الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمطار النور بقلم : ميساء البشيتي

تاريخ النشر : 2016-05-27
أمطار النور بقلم : ميساء البشيتي
أمطار النور
حروفي دخلت في غيبوبة الخريف، أُوقظ حرفًا فيغفو الآخر، أضمها لتشكل عنقود لغة، فتخرج لفائف حارقة تلذَع القلوب. كنتُ أْشْكَلُها على صدرك فتضيء، أرسمها على شفتيك فتنطق، أكتبها على قلبك فتعشقني حتى الرمق الأخير، فمتى تعود حروفي رسول محبة إليك، وتنهض من غيبوبة الشهيق والزفير؟!
حروفي يا رفيق الألم لا تستطيع أن تقف على ساقيها كباقي الزهور! لا تستطيع أن تركض إليك كفراشات الربيع حين كانت تلتحف كفيِّك وتطلب منك الاحتماء فيك، لا تستطيع الطيران كعصفور، والتحليق كطير، واختطافك على بساط الريح لنطوف معًا كنجم ونجمة جميع مجرات الياسمين، نمسح عن أوراقها بطش الجاهلية الأولى، والعصبية الأولى، وظلام السالف من العصور.
تريدني أن آتيك كعاصفة هوجاء تخلخلك من الجذور، تقتلع من ذاكرتك بيادق القلق وخرائط الطريق، تنتشلك من ميادين الدمار، تبدد من حولك أعاصير الشك بكل من غيروا مساراتهم فجأة من اليسار إلى اليمين. فكيف لي أن أتحول إلى عاصفة تغير معالمك إن كانت حروفي لا تقوى على الزحف، والنطق، ورسم الكحل في عينيِّ للقاء الحبيب؟!
أنا متعبة يا رفيق، وأنتَ في أوج المستحيل.
أنتَ نجم يشع بسخاء، ترقص أنوارك على نافذتي طِوال الليل، وأنا أحاول كأميرة الحكايات أن أصعد الشرفة متسلقة جدائلي، وأن أمسك خيطًا واحدًا من هذا الشعاع، لكنني كلما أمسكت حزمة تنفلت الأخرى من قبضة يدي! فكيف تريدني أن أقطف كل شعاعك، كل نورك، وأنا هذه الأرض التي ولدتني لا تحملني، وتنكرني رقعة أقدامي، فكيف ستتعرف عليَّ حزمة من نور شعاعك؟!
من كوكب الأرض إلى درب التبانة جميع أشجار الخوخ والتين واللوز والعناب كسائر البشر من لعوبٍ إلى كذوبٍ إلى مراءٍ ومنافق، يتسابقون على موائدي في كل الفصول، وعند أول هجمة للتتار يقدمونني أضحية، ويشهرون إليهم عنواني. يفور غضبي غيظًا وأسفًا وتغلي في مراجل القهر دمائي، وكبش الفداء لهذه الهجمة البربرية هو هذه الأوراق، أحملها بكل ما أوتيت من عنفٍ وأقذفها إلى صدر الحائط فيتحطم قلبه، ويتهشم قفصه الصدري، وتتبعثر أضلاعه، وأمضي دون أن أقدم إليه إعتذاري، أو أعذاري.
في الليل، بعد أن تهدأ ثورة الشمس، أستقبل الليل برأسي الحاسر، أنتظر منه أن يهبني شعاعك الذي ينبعث من اللامكان واللازمان، يأتيني متوهجًا "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار" أتمنى ساعتها لو أنني أستطيع أن أحلق بك، أن أغمرك وتغمرني فتذوب بيننا كل المسافات وأعانق شلالات النور وهي تتدفق من عينيك فأقطف بعضًا منها أنير بضيائها أزقة العتمة التي احتلتني واستباحت دياري. لكنَّ حروفي منذ آخر ثورة لي على الحائط لا تستطيع النهوض أو الحراك.
أهطل بشعاعك المطري الآن، أرسله إليَّ ليحيِّ هذه الحروف الميتة، قد تنتعش في حضوره فتسابق الريح، تقف في وجه الزوابع والأعاصير، تصرخ بملء العنفوان: هناك في تلك السماء البعيدة ينتظرني نجم حاتمي النور، أريد أن أقطفه، أن أضمه إلى حضني، أن يهطل عليه وعليَّ مطر العشق، أن يغتسل في حضني ومن وجعي يغسلني.
أريد لكل الأصوات القادمة مع الريح أن تهدأ، بل تخرس! أريد فقط صوت مطرك عاليًا، هادرًا، متفجرًا بالحياة، أريده أن يبعثني من جديد، أن يحيني، ينشيني، يطربني، يدغدغ حروفي في غيبوبتها، يوقظ الشهيق والزفير في رئتيها، ينتشلها من سباتها الطويل، من أقراص التنويم وحقن الموت الرحيم، ويدعوها للنهوض من جديد، أريد لأمطار شعاعك أن تخترقني، فقد جفت شراييني.
ميساء البشيتي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف