثم بنت نصبا تذكاريا أو ضريحا تكريما له.

ويقال أن أول ضريح للجندي المجهول إلى عام 1858 وهو ضريح "جندي المشاة" في فريدريكا في الدنمارك بعد حرب سكيلسفيغ الأولى ويعود ضريح مهم آخر إلى عام 1866 الذي وضع في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث الحرب الأهلية هناك بين الشمال والجنوب لكن بداية الأمر كتقليد فعلي أخذت مكانها بعد أحداث الحرب العالمية الأولى والتي بلغ عدد الضحايا والجنود الذين لم يكن بالإمكان التعرف على هويتهم عدداً هائلاً ويعتقد أن بداية التقليد أخذت طريقها من تأسيس ضريح الجندي المجهول تحت ما يعرف بقوس النصر في باريس عام 1920 , وتم إنشاء ضريح للجندي المجهول في القاهرة بعد حرب أكتوبر عام 1973 وكذلك في دمشق في عام 1994 .

وفي غزة أقيم في عام 1957نصب تذكاري مبني على قبر جندي فلسطيني مجهول في وسط مدينة غزة في الحديقة المقابلة لمبني المجلس التشريعي الفلسطيني ،وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتدميره عام 1967 وبعد توقيع اتفاقية أوسلو قامت السلطة الوطنية ببنائه من جديد حيث أزاح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الستارة عنه عام 2000.
وللجندي المجهول أهمية رمزية كبيرة عند الكثير من أبناء قطاع غزة، حيث تقام عنده الكثير من النشاطات والفعاليات والمناسبات الوطنية وخيمات الاعتصام، وكان الرئيس أبو عمار ومن بعده الرئيس أبو مازن يحرص على زيارته ووضع إكليلا من الزهور مع قراءة الفاتحة في كثير من المناسبات الوطنية والأعياد .

والجندي المجهول في غزة هو عبارة عن قاعدة خرسانية ترتفع نحو مترين يتم الوصول لها من خلال ست درجات.ويستقر فوقها تمثال لجندي يرتدي بزته العسكرية بكامل عتاده ويحمل سلاحاً في يده اليمنى، في حين يشير بإصبع السبابة من يده اليسرى في اتجاه الشرق نحو (القدس) العاصمة الأبدية لفلسطين .
ومحفور على القاعدة الرخامية من الجانب الأول خارطة فلسطين وخطت أسفلها آية قرآنية "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"، ورسم في الجانب الثاني علم فلسطين بألوانه الأربعة، موضوع على سارية كتب أسفله عبارة :
لينشر بعد طي ذلك العلم ولينتعش أمل يكبو به الألم إن شاء الله.
وفي الجانب الثالث من القاعدة الخرسانية كتبت أبيات من الشعر تقول:
للأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق

كما كتب في الجانب الرابع أبيات أخرى للشاعر أبو القاسم الشابي تحت خارطة للوطن العربي:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.

وتعرض الجندي المجهول للكثير من محاولات التخريب ،والتدمير على مر الزمن حيث دمره الجيش الإسرائيلي مع احتلاله لقطاع غزة عام 1967 ،و تعرض لمحاولة تفجير في عام 2005 بقصف صاروخي إسرائيلي، وللأسف مع سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007 تم تفجيره وقام بعض الصبية بربطه وسحله في شوارع غزة في مشهد يندى له الجبين .

ومنذ ذلك اليوم المشؤوم مازال الجندي غائبا عن قاعدته الخرسانية .فمتى يعود الجندي ليأخذ مكانه فيعود للمكان بهجته ولالاف الشهداء رمزهم وعنوانهم .

لذلك أدعو كل الأحرار والشرفاء أن يساعدوا في صنع تمثال جندي جديد بنفس المواصفات السابقة ووضعه في مكانه في احتفال شعبي مهيب يليق بتضحيات ألاف الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية ارض فلسطين .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف