الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حتى فوائد القصص يقتلها التعارض في القول بقلم:صالح الطائي

تاريخ النشر : 2016-05-25
حتى فوائد القصص يقتلها التعارض في القول

صالح الطائي

إلى المتشددين المتعسفين الذين يحرمون اللهو البريء ويمنعون أولادهم من اللهو بحجة أنه حرام أو أنه يلهي عن ذكر الله، إن في تراثنا قصص إنْ صدقت فهي تدلكم على أن في بعض اللهو مكسبا ومغنما إن لم يكن للجسم فللفكر وللعقيدة، وأن التعارض في النقل هو الذي تسبب في تشويه صورتها، فجئتم وأخذتم بأقبحها شكلا وتركتم جمالها، فأصبح الإسلام بسبب التعارض والانتقاء دينا يبدو قائما على مباني التشدد والكراهية والبغضاء دون أن يعطي للنفس فرصة اللهو النقي.

ومن قصص التاريخ التي تبيح اللهو لما فيه من الفائدة، ما نقله ابن إسحاق في السيرة النبوية عن شخص اسمه ركانة، فقال: كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف أشد قريشا، فخلا يوما برسول الله (ص) في بعض شعاب مكة، فقال له رسول الله: يا ركانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه؟

قال: إني لو أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك.

فقال له رسول الله: أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق؟

قال: نعم!

قال رسول الله: فقم حتى أصارعك.

قال: فقام ركانة إليه، فصارعه، فلما بطش به رسول الله (ص) أضجعه لا يملك من نفسه شيئا، ثم قال ركانة: عد يا محمد، فعاد فصرعه. فقال: يا محمد والله إن هذا للعجب، أتصرعني؟

قال رسول الله (ص): وأعجب من ذلك؛ إن شئت أريكه، إن اتقيت الله، واتبعت أمري؟ قال: وما هو؟ قال: أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني.

قال: فادعها. فدعاها النبي، فأقبلت حتى وقفت بين يديه. فقال لها: ارجعي إلى مكانك، فرجعت إلى مكانها.

قال: فذهب ركانة إلى قومه، فقال: يا بني عبد مناف، ساحروا صاحبكم أهل الأرض فوالله ما رأيت أسحر منه قط، ثم أخبرهم بالذي رأى والذي صنع.

وفيها يبدو أن النبي هو الذي طلب مصارعة ركانه، وأن ركانة لم يقتنع بما قاله وأراه له النبي (صلى الله عليه وآله) بعد انتهاء المصارعة، فاتهم النبي بأنه ساحر!

وفي نقل آخر، روى أبو بكر الشافعي بإسناد جيد عن ابن عباس (رض): أن يزيد بن ركانة صارع النبي (ص)، فصرعه النبي ثلاث مرات، كل مرة على مائة من الغنم، فلما كان في الثالثة، قال: يا محمد ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إلي منك. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقام عنه رسول (ص)، وردَّ عليه غنمه.

حيث يبدو من هذه الرواية أن الشخص اسمه (يزيد بن ركانة) بينما كان اسمه في رواية ابن إسحاق (ركانة بن عبد يزيد)، مع تعتيم على من طلب المصارعة، ويتضح منها أن الرجل أعلن إسلامه بعد هزيمته!

وفي نقل ثالث، روى الخطيب البغدادي، وصححه الألباني في إرواء الغليل، عن سعيد بن جبير أن أحد أقوى المصارعين العرب؛ واسمه ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المكي.‏ وكان شديد البأس قوي الجسم معروفا بالقوة في المصارعة بحيث إنه لم يصرعه أحد قط ولم يمس جنبه الأرض مقلوبا قط، وكان قد أعجز الناس، فلم يقدر على صرعه أحد منهم، ولم يصمد بوجهه أحد منهم، حيث كان يهزم كل من تحداه بسهولة ويسر، فأصابه الغرور، وقرر أن يجرب حظه العاثر مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) فجاءه ومعه ثلاثمائة رأس من الغنم، فقال: يا محمد، هل لك أن تصارعني؟

قال رسول الله(ص): وما تجعل لي إن صارعتك؟

قال: مائة من الغنم.

فصارعه، فصرعه!

ثم قال: يا محمد هل لك في العود؟

فقال رسول الله(ص): وما تجعل لي؟

قال: مائة أخرى. فصارعه، فصرعه.

وذكر الثالثة، فقال: يا محمد، ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إليَّ منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقام عنه رسول الله(ص)، ورد عليه غنمه.

ويبدو منها أنه هو الذي طلب من النبي أن يصارعه، وأنه أسلم بعد خسارته الجولة الثالثة!

إن قصة ركانة وما فيها تثبت أنه صارع النبي في مكة المكرمة، وفي أحد شهابها تحديدا، لكن هناك من قال: إن ركانة أسلم عام الفتح في سنة ثمان للهجرة، وتوفي بالمدينة في خلافة معاوية سنة 42 للهجرة.

وبعد ذلك انشغل المتخصصون بالسنة في تناقض الرواية ومحاولات إثبات الصحيح منها ولم يلتفتوا إلى قيمتها الفكرية والدرس الذي ممكن أن يتعلمه المسلمون منها!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف