عن ثقافة نقد المسؤول ، وعن ثقافة نقد الذات
بقلم : كريم الصغيّر
عندما تذهب إلى المقاهي ، والاماكن العامة وتجلس مع مختلف فئات الناس لا تسمع على ألسنتهم سوى التذمر من الوضع العام ، سواء الوضع المعيشي أو الوضع الإقتصادي أو الوضع الإجتماعي ، " الكل يشكي " والكل غاضب ، الكل يرى أن الامور لا تسير في إتجاه الصحيح ، والكل يعتبر أن المسؤولين أغلبهم " لصوص " وأن لولا هؤلاء اللصوص لأصبحنا متقدمين في كافة المجالات وعلى كافة الصعد .
الحقيقة ، ان العامة من الناس عندما تنتقد فإنها تنتقد من منطلقات " شخصية " و " مزاجية " وليس من منطلقات فكرية نهضوية أو من الإحساس الوطني بالتغيير ، فالكثير ينتقد مثلاً وجود القمامة على الارض ويقول " تخيل هذا في اليابان " ؟ ، في حين انه هو من يرمي القمامة ، لكنه يرى نفسه خارج النقد ويقوم بدور " المنتقد " للخطأ لكي يحمي نفسه ويحصنها من أن يكون جزء من ثقافة غير ناضجة وغير حضارية تقوم على العيش للعيش ، دون التفكير إلى الامام ودون النظر إلى الاعمق.
ومن الشارع إلى الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي ، الذي يستخدمها هؤلاء في التعبير عن غضبهم من الواقع ، فينتقدون ، ويذمون ، وينشرون صور من الشارع تدل على حجم المأساة التي يعيشونها ، ويقتبسون مقولات المفكريين ، ويكتبون المقالات ، والمنشورات الإنتقادية الساخرة وإن نظرت إليهم لوجدت أنهم هم المأساة بحد ذاتها ، ولكن الثقافة العربية لا تقبل المصارحة ، ونقد الذات .. وتعتبر أن من ينتقدها هو " عدواً لدود " ومتأمر يسعى لأهداف خبيثة ، لٍذلك ترى مثالاً أن النقاش العائلي أو الإجتماعي يقوم على أسس " عدائية " لا على أسس تعاونية ، وأن الصراخ في النقاش يكون لإحساس طرف من الإطراف بقرب خسارته لٍذلك ينفعل ويصرخ وأحياناً يتحول المكان إلى " ساحة حرب " .
إن مشكلة ثقافتنا الحياتية أو الفكرية تقوم على مبادئ قبلية ممزوجة بتدين شكلي ، لٍذلك هذه الثقافة هي عائق أمام التطور الفكري الذي هو " الجوهر " للتطور التكنالوجي والصناعي ، وهي تقف عائقاً امام الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية التي تقوم على مبدأ سيادة القانون والحرية بكافة أشكالها .
بقلم : كريم الصغيّر
عندما تذهب إلى المقاهي ، والاماكن العامة وتجلس مع مختلف فئات الناس لا تسمع على ألسنتهم سوى التذمر من الوضع العام ، سواء الوضع المعيشي أو الوضع الإقتصادي أو الوضع الإجتماعي ، " الكل يشكي " والكل غاضب ، الكل يرى أن الامور لا تسير في إتجاه الصحيح ، والكل يعتبر أن المسؤولين أغلبهم " لصوص " وأن لولا هؤلاء اللصوص لأصبحنا متقدمين في كافة المجالات وعلى كافة الصعد .
الحقيقة ، ان العامة من الناس عندما تنتقد فإنها تنتقد من منطلقات " شخصية " و " مزاجية " وليس من منطلقات فكرية نهضوية أو من الإحساس الوطني بالتغيير ، فالكثير ينتقد مثلاً وجود القمامة على الارض ويقول " تخيل هذا في اليابان " ؟ ، في حين انه هو من يرمي القمامة ، لكنه يرى نفسه خارج النقد ويقوم بدور " المنتقد " للخطأ لكي يحمي نفسه ويحصنها من أن يكون جزء من ثقافة غير ناضجة وغير حضارية تقوم على العيش للعيش ، دون التفكير إلى الامام ودون النظر إلى الاعمق.
ومن الشارع إلى الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي ، الذي يستخدمها هؤلاء في التعبير عن غضبهم من الواقع ، فينتقدون ، ويذمون ، وينشرون صور من الشارع تدل على حجم المأساة التي يعيشونها ، ويقتبسون مقولات المفكريين ، ويكتبون المقالات ، والمنشورات الإنتقادية الساخرة وإن نظرت إليهم لوجدت أنهم هم المأساة بحد ذاتها ، ولكن الثقافة العربية لا تقبل المصارحة ، ونقد الذات .. وتعتبر أن من ينتقدها هو " عدواً لدود " ومتأمر يسعى لأهداف خبيثة ، لٍذلك ترى مثالاً أن النقاش العائلي أو الإجتماعي يقوم على أسس " عدائية " لا على أسس تعاونية ، وأن الصراخ في النقاش يكون لإحساس طرف من الإطراف بقرب خسارته لٍذلك ينفعل ويصرخ وأحياناً يتحول المكان إلى " ساحة حرب " .
إن مشكلة ثقافتنا الحياتية أو الفكرية تقوم على مبادئ قبلية ممزوجة بتدين شكلي ، لٍذلك هذه الثقافة هي عائق أمام التطور الفكري الذي هو " الجوهر " للتطور التكنالوجي والصناعي ، وهي تقف عائقاً امام الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية التي تقوم على مبدأ سيادة القانون والحرية بكافة أشكالها .