الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

78أديب بقلم:محمود شاهين

تاريخ النشر : 2016-05-24
78أديب بقلم:محمود شاهين
أديب 78

أديب في الجنة (78)

* حب عابر للكواكب!!

طال مرض الأميرة ( فتنة النهار ) دون أن تأكل وتشرب إلا القليل من الطعام والشراب ، فنحل جسمها ،وذبلت شفتاها ، وضمرت وجنتاها ، ودمعت عيناها ، وغابت ابتسامتها ، وعمت الكآبة وجهها ، وغاب معظم جمالها ، فبكاها أبوها الملك ، وأمها الملكة ، والخدم والحراس ، والوزراء والأعيان ، والفتيات والفتيان، والرجال والنساء ، ليعم الحزن المملكة كلها  لما كانت تحتله من مكانة مرموقة في نفوس الناس، فأقيمت من أجلها الصلوات ، وضجت المعابد بالتضرعات دون أي أمل يرتجى ، فاستشار الملك مستشاريه ،ونوابه وأعيانه ، فأشار معظمهم بشن حرب على الإمبراطورية الشنوتية . وحين أشار الملك إلى مدى قوة الإمبراطورية بوجود الملك لقمان وأسرته وحاشيته فيها ،وأنه لا يمكن لأية قوة أن تهزمها ، أشاروا عليه بإطلاق بضعة صواريخ عابرة للكواكب على سبيل الإختبار لمعرفة مدة قدرة الإمبراطورية على مواجهتها ، فأذعن للأمروأمر بإطلاق عشرة صواريخ غير نووية فأطلقت . دمرها الملك شمنهور حتى قبل أن تدخل فضاء الكوكب بأن واجهها بمذنب واحد راح يتصدى لها وكأنها عصافير محلقة في الفضاء وليست صواريخ ! ذهل القادة العسكريون وغير العسكريين بهذه القوى الخارقة التي يمتلكها هؤلاء القوم . وأحبط الملك ولم يعرف ماذا في مقدوره أن يفعل لإنقاذ حياة الأميرة . وذات يوم وفيما كانت خادمة تقدم له وللملكة شراب الصباح ، رأت الحزن والكآبة يلفان وجهيهما ، فطلبت إلى الملك أن يسمح لها باقتراح ، فوافق . أشارت الخادمة عليه باستشارة حكيم فقير يقبع في كهف في الجبال . أرسل الملك طائرة مروحية تقل وفدا لإحضار الحكيم ، غير أن الحكيم أبى أن يذهب لمقابلة الملك لأنه كان يعترض على حكمه ،وحين حاول أعضاء الوفد إحضاره رغما عنه . فوجئوا بقوى خفية تدفعهم عنه ، فتوقفوا وتوقفت القوى الخفية ، ليهتف الحكيم " حتى لو نجحتم في إرغامي على الذهاب معكم ، فلن تنجحوا لا أنتم ولا الملك في إرغامي على الكلام ، وإن كان الملك يسعى إلى النصح في أمر ما، عليه أن يسعى إلي لأنصحه بما يفعل ، فأنا لست في حاجة لأن أسعى إليه "

 وهكذا عاد الوفد خائبا ، فاضطر الملك إلى الذهاب بنفسه إلى الحكيم ، ليجده قابعا في كهفه وسط  كم هائل من الكتب مرتديا ثيابا مرقعة ويعيش على الكفاف . تعجب الملك أن يكون في مملكته أناس يعيشون بهذا المستوى من الحياة ، ورغم ذلك شعر بضآلته أمامه . سلم فرد الحكيم السلام مرفقا بإشارة من يده دون أن ينهض ، غير أنه رفع جسده قليلا عن الأرض وهو يميل إلى الأمام .

جلس الملك في مواجهته وأخبره بقصة الأميرة وما فعله لإيجاد حل لمرضها . تفوه الحكيم بكلمات مقتضبة دون أن يبدو أنه فكر فيها . قال :

" من يطلب المحبة أيها الملك ينبغي عليه أن يسعى إليها بالمحبة وليس بالتهديد وإطلاق الصواريخ العابرة للكواكب. لترسل ابنتك إلى المحبوب رسالة تطلب فيها شفاعته ، وإذعانها لشروط حبه . فالمحب لا بد له أن يكتوي بنار المحبوب ولا ما نع من أن تكتب أنت أولا  لمن يعنيهم الأمر وللمعني نفسه"!

وهكذا عاد الملك إلى قصره خاضعا ذليلا ، لم يجد مفرا من الإذعان لنصيحة الحكيم . أخبر ابنته بحقيقة ما جرى . وافقت الأميرة على رأي الحكيم وطلبت إلى أبيها أن يكتب إلى سحب السماوات طالبا شفاعته بها ، ففعل ، وفعلت هي بدورها طالبة إلى سحب السماوات أن يجعل منها وقودا لنار حبه قبل أن تقضي عليها !!

وما أن عرف سحب السموات بما جرى للأميرة فتنة النهار بعد أن تلقى رسالة أبيها ورسالتها ، حتى رقّ قلبه لها وحزن للحال التي آلت إليها ، فقرر أن يذهب إليها في الحال ، فاستعان بقوى أمه وأبيه إضافة إلى قواه، لينتقل خلال طرفة عين إلى مخدعها . وجدها نائمة في سريرها . استفاقت الأميرة على يد ناعمة تملس بحنوعلى وجنتها ففتحت عينيها، وإذا بها أمام وجه أخاذ يرسل جماله نورا مبهجا يغمر وجهها ويتغلغل في مسامات جسدها . ظلت محدقة في الوجه للحظات ظانة أنها في حلم، وما لبثت أن نمت شفتاها عن ابتسامة طفيفة وهي تهتف بصوت خافت " سُحب " ابتسم سحب بدوره وهو يهتف " فتنة " حاولت أن ترفع جسدها عن السرير فاحتواها بيديه وضم جسدها إليه . قبلها على جبينها وألقى رأسها على عنقه . وشرع يملس على شعرها . همست متسائلة عما إذا كانت في حلم أم في واقع . همس لها أنها في واقع . اختلجت عيناها بالدموع وهي ترفع رأسها لتتأمل الواقع السحري في جمال وجه سحب وتشرع في تقبيله ليشرع هو بدوره في تقبيلها . وما قبلته قبلة إلا ودبت الحياة بكل حيويتها في مائة مليون خلية من خلايا جسدها ،وما قبلها قبلة إلا ونشطت الحياة أيضا في مائة مليون خلية في جسدها . لم يعرفا كم قبل أحدهما الآخر وهما يغرقان في بحر من القبل ، ولم يعرفا أن الحياة عادت بكل نشاطها إلى ستين تريليون خلية في جسد الأميرة ، لكنهما عرفا أن العافية عادت إلى جسد الأميرة، وأن جمالها تألق كما لم يتألق من قبل .


عم الفرح كافة الحضور وشرعوا في التهاني . وأذيعت الأنباء في المملكة بشفاء الأميرة وطلب يدها من قبل الأمير سحب السماوات ابن الملك لقمان . فعمت الأفراح أرجاء المملكة . وأقدم الملك على تكريم الحكيم بعد أن طلب إليه أن يقبل تكريمه ، فاشترط الحكيم أن تلبى طلباته ، فطلب إليه تكريم كافة الحكماء والفلاسفة والأدباء والعلماء والفنانين والكتاب ،وأن يمنحهم بيوتا ويخصص راتبا شهريا لكل منهم يكفيهم لعيش كريم ،وأن يقدم لهم ضمانا صحيا مدى حياتهم ، فوافق الملك على كل طلبات الحكيم .

بلغت الأنباء مسامع الملك لقمان والملكة نور السماء فحضرا للإحتفال بخطوبة الأمير وزواجه .

*****

يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف