الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سلاح القانون بدل العنف والشغب بقلم:عبد الخالق الفلاح

تاريخ النشر : 2016-05-25
سلاح القانون بدل العنف والشغب  بقلم:عبد الخالق الفلاح
العراق لازال يخوض حرباً ظالمة بأمتياز بعيدة عن الاعراف والاصول .جاهلية التفكير ، انتهازية المطالب ، مستخفة بالدماء تُسيرها حفنة من الاموال البائسة للبعض من الانظمة الاقليمية المسحوقة الاخلاق والمثل وبدعم رجال مجهولي الاصول داخل العملية السياسية ووجدت من يغذيهم عبر الحدود وحاضنات داخل الوطن باعت ضمائرها لتلك القوى لاهم لهما إلا التعسف والطغيان والظلم وتحويل البلاد الى ركام والعودة به للقرون الوسطى خالية من الكفاءات والعلم و معالم الحضارة وسحق تقدمه بذرائع خاوية وبصائر عمياء طائفية وفتح ابواب الجهل على مصارعها امامه لتدمير شعبه ولطمس حضارته وثقافته وتاريخه . ولعل التجربة الجديدة في العراق والتي لم تكن مسبوقة في جوانب كثيرة منها لا في العراق ولا في محيطه العربي والاسلامي من العوامل المحفزة بجعل العراق ساحة خصبة للعنف والارهاب وقد تضافرت جهود وامكانيات لاطراف عديدة خارجية خوفاً من انهيار حكوماتهم وانهاض شعوبهم . وداخلية للدفع نحو الاخطار المحدقة والاضرار الامنية التي تشغل البلاد عن الانتصارات التي تتحقق كل يوم في جبهات القتال ضد الارهاب. والبعض الاخر لتصفية الحسابات .

يقابلها وحدة العراق ونبذ الخلافات، الاسلحة الاساسية للدفاع عنه من الانهيار والتسويف وحيث توحدت اصوات الجميع لنبذ الطائفية والعنف الذي دعا لهما بعض السياسيين والوقوف بوجه العاصفة الجديدة وعليهم فضح الخرائط والاجندات الخارجية اللاعبة على وترها والتي باتت مقلقة وانهاء مفعولها لدى العراقيين بعد ان استعادوا عافيتهم ومتى ما اصبح قرارهم وطنيا يلتف حوله كل ابناء الوطن إلا القلة الضالة التي ارتكبت العديد من الجرائم بحق ابناء الشعب . ومن هنا لايمكن الانكار ان بعض الحركات التي تشكلت بعد سقوط الطاغية كانت في البداية عفوية انبثقت من صلب الجماهير المحرومة والمعدمة واحساس عالي وشعور بالمسؤولية الوطنية للمرحلة التي احست فيها الجماهير ان الوطن في خطر تحت ظل غياب المؤسسات العسكرية والامنية والتيار الصدري نموذج لمثل هذه التيارات وكانت نسبة الشباب فيها كبيرة انضمت بعفوية و بفطرة ولم تخلوا من الشوائب وفعلاً كان للحركة دورفعال لاستباب الامن و لمواجهة بعض العبثيين والمتطرفين والطائفيين والبعثيين والقاعدة إلا ان لكون تجربة العمل التنظيمي غير مبرمج ( لم يكن له وجود اصلاً ) استغلت من بعض ضعفاء النفوس والمنتفعين وسرعان ما اصاب التيارانحدار على مستوياته وتدحرج الفساد نحو بعض القيادات العليا اولاً وانتشرالفساد هذا المرض المميت وشمل العديد من اعضاءه المهيمنين على القرارثانياً وادت الى حصول انقسامات وخروج البعض من رموزه المعروفين للهرج والمرج الذي بداء ينخر جسد هذا التنظيم لافتقاره الى كوادر حريصة لسمعة التيار وعدم قدرة القيادت لضبط القاعدة الشعبية وتنظيمات الشارع لضعف التثقيف وعدم وجود ايدلوجية عمل معلومة انما طغت المصالح واستُغل عشائرياً من بعض الاطراف لحماية المكاسب الانية للمنتفعين من المسؤولين. ولعله النوائب هي التسمية الاقرب للبعض من هم في مجلس النواب الذي يمثل التيار والافصح لما افرزته الساحة من ممارسة غيرصحيحة لبعض افراد الكتلة عبر قنوات معروفة بالعداء للعملية السياسية حيث لم يكن لهم هم إلا الاساءة للاخرين خلال المرحلة السابقة وساهموا بشكل مباشر في تشديد الازمات وابتعادهم عن الدقة في نقل الحدث لضعف الممارسة وابتعادهم عن الموضوعية في الكثير من الاحوال وكيل التهم واسقاط للاخرين...
والحقيقة عدم التزام الشباب تعد ضربة قاصمة وقوية لهيكلة هذه الحركة ومن الافضل للقيادات الواعية التحرك من اجل لملمة شتاتها قبل فوات الاوان للحفاظ على عقد التيار والاستفادة من تجربة الفترة الماضية وخلق اسس لانجاح وديمومة الحركة بثبات ودراسة خطوات العمل بحكمة بقيادة منسجمة اكثر حرصاً على سمعة الحركة الصدرية وهم كثرة لو توفرت الارضية المناسبة لهم بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية ولتطهيره من العناصر الغير سليمة من باب انهاء معانات الشعب كافة والخروج من افواه الحيتان الكبيرة والسياسيين الفاشلين والمتربصين دون لباس وتسميات . ومن منطق انهاء كل المفاسد التي وقعت. والاحداث الاخيرة اثبتت ان ما حدث خلال التظاهرات وقعت تحت خيمة التيار في استغلال البعثيين الصداميين من كتلة التيار الصدري لادارة الامور بعد غياب القيادة الحكيمة في احداث الشغب والخروج على القانون والاعتداء على القوات العسكرية ورجال الامن واقتحام لمؤسسات الدولة لا يمكن القبول به والتهاون مع مرتكبيه و تعد ضربة موجعة وبعيدة عن الديمقراطية التي تنادي بها و محاولة لتعطيل عملية الإصلاح لأن إجراء التغيير وتصحيح المسار لا يفرض بالقوة وسطوة الشارع، بل عبر القانون والدستور، و ضرورة الحفاظ على النظام والممتلكات العامة والخاصة التي هي ملك الشعب ، سحب البساط من تحت ارجل من يريد السوء بالوطن والذي اتضح جليا من الإعلام المعادي للعراق الجديد والمؤيد للبعث المقبور والحركات الإرهابية . وبات الواجب حماية المواطنين والتصدي للخارجين عن القانون من الذين يحاولون حرف التظاهرات عن مطالبها المشروعة ولايمكن السكوت عنه وهم الذين يقودون العملية التي تسمى بالتظاهرات الصدرية وابتعادها عن الخط الحقيقي . وسيزداد خطرهم وتقوى شوكتهم إذا ما استمرت هذه التظاهرات بهذا الشكل المقززوالغير حضاري ولم يتحرك السيد الصدر لاتخاذ موقف حازم وصارم من هؤلاء الذين يتسترون بعباءته ويختبئون خلف ظهره ، او التي من المحتمل ان تقع تحت عنوان التيار كما يقول السيد الصدر في بياناته دائماً وهو كلام صائب وحكيم بمجمله و يساعد على تصحيح العملية السياسية ويساهم في تنقية التيار من الدخلاء و محاسبة المقصرين . اذا ما عمل من اجل تخطي المرحلة بصورة صحيحة و الالتزام بالمطالبة وفق السياقات القانونية والتأكيد على تلبية المطالب المشروعة وان يسعوا من أجل عمل جاد ومثابر على ضبط النفس وإتاحة الجو المناسب لعمل سلمي ديمقراطي ودستوري يمضي قدما بالإصلاح ويحافظ على وحدة العراق ونظامه الديمقراطي.

ان الاوضاع الراهنة تحتم على ابناء الشعب العراقي مزيداً من اليقضة والتكاتف والايمان بالمواطنة التي تبقى قوية في روح الانسان وكيانه وايمانه بالمستقبل والحفاظ على وحدة الوطن وهو الدافع الاصيل والرصين بعيداً عن سيف التعصب والغاء الاخرين باتجاه النصر القر يب انشاء الله

. عبد الخالق الفلاح
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف