بينَ التَّأمُّل والتَّفَكُّر (1)
(1)
يُعَلِّمُهُ.. فيشعُر بجهله!
عندما يُصْبِح الطالبُ مُعَلِّمًا
يرجعُ ذاتُ الـمُـعَلِّمِ طالِبًا
ليجهل شعورًا ينتابه!
ومع تعلُّمِه الكثير..
والكثير الكثير من العلم
لم يفهم ذاك الشُّعور بعد!
فكُلَّمَا تعلَّم شيئا..
يَشعُر بأنَّهُ يجهلُ أشياءً!
إنَّ طلبَ العلم لا ينتهي..
فالعلم نعمةٌ من الله عظيمة.
(2)
سألَ مُعلِّمَهُ عنِ التَّعلُّم فأجابه..
إنَّ التَّعلُّم..
هُو ليس كُل ما بجُعبة المعلِّم
فاحرِص أوَّلا..
على أن تتعلَّم لا أن تَتَجَهَّم..
ومِنَ النُّبلِ ثانيًا..
أن تكُون مُتأمِّلًا ومُتفَكِّرًا..
لِتفسِح المجال أثناء تَعَلُّمِك
لِلعِلمِ أن يُّعلِّمَك.
(3)
أكثّرَ الطَّالِبُ الأسئلة..
ولم يصبِر على مُعَلِّمِه ليشرحَ له
وأكثر الطالب عَدِيد الأسْئِلَة ثانيةً..
أصيب مُعلِّمَه بالاستِياء
فَلَم يُفصِح لهُ عنِ الأجوِبة
تأدَّب في السُّؤالِ
بِاستحياءٍ من مُعلِّمِك
بِالاستِئذَانِ مِنه لتحصيلِ المعرفة
هذا إن أردت الاستِسقاءَ والتَّعَلُّم.
(4)
إن ضخَّمتها تعالَت عليك!
نفسك إن تتكبَّر تُنسيك..
حجم نفسِك الحقيقي!
فَفِي التَّواضُع تكمُن المعرفة..
وتزكيةُ النَّفس والرُّقي
كما لِكُلِّ شيءٍ حجمٌ له
يجب أن لا نعطِيهِ أكبرَ مِنه.
(5)
صعبة الأمُور..
وهي ليست صعبة!
متى تجرَّدَت سُهُولتُها..
فسُهُولتها مُمتنِعة!
مشاكِلُك الصَّعبةُ إن ضَخَّمتَها.
(6)
يَصِلُهَا فَتَصِلُه!
مُحاولةٌ لِتَوْطِيدِ عَلاقَة إنسانٍ
بِنفسه, ليكتشِفْهَا..
يَكْتَشِفهَا فَتَأمُرُه..
يُطيعُها..
فتضِيعُ منه مرةً أخرى
بالسُّوءِ تأمُره..
ويجتهد في تزكيتها
تزكيةُ النَّفس تهذِيبُهَا..
وَهِيَ مَرْحَلَةٌ جِدُّ صَعْبَة.
(7)
الماديَّة..
تُعبِّر دائمًا عن سُطُوحِ الأشياء
لا مَضْمُونها!
فَلَا تَكُن مَاديًّا..
برؤيتك السَّطحيَّة
وحاول أن تفهم الأشياء.
(8)
مسكنُهُ الأرض..
وفكرهُ بخارِجِهَا!
لقد ابْتَعَدَ عَنِ المادِّيَّاتِ مَا اسْتَطَاع
وَذَهَبَ إِلَى الْقَمَر بلا تذكرة سفر!
إنَّ بين الخيال والواقع عبارة:
سفرٌ بحُريَّة = خُرُوجٌ عَنِ المادِّيَّة.
(9)
بهم لا بِغَيْرِهِم!..
كلُّ اللاهثين على السُّلطة هذا فِكْرُهُم!
وطريقة وصولهم!..
هي عدم احترام آراء وأفكار غيرهم!
ومنافَستُهم!..
كَمُناظرةٍ عن ماهيَّةِ الضَّوء..
بين من لم يرى الضَّوء بتاتًا!
ومن هو بداخل الضَّوء مسكنه.
(10)
قُدُمًا..
كان مَقْصَدُهُم لِلْمُضِيِّ بِالبلاد..
ولكن!..
لم يُحدِّدُوا لنا..
أَبِالعمارِ أم بِالخرابِ يمضُون؟!
(11)
توقَّفنا لنَرتاحَ قليلًا
فارتحلَ التَّوقُّفُ بِالمضِيِّ قُدُمًا..!
يتبع...
بقلم : علي الحبيب بوخريص.
(1)
يُعَلِّمُهُ.. فيشعُر بجهله!
عندما يُصْبِح الطالبُ مُعَلِّمًا
يرجعُ ذاتُ الـمُـعَلِّمِ طالِبًا
ليجهل شعورًا ينتابه!
ومع تعلُّمِه الكثير..
والكثير الكثير من العلم
لم يفهم ذاك الشُّعور بعد!
فكُلَّمَا تعلَّم شيئا..
يَشعُر بأنَّهُ يجهلُ أشياءً!
إنَّ طلبَ العلم لا ينتهي..
فالعلم نعمةٌ من الله عظيمة.
(2)
سألَ مُعلِّمَهُ عنِ التَّعلُّم فأجابه..
إنَّ التَّعلُّم..
هُو ليس كُل ما بجُعبة المعلِّم
فاحرِص أوَّلا..
على أن تتعلَّم لا أن تَتَجَهَّم..
ومِنَ النُّبلِ ثانيًا..
أن تكُون مُتأمِّلًا ومُتفَكِّرًا..
لِتفسِح المجال أثناء تَعَلُّمِك
لِلعِلمِ أن يُّعلِّمَك.
(3)
أكثّرَ الطَّالِبُ الأسئلة..
ولم يصبِر على مُعَلِّمِه ليشرحَ له
وأكثر الطالب عَدِيد الأسْئِلَة ثانيةً..
أصيب مُعلِّمَه بالاستِياء
فَلَم يُفصِح لهُ عنِ الأجوِبة
تأدَّب في السُّؤالِ
بِاستحياءٍ من مُعلِّمِك
بِالاستِئذَانِ مِنه لتحصيلِ المعرفة
هذا إن أردت الاستِسقاءَ والتَّعَلُّم.
(4)
إن ضخَّمتها تعالَت عليك!
نفسك إن تتكبَّر تُنسيك..
حجم نفسِك الحقيقي!
فَفِي التَّواضُع تكمُن المعرفة..
وتزكيةُ النَّفس والرُّقي
كما لِكُلِّ شيءٍ حجمٌ له
يجب أن لا نعطِيهِ أكبرَ مِنه.
(5)
صعبة الأمُور..
وهي ليست صعبة!
متى تجرَّدَت سُهُولتُها..
فسُهُولتها مُمتنِعة!
مشاكِلُك الصَّعبةُ إن ضَخَّمتَها.
(6)
يَصِلُهَا فَتَصِلُه!
مُحاولةٌ لِتَوْطِيدِ عَلاقَة إنسانٍ
بِنفسه, ليكتشِفْهَا..
يَكْتَشِفهَا فَتَأمُرُه..
يُطيعُها..
فتضِيعُ منه مرةً أخرى
بالسُّوءِ تأمُره..
ويجتهد في تزكيتها
تزكيةُ النَّفس تهذِيبُهَا..
وَهِيَ مَرْحَلَةٌ جِدُّ صَعْبَة.
(7)
الماديَّة..
تُعبِّر دائمًا عن سُطُوحِ الأشياء
لا مَضْمُونها!
فَلَا تَكُن مَاديًّا..
برؤيتك السَّطحيَّة
وحاول أن تفهم الأشياء.
(8)
مسكنُهُ الأرض..
وفكرهُ بخارِجِهَا!
لقد ابْتَعَدَ عَنِ المادِّيَّاتِ مَا اسْتَطَاع
وَذَهَبَ إِلَى الْقَمَر بلا تذكرة سفر!
إنَّ بين الخيال والواقع عبارة:
سفرٌ بحُريَّة = خُرُوجٌ عَنِ المادِّيَّة.
(9)
بهم لا بِغَيْرِهِم!..
كلُّ اللاهثين على السُّلطة هذا فِكْرُهُم!
وطريقة وصولهم!..
هي عدم احترام آراء وأفكار غيرهم!
ومنافَستُهم!..
كَمُناظرةٍ عن ماهيَّةِ الضَّوء..
بين من لم يرى الضَّوء بتاتًا!
ومن هو بداخل الضَّوء مسكنه.
(10)
قُدُمًا..
كان مَقْصَدُهُم لِلْمُضِيِّ بِالبلاد..
ولكن!..
لم يُحدِّدُوا لنا..
أَبِالعمارِ أم بِالخرابِ يمضُون؟!
(11)
توقَّفنا لنَرتاحَ قليلًا
فارتحلَ التَّوقُّفُ بِالمضِيِّ قُدُمًا..!
يتبع...
بقلم : علي الحبيب بوخريص.