الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الـعـقـــاد والقـائمـة السـوداء بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-05-25
الـعـقـــاد والقـائمـة السـوداء  بقلم:حسن زايد
الـعـقـــاد والقـائمـة السـوداء

بـقــلـم / حــســــن زايــــــــد

قد يبدو العقاد مجهولاً لأبناء الوقت الراهن ، أبناء عصر الإنترنت ، ومواقع التواصل الإجتماعي . وأنا هنا لست بصدد التعريف به ، لأن التعريف به يكفيه كبسة زر علي لوحة مفاتيح " اللاب توب " للبحث عنه . ما يشغلني أنه أثناء مطالعاتي في الكتب ، وجدت أمراً ليس معروفاً حتي لأجيالنا . هذا الأمر يتعلق بعلاقة العقاد بالإخوان . فنتيجة لكثرة الهجوم عليهم أنذروه أكثر من مرة ، فلما لم يأبه بإنذاراتهم ، دبروا لإغتياله . فقد وضعوا متفجرات عند بيته . واتصلوا به تليفونياً بالليل ـ ويبدو أن أحدهم أو أحد الموالين لهم قد أخبرهم بأنه يضع التليفون بجوار الشباك ـ فلما نهض من نومه للرد ، توجه إلي مكان التليفون ، وعندما رد أطلقوا عليه الرصاص من النافذة . فلما نجا منها وضعوا اسمه علي القوائم السوداء التي سينفذ فيها حكم الإعدام . ذلك كان ديدنهم مع من يختلفون معهم . فالعقاد لم يكن يملك غير قلمه ورأسه ، وهم يملكون المتفجرات والرصاص . فما كان موقف العقاد الذي دفعهم إلي ذلك ؟ . لم يكن موقف العقاد موقفاً من الدين الإسلامي ، كما يحاول الإخوان التلبيس علي الناس في كل مرة ، فيمن يختلف معهم ، فالعقاد هو صاحب أكبر عدد من الكتب الإسلامية عرفته المكتبة العربية ، وأكبر مدافع عن الإسلام بالحجة والمنطق ، وأشرس من وقف في مواجهة حركة التبشير وحركة الإستشراق بالطريقة العلمية المثلي . ومن هنا يصعب المزايدة عليه باسم الدين . والعقاد نفسه لم يتخذ من الجماعة موقفاً حادا ، إلا بعد انحرافها عن خطها الديني الدعوي ، وتحولها إلي العمل السياسي ، واعتمادها أسلوب الإغتيالات السياسية لتصفية الخصوم ، خاصة بعد اغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر . ومن قبله جري اغتيال أحمد ماهر ، والخازندار . يقول العقاد تعليقاً علي ذلك : " الذين بحثوا في أسرار تلك الجرائم ، يتوهمون أن جناتها الأشرار،  يساقون إليها بدافع من الإيمان المضلل . ويحسبون أن إدخال هذا الإيمان إلي عقولهم الملتوية ، يحتاج إلي قدرة نفسية ، أو قوة من قبيل القوة المغناطيسية ، وإلا لما استطاعوا أن يشحنوا عقول الأحرار بذلك الضلال ، ولا أن يدفعوا بهم إلي ذلك الإجرام . وهذا هو الوهم الذي يفرض للمجرمين شرفاً لا يرتفعون إليه ، وهو شرف الإيمان ولو كان إيماناً مضللاً منحرفاً كل الإنحراف عن مقاصد الأديان ، وبخاصة مقاصد الدين الإسلامي . فكل ما يحتاج إليه أولئك المجرمون ليندفعوا إلي الإجرام ، هو تحريك ما في نفوسهم من طبيعة الشر والغرور والطمع ، ولا حاجة بهم بعد ذلك إلي إيمان يتعب في تعليله  المضللون ، أو يدل علي قدرة أولئك المضللين " . " العقاد بين اليمين واليسار ص 277 ـ رجاء النقاش ، والعقاد في معاركه السياسية 175 ـ 176 ـ سامح كريم " . ثم يذهب العقاد إلي تفسير ذلك بالطمع ، باعتباره الباعث النفسي الأول وراء سفك الدماء وإشاعة الفوضي ، فيقول : " إن الكلمة الأولي التي تُقال لهم أن الإسلام دين ودولة ، وأنهم يعملون ليقبضوا بأيديهم علي زمام الدولة في يوم من الأيام . يُقال لهم هذا ، ويُقال لهم معه : أن إرهاب القضاء كفيل بنجاتهم من الموت ، وأنهم لا يلبثون أن يخرجوا من السجن أبطالاً متوجين بأكليل الفخار ، متربعين علي مناصب الحكم ، متصرفين في الأنفس والأموال . فإن خانهم الحظ العاثر ، ونفذ فيهم حكم الموت ، فهنا يأتي الطمع الأكبر ، في جنات عرضها السموات والأرض ، إذا بطلت الحيلة في مطامع الحكم والسلطان " . وينتهي العقاد إلي القول بأنهم ليسوا مؤمنين مضللين في إيمانهم ، ولكنهم مجرمون في الصميم . ويذهب العقاد إلي ما هو أبعد من ذلك ، باعتبار الجماعة فتنة اسرائيلية من باب أصل مؤسسها ، الذي يرجح أصوله اليهودية ،ومن حيث المشابهة في التدبير والتنظيم والخطة . واعتبر أن مشاركة أفراد من الجماعة في حرب فلسطين ليس مما يبعد الشبهة ، علي اعتبار أن الأتباع لا يطلعون جميعاً علي حقائق النيات من ناحية ، والمشاركة في الحرب مما يكسب الثقة في الجماعة ، والحصول علي السلاح والتدريب عليه من ناحية أخري . وأياً كان الأمر ـ يري العقاد ـ أنها فتنة غريبة عن روح الإسلام ونص الإسلام ، وأنها قائمة علي الإغتيال والإرهاب ، وكل ما قام علي الإرهاب والإغتيال فلا محل فيه للحرية والإقناع . وجدير بالمسلمين ، ومن يؤمنون بالحرية والحجة من غير المسلمين أن يقفوا له بالمرصاد .  وها هو العقاد كأنه بين أظهرنا ينادي فينا بلسان حالنا : " أمة مصرية مشغولة بفتنة هنا ، وجريمة هناك ، وحريق يُشعل في هذه المدرسة ، واضطراب يستفحل في هذا المعهد ، ومؤامرات في الخفاء تغذي هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج ،  وتزودها بالذخيرة والسلاح . أهذه هي محاربة الصهيونية ؟ . أهذه هي الغيرة علي الإسلام ؟ . أي خدمة للصهيونية أكبر من هذه الخدمة ؟ . وأي خذلان للإسلام أشنع من هذا الخذلان ؟ . إن يهود الأرض لو جمعوا جموعهم ، ورصدوا أموالهم ، وأحكموا تدبيرهم ، لينصروا قضيتهم ، بتدبير أنفع لهم من هذا التدبير ، لما استطاعوا " . ولكنها المطامع الخبيثة تتطلع ، والغرورالصبياني يُهاج ، والشر الكمين في الطبائع العوجاء يُستثار . ثم يصرخ فينا العقاد علَّنا نستفيق بقوله : " ليس لهذه الأمة من علاج غير علاج واحد وهو الشدة التي لا تعرف الهوادة ، والحزم الذي لا يعرف الإبطاء ... فيا رجال مصر : هل أنتم رجال ؟ " . ثم يستطرد : " فما من عاقل في الدنيا يري أن تنطلق شرذمة من الزعانف لا تساوي وزنها تراباً . لتهدد الأمة كلها في سلامتها ثم يقال أن حرية القانون حق لأمثال هؤلاء ، أهذه الحرية حق حين تُغل أيدي الملايين من الأبرياء ولا تغل أيدي هؤلاء الوحوش الذين هم وصمة علي الإنسانية وعلي الحياة  ؟ ." رحم الله العقاد ، كأنه يعيش بين أظهرنا .

حــســـــن زايــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف