الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صالة بديعه مصابنى و النبلاء بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2016-05-25
صالة بديعه مصابنى و النبلاء  بقلم:وجيه ندى
صالة بديعه مصابنى و النبلاء
وجيــه نــــدى بحث وتحرير فنى و ما دار فى مخيلة تحيه كاريوكا فى صالة بديعه مصابنى وتتذكر أثناء عملها كراقصة في كازينو بديعة مرت في طريقها لأداء نمرتها علي المسرح بمائدة يجلس عليها طاقم من النبلاء والأمراء من هواة السهر والفرفشة‏,‏ فإذا بأحدهم يجذبها من ذيل بذلة الرقص قائلا بعربية مكسرة‏:‏ تعالي هنا يا بت يا فلاحة‏..‏ فالتفتت إليه تحية مزمجرة‏:‏ سيب ذيلي يا ابن الدايخة‏!..‏ وكانت ردة الفعل أن غرقت الصالة في صمت بالغ التوتر‏,‏ وتطلع الزبائن إلي حيث يجلس النبيل عباس حليم إلي نفس المائدة منتظرين معرفة السبب الذي دفع إلي هذا الانفلات بصوت مرتفع‏..‏ وأتت بديعة مسرعة تسأل‏:‏ فيه إيه؟‏!..‏ فأجابتها تحية‏:‏ شوفي ابن الـ‏....‏ مسك ديلي وراح بيشدني‏..‏ وهتفت بديعة زاعقة‏:‏ انت عارفة ده مين؟‏!..‏ فردت تحية‏:‏ واعرفه منين ابن الـ‏...‏ فأخرستها بديعة بقولها‏:‏ ده النبيل حسن ابن الأميرة عين الحياة يا جاهلة‏..‏ فأتي رد تحية ساخرا‏:‏ والله لو كان الحياة ذات نفسها‏..‏ وكادت بديعة مصابنى أن يغمي عليها لولا تدخل النبيل عباس حليم ليتدارك الموقف طالبا من تحية الاعتذار‏,‏ لكنها رفضت وذهبت لتؤدي نمرتها‏ ‏ وعاشت بديعة بعدها علي قمم التوتر بينما تحية لا تبالي بالأمر علي الإطلاق‏,‏ وانتشرت القصة في الأوساط العليا حتي وصل النبأ إلي مسامع الملك فؤاد شخصيا فأصدر أوامره الفورية بحظر ذهاب أي أمير أو نبيل إلي الأماكن السوقية التي يطرقها أفراد الشعب العاديين‏,‏ ولولا خوف الحاشية من غضبة الجماهير ضد الأسرة المالكة في ذلك الوقت الدقيق الذي تغلي فيه المظاهرات مطالبة بالدستور لقدمت تحيه كاريوكا للمحاكمة‏..‏ وايضا من الحكايات في إحدي ليالي عرض مسرحية ياسين ولدي عندما كان الجمهور مستغرقا في مشاهدة ما يحدث علي خشبة المسرح فجأة ارتفعت تعلو ضحكة نسائية من الصالة تشرخ الهدوء المنصت للحوار الدائر‏,‏ فتوقفت تحية عن التمثيل تماما لتدخل في مشادة كلامية حامية توجهها إلي السيدة التي ضحكت‏:‏ الست قليلة الأدب الـ‏(.....)‏ والـ‏(......)‏ تطلع بره‏,‏ وساد السكون ولم يرد أحد‏,‏ وعادت تحية‏:‏ باقول الست قليلة الأدب اللي قاعدة في الصف الرابع واللي فاكرة نفسها جاية في كباريه تطلع بالذوق أحسن ما أطلعها بالقوة وإلا حانزل الستار ومفيش عرض الليلة‏..‏ واضطرت السيدة إلي الخروج هي ومن معها وتابعت تحية التمثيل‏..‏ وفي موقف آخر قذفها أحدهم من الصالة بتعبير وقح فما كان منها إلا أن خلعت فردة حذائها وهي فوق المسرح وسددتها نحوه طائرة فوق الرءوس‏ ‏ ومن العجيب أنها أصابت الهدف‏,‏ وضحك الجمهور وتعاون علي إخراج المتفرج من الصالة‏,‏ ووقفت كاريوكا تضحك وتضرب كفا بكف متسائلة‏:‏ كيف أصبت الهدف؟ ولأنها علي المسرح كانت مضطرة إلي خلع نظارة النظر أجابت علي نفسها بقولها‏:‏ علي فكرة العميان وضعاف النظر بيشوفوا بودانهم‏!..‏ ولا نغفل ما نشرته جريدة الديلي اكسبريس في لندن أن مستر جون ميللز صاحب الفنادق العالمية المشهورة قد رفع دعوي ضد الراقصة المصرية تحية كاريوكا يطالبها فيها بتعويض قدره‏12‏ ألف جنيه لأنها خلعت حذاءها في فندق سميراميس وضربته به علي رأسه‏..‏ حتي النجمة العالمية ريتا هيوارث لم تسلم من قذائف كاريوكا أمام جمهور عريض علي أرض مهرجان كان عام‏1956‏ عندما أدلت ريتا بتصريحات تسيء للعرب فوقفت كاريوكا تردح لها بالإنجليزية‏..‏ وكانت تحية قد رشحت في هذا المهرجان للجائزة الأولي عن فيلم شباب امرأة في منافسة مع سوزان هيوارد بطلة فيلم سأبكي غدا وحصلت سوزان علي الجائزة‏..‏ ومن أحداثها الشهيرة في حل مشاكلها بالضرب العلقة الساخنة التي أعطتها للمطربة فايزة أحمد في حفل صباح عندما أصرت علي أن تغني قبلها‏,‏ ونال الفنان سعيد صالح منها أيضا عقابه عندما وضع يده علي كتفها في أحد المشاهد السينمائية بشكل فجائي مما أفزعها‏..‏وايضا ومن الضحكات الكاريوكيه‏..‏ كانت تمر في شارع الهرم فشاهدت عربجيا يضرب الحصان بسيخ من حمولته الثقيلة فسارعت تخطف السيخ الحديدي من يده لتنهال عليه به ضربا‏..‏ ويعود سر اللقب الثلاثي الذي خلعه عليها الكاتب والناقد الفني الشهير جليل البنداري المهذبة المؤدبة المتربية يعود إلي علقة أصرت أن تعطيها له عام‏1973‏ كي تقبل اعتذاره علي ما كتبه عنها وجاء في بعضه‏:‏ تشاجرت تحيه كاريوكا مع زوجها فايز حلاوة وحولت كورنيش النيل الشاعري‏,‏ حيث اختار أحمد شوقي أن يقيم كرمة بن هانئ جنة لشعره وحياته‏..‏ حولته إلي حوش بردق وعشش الترجمان‏..‏ اشترطت تحية‏:‏ أضربه الأول وبعدين أصالحه‏..‏ ولمحته صدفة في ستوديو مصر‏,‏ فلما شعر بها أسرع إلي سيارته منطلقا لا يلوي علي شيء‏,‏ فلاحقته في مطاردة جنونية حتي تجاوزته لتسد عليه الطريق مما اضطره إلي التوقف بينما أسرع يغلق عليه زجاج النوافذ متشبثا بمقابض الأبواب‏.‏ فهددته من الخارج بتحطيم الزجاج إن لم يفتح لها الباب لتنفيذ حكمها الصادر عليه‏..‏ وتجمع الخلق في شارع الهرم يتابعون أحداث المشهد المثير الذي ظنوه مشهدا تمثيليا لا تنفيذا للأحكام علي أرض الطبيعة‏..‏ وللاسف تحيه كاريوكا‏..‏ عاشت في نهاياتها حالة الاكتئاب‏..‏ وهل وقعت في الفخ السياسي الفني الذي وقعت فيه نجمة النجوم سعاد حسني؟‏!..‏ وهل حملت كلتاهما دورا عقائديا أكثر مما تحتمل؟‏!..‏ وهل كانت الواجهة الجديدة لكل منهما أقوي من طبيعتها؟‏!..‏ وهل كانت البنية الاساسية غير مهيأة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا؟‏!..‏ هل هو البريق لطرق الميدان البكر والريادة الأنثوية في سكة المرأة الطموح؟‏!..‏ هل ألغي الدماغ لتصبح الشهيرة القديرة بمثابة بوق وأداة؟‏!..‏ هل استخدمت كلتاهما لحضورها الطاغي لزرعها في ثوب المناضل السياسي لتقديم أعمال لم تعد تحتفظ بها الذاكرة إلا لماما؟ هل؟‏!!..‏ إن الجماهير التي خرجت تودع سعاد حسني اندفعت خلف الفنان الذي هو أكبر من الأحزاب والمنابر والعبارات الطنانة‏,‏ وأكبر من أي انتماء سياسي أو مذهبي‏..‏ جماهير لم تبك علي وفاة بطلة فيلم الاختيار وأفلام شاهين وبدرخان‏,‏ وإنما بكت علي سعاد حسني في رونقها الأصلي‏..‏ البنت الجميلة الخفيفة الشقية بطلة خللي بالك من زوزو‏,‏ وأميرة حبي أنا‏,‏ وصغيرة علي الحب‏..‏ وتظل تحية كاريوكا في الأذهان رغم مسرحياتها السياسية يحيا الوفد‏,‏ والبغل في الإبريق هي فاتينتسا في لعبة الست وصاحبة السرجة في شباب امرأة والعالمة نعيمة ألمظية في خلى بالك من زوزو‏,‏ هذا إلي جوار تاريخ طويل من المواقف الشجاعة العفوية التي تصدر من بنت البلد ذات النخوة التي لا تهاب إرهابا أو عصا‏,‏ ففي داخلها كانت تسكن المتمردة التي عندما طفح بها الكيل في طفولة مريرة معذبة انطلقت هاربة في قطار الصدفة‏.و غادرت عالمنا فى 20 سبتمبر 1999 عن 79 عاما رحمها الله واسكنها فسيح جناته بحث وتحرير فنى وجيــه نـــدى ‏
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف