الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تاريخ العلاقة التشيكية الإسرائيلية بقلم:فؤاد الهمشري

تاريخ النشر : 2016-05-26
تاريخ العلاقة التشيكية الإسرائيلية بقلم:فؤاد الهمشري
للعام الثالث على التوالي أيام اورشاليم في جمهورية التشيك

تحت رعاية وزارة الثقافة التشيكية وبالتعاون والتنسيق ما بين مجلس محافظة العاصمة التشيكية- براغ  والسفارة الاسرائيلية في براغ، يقام كل عام مهرجان ايام القدس.  العام الماضي كان في مدينة بلزن، وتحدث به الرئيس التشيكي ميلوش زمان، وكعادته  وعادة الرؤساء السابقين، تفاخر بما قدمته الحكومات المتعاقبة من معونات عسكرية لإسرائيل، ومن المعروف عنه انه احد اهم نافخي نار الاسلاموفوبية في اوروبا.  وفي هذا السياق اشير الى مقالة السيد: يونس السيد والمنشورة في صحيفة  الخليج الإمارتية عنوان "التشيك ونقل السفارة الى القدس" وقد صعقت بجملة  (على الرغم انني اتفق مع بقية المقال) كتبها السيد يونس، "بان التشيك تحولوا من اشد المناصرين للقضية الفلسطينية الى مرتع للصهيونية"، وهي فكرة خاطئة سائدة لدى الكثير من أبناء شعبنا، حيث لم يكن التشيكوسلوفاك يوماً من أشد المناصرين لقضيتنا. بل كانت هناك ظروف موضوعية واوامر واضحة من الاتحاد السوفيتي، وكردة فعل على تحول اسرائيل اتجاه الغرب ونسيانها لكل الدعم العسكري من منظومة الدول الاشتراكية ،كنا فيه نحن الفلسطينيون حجر شطرنج ما بين الشرق والغرب.  ولمزيد من القاء الضوء على هذه الفكرة ولوضع الحقائق أمام الجميع من أبناء شعبنا ومثقفيه وقياداته، التي توضح الدور الخطير الذي لعبه الدعم التشيكوسلوفاكي (بشقيه اليميني واليساري، ولغاية الان النقطة الوحيدة التي يتفق عليها الطرفان ،هي مناصرة اسرائيل، وعدم الاكتراث الى ما حل بالشعب الفلسطيني. هناك بعض الرتوش امثال مشروع طوباس المتواضع، اي شعرة معاوية ) لعبه الدعم للعصابات الصهيونية، ومن ثم للكيان الناشئ، قمت بترجمة بحث بعنوان "مجرى وتفاصيل المساعدة العسكرية التشيكوسلوفاكية لإسرائيل في نهاية الاربعينيات"، والبحث موجود على موقع (معهد الدراسات العسكرية التاريخية في براغ) وأورده أدناه:
                  
تفاصيل ومجرى عملية المساعدات التشيكوسلوفاكية (دولة التشيك والدولة السلوفاكية الان) العسكرية لإسرائيل ما بين عام 1940 و 1948 

متحف (جيجكوف) يمثل العلاقات العسكرية ما بين اسرائيل وتشيكوسلوفاكيا مع بداية العام 1940 وحتى اوائل الخمسينات من القرن الماضي. 

 ما هو شكل وحجم المساعدات العسكرية الملموسة التي قدمتها تشيكوسلوفاكيا لدولة اسرائيل الناشئة؟

في تشرين الثاني من عام1947 وبعد عامين من نهاية الحرب العالمية الثانية قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي جلستها رقم  128 تقسيم فلسطين الى دولتين مستقلتين دولة يهودية ودولة عربية. وفي 14/5/1948 أعلن المجلس المؤقت عن قيام دولة اسرائيل المستقلة.   

وقبل قيام دولة اسرائيل، فان العلاقات التقليدية اليهودية التشيكية كانت علاقات قوية وذلك لوجود وتوزع اليهود (ذوي الأصول التشيكية) على جميع الاراضي التشيكية. ما بين عام 1918- 1938 كانت العلاقات ما بين الطرفين رائعة وممتازة، وذلك بفضل الكاريزما (الشخصية الاعتبارية والقوية) التي كان يتمتع بها  الرئيس التشيكوسلوفاكي توماس غاريغ  مازاريغ (Tomáš Garrigue Masaryk) (ملاحظة: قرب حيفا يوجد كيبوتس سمي باسمة).  قبل الحرب العالمية الاولى وقف الى جانب اليهود ودافع عنهم وخاصة في فترة التي سميت بالهيلسنريادة وذلك بالنسبة لليهودي هيلسنر الذي اتهموه بقتل فتاة مسيحية وعلى اثرها اشتد العداء ضد اليهود على الاراضي التشيكية.  ((ملاحظة: دافع المحامي مازاريغ عن المتهم اليهودي وعلى اثرها رتب له اللوبي اليهودي لقاءات مختلفة ودعم  مالي داخل الولايات المتحدة ، ولقاء مع رئيسها. )) خلال الحرب العالمية الثانية شكل اليهود عدد كبير من القوات التشيكية في الخارج. وقد قاتل اليهود في صفوف الجيش- الموجود خارج الاراضي التشيكوسلوفاكية - على كافة تشكيلاته فكان منهم المشاة ،الاطباء، رجال الاتصالات السلكية والاسلكية، سائقي الدبابات، والطيارين، والاجنحة المقاتلة في عمليات الانزال الجوي، وكذلك المدربين.  في عام 1942  في تشكيلة الجيش التشيكي المتواجد في بريطانيا شكل اليهود 21% وفي السنة التالية شكلوا 32% من عدد افراد الجيش التشيكي المتواجد على الاراضي البريطانية. في نطاق الوحدات العسكرية التشيكية المتواجدة على اراضي الاتحاد السوفيتي وفي عام 1943 شكل اليهود 36% من عدد القوات.  وفي منطقة الشرق الاوسط شكل اليهود 36%من عدد القوات التشيكية. وعلى الاخص في الاتحاد السوفيتي كان العديد منهم نواب قادة للوحدات وقادة فصائل في سلاح المدفعية. وقد التحق بالوحدات العسكرية عدد من اليهود الذين حرروا من معسكرات النازية. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، جاهد مئات الاف من اليهود الاوروبيين الناجين من معسكرات النازية ومن المحرقة للذهاب الى فلسطين. الرئيس التشيكوسلوفاكي ادوارد بنش اقترح كأفضل حل للمسالة اليهودية هو قيام دولة يهودية وذلك في عام 1946م، وزير الخارجية (ابن الرئيس السابق مازاريغ) يان مازاريغ والذي كان من اشد المتحمسين والداعمين للصهيونية في السياسة التشيكية.  في عصبة الامم وبفضلة تدخلت تشيكوسلوفاكيا لصالح قيام دولة اسرائيل. وقد تمكن باعتباره عضو اللجنة الخاصة التي شكلتها عصبة الامم من أحد عشر عضوا من اجل فلسطين والتي شكلت في نيسان من عام 1947 من تحقيق آرائه وتنفيذها داخل اللجنة وقد تجلى ذلك بوضوح اثناء التصويت على القرار رقم 181 داخل الجمعية العمومية للأمم المتحدة حين صوت لصالح القرار. تشيكوسلوفاكيا كانت من اوائل الدول التي اقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل- بعد شهر من اعلان دولة اسرائيل.  

نقطة اللقاء الوحيدة ما بين السياسة الخارجية التشيكوسلوفاكية ما قبل الشيوعية، فترة دمقرطة تشيكوسلوفاكيا وما بعد الشيوعية (انقلاب  1948 وسيطرت الحزب الشيوعي  على الجمهورية، فترة الحزب الحاكم الواحد)   كانت هي دعم اسرائيل. 

 الرؤساء ادوارد بنش وكلمنت غوتفالد ووزراء الخارجية يان مسارك وفلاديمير كلمنتس قاموا بدعم موجة الهجرة اليهودية ما بعد الحرب العالمية الثانية الى فلسطين. ما بين عام 1945-1950 هاجر الى فلسطين والى اسرائيل ما يقارب 35000 يهودي، ومن تشيكوسلوفاكيا سهل نقل حوالي 160000يهودي، وفي هذه الفترة تم نقل كميات مختلفة من السلاح الذي ساعد اسرائيل على النصر والاستقلال .(أي قلب ميزان القوى)

 جمهورية تشيكوسلوفاكيا كانت الدولة الاوروبية الوحيدة، التي ساعدت على نشوء اسرائيل عبر تزويدها بالسلاح، والتدريبات الخاصة للجنود والضباط. 

 عملية د اي (D I)- سري اسرائيل. 

في ربيع 1948 تم البدء بتنفيذ عملية التدريب – لعملية د اي سري اسرائيل، كان هدف العملية في البداية تدريب الجنود لدولة اسرائيل الناشئة. 

بدأت العملية في يناير 1948 قبل تسلم الحزب الشيوعي السلطة.  وفي نفس الشهر وصلت الى فلسطين اول شحنة سلاح تشيكوسلوفاكي.  

وخير دليل على التعاطف الشعبي مع اسرائيل هو المبلغ الهائل الذي تبرع به المواطنون التشيكوسلوفاكيون لدولة اسرائيل وقدره 30 مليون كرون. اما بالنسبة للجيش الاسرائيلي كان تدريب المتخصصين لاستخدام الاسلحة الحديثة المشترات هي مسالة حياة او موت.   

الوكالة اليهودية كانت المخولة الوحيدة للحوار مع تشيكوسلوفاكيا وبعدها اصبح السفير الاسرائيلي يهود أوبرال عفريل ( Ehud Uberall -Avriel ). تشيكوسلوفاكيا اصبحت المركز الرئيسي لتدريب الطيارين الاسرائيليين، وأخصائيي الطيران، والدبابات والمظليين. 

المظليين تم اختيارهم وتخريجهم بتدريبات دقيقة وحساسة من الناحية النفسية والفيزيولوجية والضرورية لكي يتمكنوا من اداء واجبهم. 

وفي حزيران من عام 1948 بدأ تدريب 48 متطوع يهودي في مدرسة المظليين في مدينة ستاج بود رالس.  وهذه التدريبات الصعبة والشاقة موجهة لعمليات الهجوم وحرب العصابات والقفز المظلي وتشكيلاته وتجمعه. المدربين قيموا الروح العالية والاستعداد والمتانة للمتطوعين، والذين بمسؤولية تحضروا للقتال من اجل وطنهم. بعد تدريب القوات المحمولة جوا وجهوزيتها تم نقل القوات على دفعات في تشرين اول من عام 1948 الى اسرائيل، وتم زجهم في وحدات الجيش الاسرائيلي المحمولة جوا. ونظرا لتوقعات شراء الدبابات تم فتح دورة تدريب للقوات لاستخدام الدبابات في مدينة ديديتسة قرب فيشكوف.  وقد دخل هذه الدورة 43 شخص للتدريب، وبعدها تم زجهم في وحدات الجيش الاسرائيلي الوليد حديثا. بعد نشوء اسرائيل بقليل وبتحريض الجنود من اصول تشيكية تم انشاء وحدات تطوعية داخل الاتحاد السوفيتي. الاتفاق على انشاء وحدات عسكرية مستقلة وقع في 25 أيار 1948م والتدريبات بدأت بشكل منتظم في23 أب من عام 1948. وبدأت الوحدات العسكرية بنمو كبير تم تحويلها الى لواء مما أدى الى التفاف العديد من السياسيين حولها. اما الوحدات العسكرية من الجيش التشيكوسلوفاكي ذات التوجه اليساري والتي كانت تقاتل بجانب الجيش السوفيتي تحولت وتغيرت وجهتها السياسية نتيجة ما رأته على ارض الواقع في الاتحاد السوفيتي. الشيوعيون فقدوا التأثير على الوحدة العسكرية وبالعكس نمى تأثير السفير الإسرائيلي وممثلي المنظمة الصهيونية، أي التيار الذي بدأ يعتبر في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية لاحقا بالتيار الرجعي والمضاد للاشتراكية. في بداية تشرين الثاني من عام 1948، انتهت التدريبات ووصل عدد اللواء الى 1335 رجل وامرأة.  مع بداية العام 1949 كان عدد اللواء مع عائلاتهم يضم 3000 شخص وتم نقلهم الى إسرائيل. 

كميات السلاح المنقول- صفقات السلاح

في كانون الثاني من عام 1948 بداء تدفق السلاح التشيكوسلوفاكي الى فلسطين.  كميات السلاح الى ارض الانتداب البريطاني أنجزت بشكل سري.  اولا 4500 بندقية، 200 مدفع رشاش، و 5040000 رصاصة، نقلت الى بلجيكيا ومن هناك بواسطة السفن الى حيفا.  وبعد قيام إسرائيل نقل السلاح جوا او عبر سكك الحديد  أي بالقطارات. قررت تشيكوسلوفاكية وحدها تسريع العملية السرية وذلك بتفعيل الجسر الجوي. 

الرحلة الجوية الأولى تحققت في 31 اذار عام 1948 من مطار براغ روزينة (Ruzyně) (الان مطار فاتسلاف هافل)، عبر طيارة أمريكية لشركة نورثن ارلاين ، تم نقل الى إسرائيل 7 اطنان من السلاح والمتفجرات. احدى الطائرات في 1. نيسان 1948اقلعت من براغ وكانت حمولتها 200 بندقية 40 مدفع رشاش واطنان من الطلقات، والتي كانت كافية لحماية وتامين قوافل الطعام لسكان القدس من اليهود. 

وفي أوائل أيار ولتحصين العملية السرية لإسرائيل تم تخصيص مطار في مدينة جاتسي. وهنا بدأت عملية (بالاك)، والتي بشكل أساسي ومبدئي أدت الى انتصار إسرائيل في معركة الاستقلال.على متن طائرات النقل الكبيرة من نوع سكاي ماستر وكونسوليشن كان بداخلها عدد من الطائرات المقاتلة التشيكوسلوفاكية من نوع افيا س-199 والتي كانت مطورة ومعدلة عن الطائرات الالمانية من نوع مسر شميت.                   وبالإضافة للطائرات زودت إسرائيل بأعداد هائلة من سلاح البنادق والمتفجرات ولوازمها.  وكذلك من مدفعيات وسلاح ثقيل.  قيمة الصفقة ولغاية تشرين الأول 1949 قد تجاوزت المليار كرون. الجسر الجوي من مدينة جاتتس ومدينة كونوفيتسة التشيكوسلوفاكيتين وبفضل طائرات النقل العملاقة الامريكية والتي حصلت إسرائيل عليها من فوائض الجيش الأمريكي، امكن من ايصال  380 طن من المواد  المختلفة الى اسرائيل. خط الطيران كان الى يوغسلافيا والمجر وهناك يتسلمها الطيارون الإسرائيليون، بعد تغيير علامتها ورسم العلامات والشعارات الإسرائيلية عليها. الغالبية العظمى من المواد كانت تنقل عبر خطوط الحديد عبر المجر ويوغسلافيا ومن هناك عبر السفن الإسرائيلية.  وسلم عبر هذا الخط 35000 بندقية و9000 مدفع رشاش و 81 مليون رصاصة وقذيفة ومتفجرات مختلفة، و100مدفع هاون، و28 مدفع عيار ثقيل، و145 رشاش للطائرات مع اكثر من 13مليون طلقة وبنادق للحرق، و400 كم كوابل تلفونية والديناميت والعديد من المواد القتالية. 

   تمكن الإسرائيليون من شراء اربع طائرات ب-17ج من الولايات المتحدة ثلاث منها هبطت في مطار جاتتس التشيكوسلوفاكية بعد خروجها من ميامي الامريكية، وبعد تزويدها بالتجهيزات العسكرية، اغارت ببعثة تاريخية فريدة في 14حزيران من عام1948 في طريقها من تشيكوسلوفاكيا على القاهرة وغزة معا. 

التدريب على الطيران في تشيكوسلوفاكية

الاتفاق على تسليم عشرة طائرات من نوع افيا س-199 الموقعة في نيسان عام1948 كانت دافع مهم للمساعدة في المجال الجوي

جهزت طائرات أخرى من نفس النوع وكذلك طائرات بريطانية نوع سوبر مارين سبت فاير ل ف. م ك. ي س ء  Super Marine Spitfire LF.  Mk. IXE. ولهذه الطائرات كان ضروري تدريب الطيارين. التمارين الأولى للعملية السرية لإسرائيل المسمى(دي) للطيارين كانت في أيار عام1948 في مطار مدينة بديوفيتسة.  كان التدريب على استخدام طائرات افيا س199 المتدربون كانوا طيارين ذوي خبرة من طيارين الحرب العالمية الثانية. كان بينهم العشرات من المتطوعين من طيارين سلاح الجو الامريكي. نتائج المدربين التشيكوسلوفاكيين تمكنوا من تخريج متدربين وطيارين بارعين خلال فترة التدريب. بعد انتهاء التدريب بفترة قصيرة على طائرات افيا س-199، طار الطيارون الى اسرائيل. 

وهنا جلسوا في غرفة القيادة، في الطائرات المجمعة حديثا، وبدئوا بالهجوم على الأهداف المحددة لهم.    

عيزر وايزمن، وقتها طيار حربي وبعدها القائد الأعلى للقوات الجوية، والرئيس السابع لإسرائيل، يتذكر تلك السنين ويقول: " في بداية أيار تلقيت امرا بالتوجه الى تشيكوسلوفاكيا للتدرب على الطائرة مسر شميت...  اقول لكم ان شعوري كان في قيادة هذا النوع من الطائرات، كشعور انسان عطشان في الصحراء ويحصل بدل الماء البارد على شامبانيا باردة". الدورة الثانية للطيارين بداء في تموز من عام 1948 في الأكاديمية العسكرية للطيران في مدينة هرادتس كرالوفي .  تخرج منه 13 طيار إسرائيلي. اعيد تأهيل الطيارين، وخاصة أصحاب مهارات الطيران للطائرات الرياضية والنقل. في كل تقارير المدربين، قيمت الروح والإرادة للطيارين الإسرائيليين بأعلى درجات التقدير والأخلاق.  

بعد الانتقال الى مدينة تشيسكي بديوفيتسة  تم الاستمرار في التدريب على طائرات بريطانية من نوع سوبر مارين ل ف.   م ك.   ي. اكس. اي، والتي استخدمت في بريطانيا اثناء الحرب العالمية الثانية، كسرب وتشكيلة جوية تشيكوسلوفاكية.  هذه الطائرات أصبحت الأساس الحربي للطائرات الإسرائيلية المقاتلة. الدورة الثالث للطيارين جرت في تموز في مدرسة الطيران في مدينة الوموتس. كانت دورة مختصرة لصقل الطيارين ذو الخبرة.  ولفصلين شارك في الدورة 47 طيار جدد، غالبيتهم تشيكوسلوفاكيين وإسرائيليين. في مدينة خروديم كانت مدرسة الاتصالات الجوية وكانت هناك دورة.  في هذه الدورة شارك 25ضابط اتصال جوي، لتجهيز غرف القيادة بالراديو تلغراف وميكانيك الراديو 

 خلال عام 1948تشيكوسلوفاكيا خرجت 82 طيار إسرائيلي و 69 خبير واخصائيين جويين. 

الزمن تغير

ترجيح وسيطرة الطيران الحربي العربي دفع إسرائيل للبحث الى أكبر عدد ممكن من الطائرات. بعد تسلم إسرائيل 24طائرة افيا س-199، والتي كانت منقولة بشكل مجزأ واعيد تركيبها في إسرائيل اتفق الإسرائيليون مع التشيكوسلوفاك على شراء  61 طائرة سوبر مارين سبت فاير ل ف.  م ك.  والتي حصلت عليها تشيكوسلوفاكيا من بريطانيا. الطائرات نقلت الى مطار في مدينة كونوفيتس. ونظرا للضرورة العسكرية الجوية، طارت 18طائرة من تشيكوسلوفاكيا وزودت بالوقود في يوغسلافيا ومنها الى إسرائيل. سميت العملية فالفتا1 و فالفتا2 أنجزت في أيلول وتشرين الثاني.  بقية الطائرات نقلت بحرا وعبر القطارات بعد تجزئيها أي تقطيعها. صفقت طائرات افيا س 199 سميت سريا بعملية ساكين أي السكين، وصفقة طائرات سوبر مارين سميت يوركين، الطائرات والطيارين كانوا أساسيين في تشكيل سلاح الجو الإسرائيلي –خيل ها عفير. 

في مدينة لبرتس وفي المدرسة العسكرية تخصص ميكانيك طيران.  في تموز من عام 1948 شارك 70 شخص غالبيتهم من تشيكوسلوفاكيا ذوي الخبرة الميكانيكية.  وقد وزعوا الى عدة تخصصات الآلات، المراوح تصنيع هياكل الطائرات وعلم ضغط السوائل المتحركة ( الهيدروليك)، الآلات الكهربائية العسكرية وآلات الطيران. المواطنون التشيكوسلوفاك ذووا الجذور اليهودية شاركوا وقاتلوا من اجل بقاء إسرائيل.   

قد يتساءل البعض منا ما هي أسباب الدعم، والتعاطف التشيكي مع إسرائيل؟ ماذا فعل الشعب الفلسطيني الاعزل للتشيك حتى يتامروا علية منذ نشوء دولة التشيك (تشيكوسلوفاكيا سابقا) حتى يومنا هذا؟ هل وعد بلفور من دمر ماضي وحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني ام صفقات السلاح التشيكوسلوفاكية؟؟ لماذا لم يستخدم التشيكوسلوفاكيون كل هذه الخبرات القتالية والفنية وكميات السلاح الهائلة في حماية وطنهم بدل من ارسال الطائرات على الفلاحين الفلسطينيين العزل؟؟ ملاحظة: احتلت تشيكوسلوفاكيا مرتين خلال ثلاثين عاما دون قتال يذكر، أي الاستسلام التام للمحتل، تشيكوسلوفاكيا استسلمت لألمانيا عام 1938 وللاتحاد السوفيتي وحلفائه عام 1968 خلال ليلة واحدة.  لماذا الهجوم المكثف على اللاجئين والإسلام في هذه الايام؟؟ التشيك، اي الحكومة المدعومة من البرلمان اشترطوا استقبال عائلات عراقية مسيحية وذو عدد محدود ، بعد ان فرض عليهم الاتحاد الاوروبي ذلك. (رفضوا استقبال عائلات مسلمة، فهل هذا موقف انساني ام تأجيج طائفي داخل مجتمعنا؟)، وخلال فترة قصيرة هربت الغالبية منهم، وصرحوا ان الحياة في العراق أفضل.  وهناك العديد من الاسئلة المماثلة التي قد نطرحها لاحقا. 

الشعب الفلسطيني الاعزل يصمد ويقارع الاحتلال الى يومنا هذ على الرغم من انه لم يملك طائرات، ودبابات ومدافع خفيفة وثقيلة ومعدات اتصال وخبراء وفنين جويين وارضيين، ومدربين من اعلى المستويات، وجامعات ومعاهد عسكرية جوية او ارضية، بينما بعض الدول الاوروبية ملكت كل هذا ولم تستخدم منه شيئا، واستسلمت ليس ب 6 ايام بل اقل من ذلك بكثير مستخدمةً حججاً واهية لتعليل استسلامها. تحررت تشيكوسلوفاكيا في المرة الاولى ، بدخول القوات السوفيتية بشكل اساسي وبعض من القوات الامريكية اثناء الحرب العالمية الثانية. وفي المرة الثانية ونتيجة البروس ترويكا الغورباتشوفية، انسحبت القوات الروسية بعد ان تكفل التشيكوسلوفاك بجزء كبير لنقل الجنود وامتعتهم الى بلادهم الاصلية وتامين السكن لهم ، وذلك عام 21 حزيران 1991.


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف