الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليس من العيب ..ان تتعلم كل يوم حقيقة بقلم :ابراهيم شواهنة

تاريخ النشر : 2016-05-24
ليس من العيب ..ان تتعلم كل يوم حقيقة  بقلم :ابراهيم شواهنة
ليس من العيب ... ان تتعلم كل يوم حقيقة ، لكن من العار ان تنسى ماعلمك الزمان......( لماذا لم تحرر فلسطين حتى اليوم ؟؟؟) بقلم :ابراهيم شواهنة

عندما كنت شابا  في العشرين من عمري ..... شاهدتُ في الاخبار العربية تقريرا عن نضالنا   نحن ابناء فلسطين  وكيف ان هذا النضال يهدف الى تحرير فلسطين من النهر الى البحر ، وكيف ان الدول والنظم والعواصم والشعوب العربية كلها مع فكرة تحرير فلسطين ، وكيف انها تهتف بصوت واحد : بالروح بالدمّ نفديك يافلسطين.والحقيقة ان ما أثار انتباهي واستقطب اعجابي وانا بعدُ في سنّ الصبى هو ذالك المشهد الذي رأيتُ فيه قريناً ليّ ....وهو يرمي حجراً على سيارة الجيب الاسرائيلي .... بروح.. وطنية  منقطعة النظير .. تجمع بين خفة الحركة وطيش الشباب ... والمخاطرة مع الموت ومُخاتلة القدر واللعب مع الرصاص .... عندها تساءلت لأي شيئ هذا الصديق يرمي حجره ؟.وماهي اللعبة المسلّية هذه التي استهوت صديقي الفلسطيني ليلعبها مع الكبار ؟.وفي هذه الاثناء وقبل ان ينتهي التقرير الاخباري المصوّر شاهدتُ صديقي الفلسطيني نفسه وهو محمول بين اذرع الرجال ميتا او شهيدا من جرّاء رصاصة مطاطية ... عنصرية صهيونية ثقبت راسه ليفارق الحياة !.أتذكر أنني عندذاك شعرت ان هناك قضية من جراء  استشهاد   رفيقي وليست لعبة كان يمارسها في احدى  الطرق في جنين  !.وبعدما كبرتْ سنّي لتصل الى مرحلة .....لااعلم لماذا لم يفارق مخيلتي ذالك المشهد للشهيد صديقي حتى مرحلة الاستعداد للرجولة ، وكأنما هناك ترتيب قدري فرض على تكوينتي الذهنية ان تعَلق صورة الشهيد الذي كان يلعب بحجر فرُمي برصاصة ليفارق الحياة ، ولكنّ مافهمته فيما بعد من ذاك المشهد التراجيدي المأساوي في مرحلة الشباب : أن الفرق بين اللعب والقضية هو بذل .... الدماء !.وفي تلك الايام نضجت بعض الشيئ مداركي وبدأتُ افهم بشكل لابأس به لماذا يخرج ابناء فلسطين كل يوم للشوارع للمقاومة بحجر ، واستوعبتُ ان هذه الممارسة ليست لعبة وإنما هي مقاومة محتل نهب الارض وسرق الدار وشرد الاهل والاحباب منها .... عندها تساءلت بغرابة : أذن لماذا لم تحرر فلسطين حتى اليوم ؟... وكررت السؤال على نفسي .ويبدو انه عندما كبرت عقليتي تغيرت في نفس الوقت اسألتي ، وبدأ عقلي السياسي بدلا من سؤاله عن حجر الاطفال في فلسطين ولعبهم يسأل عن حجارة الكبار العرب والشعوب والانظمة....(اسلحتهم)  من مدافع  ودبابات وطائرات  وصواريخ .... اين هي... ولماذا لم تسهم حتى هذه اللحظة بتحرير فلسطين المحتلة ؟.كان في الاخبار وعلى نشرات التلفاز العربي الرسمي يقال للشباب العربي جوابا على سؤالهم الطبيعي الذي طرحته انا من ضمنهم : ان هناك قوى امبريالية أستعمارية عظمى كالولايات المتحدة ..-. قوة  جبارة -....والعالم الاوروبي الراسمالي تساند الكيان الصهيوني العنصري المحتل على الاستمرار ببقاءه في فلسطين ، واستهتارهم ... بالشرعة الدولية.... ممثلة بالامم المتحدة  ومجلس الامن ... وعدم احترامهم ... للعهود والمواثيق الانسانية !.وبالفعل انخرط الشباب العربي بتجنيد كل طاقاته في سبيل مناهضة قوى الامبريالية العالمية المساندة للكيان الصهيوني من منطلق ان تحرير فلسطين يجب ان يبدأ من كسر الذراع التي تحمي اسرائيل !.وبدأت الاحتجاجات على الاستعمار ، وأُيدت الانقلابات على الانظمة ، وضخّت الدماء من اجل التغيير وفلسطين ....محتلة ....... الى ان تغيرت معادلة المنطقة العربية وحكمنا حكّام باسم تحرير فلسطين ومناهضة الاستعمار حتى هذه اللحظة !.كُبرت وشارفت على الدخول للرجولة والكهولة عدت  أطرح على  نفسي ....نمطاً جديدا من الاىسئلة  وأنا أرى تغييراً جذريا للمعادلة السياسية في المنطقة العربية والاسلامية بعد حرب لبنان وانتصار المقاومة الوطنية والاسلامية في هذا البلد الصغير لبنان على اسرائيل ودحر قواتها ، وبعد حرب غزة اليوم وما اظهره الفلسطينيون في غزة ... من ثبات وصبر وتحمّل للتضحيات في معركة رجع فيها الجيش الصهيوني العنصري مندحرا بدون ان يحقق اي هدف من اهدافه المعلنة ، ولكنّ مع بقاء نفس سؤال عمر الشباب والفتوّة آنذاك نفسه يتردد في داخلي وهو : لماذا لم تحرر فلسطين حتى هذا اليوم ؟.مضافا اليه سؤال الرجولة والكهولة هذا : هل عدم تحرير فلسطين حتى اليوم كان بالفعل بسبب قوى الاستعمار والامبريالية الغربية الامريكية بقواها العظمى المساندة للكيان الصهيوني العنصري اسرائيل فحسب ؟.أم ان سبب عدم تحرير فلسطين حتى هذه اللحظة هو مضافا لقوى الاستعمار والامبريالية الغربية المساندة للاحتلال كذالك هي" نظمنا السياسية العربية العميلة" التي اصبحت ترى في تحرير فلسطين زوالا لعروشها وكراسيها التي بُنيت على وجوب ان تبقى فلسطين محتلّة ؟.يبدو ان حروب غزة السابقة  وما اظهرته هذه الحروب من نتائج ومستجدات  قد فضحت بلا ادنى لبس حقيقة : ان العدو الصهيوني وحتى مع الدعم الراسمالي الاستعماري الامريكي والغربي له هو احقر بكثير جداً مما كانت تصوّره عدسات الاعلام العربية الحكومية الرسمية ، وان هذا الكيان يرتعب بطبيعته ويهزم امام حجر طفل صغيرأو سكين فاكهة  يحملها  شبل ... من اشبال فلسطين ، ولكن المعادلة الحقيقية التي تساهم بتثبيت هذا الكيان العنصري الصهيوني المحتل لفلسطين هي ليست ان العدو الصهيوني قوّة لاتقهر في منطقتنا العربية ، وليست هي مساندة قوى الاستعمار الغربية العظمى له ، وليست ........، وانما المعادلة الحقيقية التي لم تزل تدعم احتلال الصهاينة لفلسطين هي نظمنا العربية الرسمية التي تسمى امريكيا بالمعتدلة ، هي في الحقيقة هذه القوّة التي تعيق وتناضل وتسعى لعدم الوصول الى حلم رؤية فلسطين عربية محررة خالية من ميلشيات وعصابات الصهاينة المأجورين للغرب الاستعماري ؟.الحقيقة انه شيئ مؤسف بالنسبة ليّ على الاقل وفي عمر الرجولة ان اكتشف من خلال سؤال الطفولة والشباب والرجولة : لماذا لم تحرر فلسطين حتى هذا اليوم ؟. ان عدوّي الحقيقي هو الذي كان يحكمني ويخدعني طوال هذه السنين من عمري وعمر جيلي من الانسان العربي ، وانها لمأساة كبيرة فضحتها دماء غزة عندما اكتشفنا ان محتل ارضنا وناهب كرامتنا وقاتل اطفالنا هو ليس على الحقيقة كيان اسرائيل المزعوم ، بل هو نظمنا الرسمية العربية المعتدلة امريكيا هي التي منعت السلاح يدخل لتحرير جزء من فلسطين وهي التي منعت الدواء والغذاء ان يصل للانسان الفلسطيني ليبقى على قيد الحياة وهي التي لم تزل تسعى مع اعداء فلسطين كي تبقى فلسطين بلا منافذ للتنفس او التفكير بتحريرها او على الاقل بقائها تتنفس بحرية !؟.فياترى بعد كل هذا العمر الذي مضى والسنين التي كشفت لنا المزيد من الكوارث والمآسي والمؤامرات علينا وعلى قضية فلسطين التاريخية ، فهل سيكون عمر الكهولة بالنسبة ليّ مفاجأة كبرى لنحرر فلسطين وعالمنا العربي من العملاء والخونة اولا ومن الصهاينة والمستعمرين ثانيا ، ومن عار الغفلة العربية ثالثا ، لندخل في طور العالم العربي الحرّ الذي رمى في يوم من الايام صديقي الطفل الفلسطيني حجره فاصاب كبد الحقيقة لقضية المقاومة بدلا من اللعب في هذا الوطن بلافائدة ؟.أم ان عُمر الكهولة والنهاية بالنسبة لي سيظهر لي اكثر فاكثر ان هناك حقائق يريد الزمان اظهارها لنا كتجربة لابد منها للوصل الى يوم النصر في تحرير فلسطين ؟.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف