الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شمعة الربيع العربي التونسية بقلم:حمادة فراعنة

تاريخ النشر : 2016-05-26
شمعة الربيع العربي التونسية بقلم:حمادة فراعنة
شمعة الربيع العربي التونسية

حمادة فراعنة

هلل العالم ممن يؤمن بالديمقراطية والليبرالية والتعددية وينحاز لهذه المعايير وقيمها ، ورحب بنتائج المؤتمر العاشر لحركة النهضة التونسية 20/5/2016 وقراراته النوعية غير المسبوقة ، ونظراً لأهميته حضره الرئيس التونسي الباجي قايد السيسي ، ومراقبين مهتمين وممثلين عن الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية التونسية والعربية والأجنبية الصديقة .

فقد توقف المؤتمر أمام تجربة الحركة الكفاحية في محطاتها الثلاثة : الأولى السرية في العهد القمعي والأعتقالات والتشرد ، والثانية بعد إنتصار الحركة الشعبية في إسقاط نظام زين العابدين بن علي 2011 وإدارتها للدولة 2011 – 2013 ، والثالثة عبر المشاركة في الأئتلاف الرباعي الذي يقود الدولة التونسية منذ إنتخابات 2014 وحتى اليوم ، بعد أن تراجعت الحركة من حصولها على الأغلبية البرلمانية إلى أن حلت في الموقع الثاني ولها 69 مقعداً بعد حزب نداء تونس .

وكان قرار المؤتمر المتوقع وسبق وأن بشر به رئيس الحركة ومؤسسها راشد الغنوشي الذي أعلن أن حركته جادة في الأستفادة من أخطائها قبل وبعد الثورة وهذا ما تضمنه تقرير المكتب السياسي المقدم للمؤتمر وأعلن أن "  التخصص الوظيفي بين السياسي وبقية الحالات المجتمعية ليس قراراً مسقطاً أو نتج عن الرضوخ لإكراهات ظرفية ، بل هو تتويج لحركة تطور ، ومسار تاريخي ، تمايز فيه العمل السياسي عن الدعوي والمجتمعي والثقافي " ،  وخلص إلى أن " حركة النهضة ستتحول إلى حزب يعمل في الحقل السياسي فقط ، تاركة الشأن الدعوي الديني للجمعيات المدنية " وعليه قرر المؤتمر العاشر لحركة النهضة التونسية إتخاذ خطوتين : الأولى التحول نحو حزب سياسي مدني ، لا صلة له بالدين ، بل حزب سياسي وطني يسعى إعتماداً على فهمه ووعيه الإسلامي إلى طرح برامج سياسية وإقتصادية وإجتماعية تعكس رغبات الشعب التونسي وطموحاته وحل مشاكله ، والخطوة الثانية فك إرتباطه مع حركة الإخوان المسلمين الأم المصرية العابرة للحدود ومكتب إرشادها الأممي  في القاهرة  ، وبذلك خلص المؤتمر إلى فتح البوابة نحو نقلة نوعية للعمل السياسي لحركة النهضة التونسية .

التحول الذي بادر له الرئيس الغنوشي وحركة النهضة ، لا شك أنه سيترك أثاراً إيجابية عابرة للحدود في العالم العربي سيستفيد منها أحزاب إخوانية مماثلة ، تختار لأن تكون أولوياتها وطنية وتفصل العامل السياسي عن العامل الدعوي ، فالسياسي متقلب وفق تطورات الأحداث وقياساته نسبية على عكس الدعوي الديني العقائدي فهو قيمي ثابت يوجه الأنسان نحو خلاصه النفسي والشخصي بما يرضى ، بينما السياسي لا يستطيع إلا الأنحناء أمام متطلبات الواقع ومستجداته بهدف تطويره أو تغييره .

حركة النهضة التونسية سجلت على أنها الأولى في عالمنا العربي التي بادرت لهذا التغيير من حركة دينية إلى حزب مدني ، ولكن وقائع الأحداث المسجلة تشير إلى أن بعض أخوة الأردن قد سبقوا ذلك وبادروا بشجاعة وأعلنوا وطالبوا في وقت مبكر بهذا التغيير وبهذا التوجه وبهذه الرؤية ونحو هذا الخيار ، ودفعوا أثماناً باهظة من الأذى والأساءات والفصل وغيرها من الأجراءات التعسفية على أيدي الفريق المحافظ الذي يقود حركة الإخوان المسلمين في الأردن ، مثلما وسبق وجرى تغيير قريب من هذا للحركة الأسلامية في فلسطين مناطق 48 ، حينما قررت الحركة الإسلامية بقيادة عبد الله نمر درويش مؤسس الحركة ومعه إبراهيم صرصور وأغلبية قواعد الحركة وقياداتها المشاركة في الأنتخابات البرلمانية الإسرائيلية وتحالفوا مع الحزب الديمقراطي العربي ، برئاسة عبد الوهاب درواشة وفازوا بالإنتخابات عام 1996 ، ولا زالوا منذ ذلك الوقت يشاركون في الأنتخابات ويحققون نجاحات ملحوظة على عكس رائد صلاح الذي إنقسم عن الحركة وبات هو الممثل الرسمي لحركة الإخوان المسلمين في مناطق الإحتلال الأولى عام 1948 ، في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة ، رافضاً فكرة المشاركة في الأنتخابات البرلمانية الإسرائيلية .  

حركة زمزم الأردنية التي يقودها العقل الدافيء ، والروح الوثابة رحيل الغرايبة ، ودعواته نحو التحول إلى حزب سياسي وطني أردني برنامجاً وأولوية ، يُسجل لها أنها صاحبة المبادرة ، وله الفضل والشجاعة في دعوته المبكرة نحو فصل الفعل السياسي عن الفعل الدعوي ، فالفعل الدعوي حالة عقدية بين الأنسان وربه ، بينما الفعل السياسي حالة عقدية بين البشر أنفسهم بين الأنسان والأنسان ، وبين المواطن والحزب السياسي ، بين الناخب والمنتخب في النقابة أو البلدية أو البرلمان ، وبين المواطن والدولة وفق منظومة الحقوق والواجبات ، وهذا فرق نوعي كبير بين الحالتين ، بينما إنحاز رفيقه عبد المجيد الذنيبات للعمل الدعوي وبادر إلى التكيف القانوني مع هذه الرؤية فنال ما نال من الأذى المماثل من طرف القيادة التقليدية ، رغم أنه سبق وأن شغل موقع المراقب العام للحركة ، وحظي بعضوية مكتب الأرشاد الأممي للإخوان المسلمين ، ومع ذلك لم يوفر له ماضيه الحماية من التشكيك بنظافته .

نجاح حركة النهضة التونسية في مسعاها ورؤيتها المستجدة ، وفوز رئيسها بمبادرته وإعادة إنتخابه رغم محاولات منافسته من قبل البعض داخل المؤتمر يدلل على أهمية التوجهات التي عملوا لأجلها وساروا فيها ، مما سيؤدي إلى تعميم التجربة وإشاعتها خاصة بعد الفشل التي منيت به حركة الإخوان المسلمين على أثر محاولاتها فرض خياراتها الحزبية ، فتعرضت إلى الأخفاق في مصر وليبيا والأردن وسوريا ، وكما حصل مع حركة حماس الفلسطينية التي إنفردت بالهيمنة على قطاع غزة فقدمت نموذجاً متدنياً من التسلط الأخواني ، وتورطت في سوريا عبر إنحيازها للمعارضة السورية المسلحة ، وخسارتها للدعم السوري الأيراني ، وتورطها مع المعارضة الأخوانية المصرية ضد نظام الرئيس السيسي ، مما فرض عليها حصاراً قاسياً تلهث لفكفكته ، ولذلك فالأفاق مازالت مغلقة والوقائع متقلبة ، أمام مجمل فصائل حركة الإخوان المسلمين العابرة للحدود .  

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف