الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمريكا تتحدى سورية...فكان الرد قاسي من الجيش السوري بقلم:د.خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2016-05-24
أمريكا تتحدى سورية...فكان الرد قاسي من الجيش السوري  بقلم:د.خيام الزعبي
أمريكا تتحدى سورية...فكان الرد قاسي من الجيش السوري

الدكتور خيام الزعبي- كاتب سياسي

 
لابد أن نذكر في البداية بأن سورية وطن لا يعرف للكسل ولا لليأس طريقاً، وطن يرعاه أبناؤه الأوفياء، فالمتغيرات الإقليمية والدولية والموقع الإستراتيجي لسورية تفرض علينا أن نكون دائماً على أهبة الإستعداد للدفاع عن أرضنا والحفاظ على مكتسباتنا والإسهام بفعالية في تحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة، هذا هو الخيار الذي لن يتراجع عنه الشعب السوري مهما كانت التضحيات التي يدفعها لمواجهة هذا العدوان المتجرد من كل الأخلاقيات والقيم الإنسانية، وهو ما جعل هذا الشعب يزداد ثباتاً وإصراراً وتلاحماً في التصدي له حتى تحقيق النصر.

رغبة من العملاء والمأجورين لإسقاط سورية وتجريدها من دورها، كانت السياسة الغربية تكتظ بالكثير من المؤامرات على سورية، وكانت تعوّل على أدواتها لإدخال السوريين في الفوضى والحروب التي لا تنتهي لتنفيذ أجنداتها وأهدافها في المنطقة، لذلك تعرضت سورية لحرب تدميرية تستهدف البنية التحتية والمنشآت الخدمية التعليمية والصحية, ولم يكتف المعتدون بما يقومون به بل أوغلوا في إجرامهم بتدمير الجسور وخطوط المواصلات, وتحويل سورية إلى هدف لقوى العدوان، مجسداً حقداً لم تشهده حتى أعتى الحروب الظالمة عبر التاريخ، كل هذا سعياً لكسر إرادة الشعب السوري, وإذلاله وتركعيه وتقسيمه وتمزيقه إلى كيانات مناطقية وطائفية ومذهبية متناحرة.

بالمقابل إن نتائج الحرب على سورية والذي مضى عليها أكثر من خمس سنوات أربكت الادارة الأمريكية قائدة هذه الحرب لأنها تمخضت عن مشهد سياسي جديد بعكس ما كانت تخطط له من تقسيم المنطقة واضعاف دولها والقضاء على جيوشها خدمة وحماية لإسرائيل، وحين خسرت أمريكا هذه الورقة الرابحة عمدت الى فتح جبهات جديدة في سورية خاصة في مدينة حلب وحمص ودرعا  لعلها تحقق إختراقاً يعيد لها هيبتها يحفظ ماء وجها ويحقق لها بعض المكاسب من تلك التي خسرتها عندما عجزت أدواتها من القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة المحافظة عليها التي اصطدمت بقوة الجيش السوري وصموده  الذي إستطاع قلب المعادلة وأثبت بأن سورية أرض العزة والكرامة ستبقى مرفوعة الراية عالياً مهما كانت قوة وقدرة المؤامرة التي حيكت وتحاك في الغرف السوداء التي يديرها رعاة لا يعرفون للإنسانية أي معنى.

ولأن الإنتصارات التي تحققت في سورية قد ساعدت على تبديد أمل أمريكا وحلفاؤها في خلق شرق أوسط جديد بالطريقة التي تريدها يضمن لها مصالحها، فقد حاولت التخفيف من تدخلها في سورية بعد دخول الدب الروسي على الخط والذي أعلن بكل وضوح ان إسقاط نظام الأسد خط أحمر لا يمكن السماح به حتى لو إندلعت في المنطقة حرب عالمية جديدة، بعد أن ظن الأمريكان وحلقاؤهم إن السوريين غير قادرين على طرد وسحق تنظيمهم الإرهابي الذي جاؤوا به، وفي ضوء هذا الواقع، فإن التوقعات التي خططت لها أمريكا وحلفاؤها جاءت في غير صالحهم، لو تابعنا المسار الذي رسمته واشنطن في سورية والتي وضعت به كل إمكاناتها، نجد بأنها خسرت رهانها لذلك نرى إن سياستها تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، إنطلاقاً من وقائع الميدان، فبعد سيطرة الجيش السوري على منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق وتدمر والمناطق المجاورة لها بدت المسألة أقرب الى الحسم النهائي من أي وقت آخر، بذلك تبدو أمريكا وحلفاؤها المتضرر الأكبر وهي تراقب إنتصارات الجيش السوري  التي قلبت الموازين على الأرض السورية، وبذلك أحدث صمود الجيش السوري إنقلاباً إستراتيجياً وخللاً كبير في ميزان الردع لدى أعداء سورية، كما أظهر بأن قوات الجيش السوري على أعلى مستوى من التدريب والاستعداد القتالي في مواجهة المجموعات المسلحة وصدّها .

مجملاً...إننا اليوم أمام مشهد الإنتصارات الإستراتيجية التي يحققها الجيش السوري في المحافظات السورية، فإدعاءات أوباما وكبار عساكره بطول مدة الحرب الى عدة سنوات أسقطها السوريون بعد تحرير مناطق كانت تحت سيطرة داعش وسحقهم بأقدام سورية، وقلبت الطاولة على الأمريكيين بما عليها من إستراتيجيات ومخططات، ويمكن تلمس ذلك من خلال القلق الذي تشعر به أمريكا وحلفاؤها، إزاء تطورات الأوضاع في سورية، وهي التي كانت تعتبر خيوط اللعبة في هذا البلد بيدها تديرها كيف تشاء، فإذا بالسوريين يثبتون للعالم أجمع بأنهم قادرين على هزيمة داعش ومن يقف وراءها، ويبرهنوا إنهم حملة عقيدة ومقاتلين أقوياء لا يقف أمامهم شيء فهزموا داعش ووجهوا ضربة قاسية للإستراتيجية الأمريكية في سورية، وليكن هذا درساً أخيراً لأمريكا وحلفاؤها ليعلموا أن سورية وشعبها مصونة ومحفوظة بفضل من الله وبوعي ووفاء كل ابنائها الشرفاء، وأن  من أراد أن تسقط سورية سقط وبقيت سورية صامدة.

[email protected]
  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف